التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مناهج البحث الاجتماعي| المعرفة والعلم

 

د. بسام أبو عليان
أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية
جامعة الأقصى

المعرفة والعلم

تعريف المعرفة:

v  عبد الباسط محمد: "مجموعة من المعاني، والمعتقدات، والأفكار التي تتكون لدى الإنسان نتيجة محاولاته فهم الأشياء والظواهر من حوله".

v    ليهر: "امتلاك صورة خاصة من القدرة على عمل شيء ما، وتكون باللقاء والاطلاع، أو الاتصال المباشر".

v    فوكو: "شبكة مفاهيم تتضمن كل الأنماط المعرفية في حقبة زمنية معينة".

v    فيلاليت: "إدراك علاقة اتفاق أو عدم اتفاق التي توجد بين فكرتين من أفكارنا"

v    المعرفة: "مزيج من المفاهيم، والأفكار، والقواعد، والإجراءات التي تهدي الأفعال والقرارات".

v  يمكنني تعريف المعرفة: "هي ما يمتلكه من الإنسان من أفكار، ومعتقدات، ورموز، معاني، تكونت لديه نتيجة خبرته من خلال تفاعله مع محيطه الاجتماعي والطبيعي".

وفق التعريفات السابقة، يتضح أن المعرفة تشمل كل الجوانب: الدينية، والميتافيزيقية، والسياسية، والتقنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية... إلخ.

أشكال المعرفة:

توجد للمعرفة ثلاثة أشكال، هي:

1)    المعرفة الحسية.

2)    المعرفة الفلسفية.

3)    المعرفة العلمية.

فيما يلي شرحها بشكل موجز:

أولاً: المعرفة الحسية:

للمعرفة الحسية أسماء أخرى، هي: (المعرفة بالخبرة، والمعرفة العامة، والمعرفة الشائعة)، حيث تعد أبسط أشكال المعرفة؛ لأن الإنسان يعتمد فيها على حواسه في معرفة الأشياء المحيطة به. فالمعرفة الحسية هي الطريق الموصل إلى بقية أشكال المعرفة الأخرى، لكنها لا تتعمق في معرفة أسباب الظاهرة، وعوامل تطورها، وانتشارها، والنتائج المترتبة عليها، إنما تكتشف الظاهرة بحكم العادة، والخبرة اليومية، أو الصدفة. خذ مثلًا: الرجل العامي يعرف ظاهرة تعاقب الليل والنهار؛ لأنه يلمس ذلك بحواسه (ظلمة الليل، ونور النهار)، لكنه لا يعرف التفسير العلمي لهذه الظاهرة، ككروية الأرض ودورانها حول الشمس، ويعرف أيضًا إذا قذفنا شيئًا لأعلى لابد أن يسقط أرضًا، لكنه لا يعرف تفسيرها العلمي (قانون الجاذبية). قِس عليها الظواهر الأخرى.

غالبًا تعكس المعرفة الحسية انطباعات الفرد الذاتية، بالتالي لا تعد معرفة موضوعية، وتنتقل بين الناس بالتوارث، وتختلف باختلاف المستوى الاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، والديني، والتعليمي للأفراد والمجتمعات.

تعتبر الأمثال الشعبية نموذجًا للمعرفة الحسية. نوضحها بمثال: يقول المَثَل الأول: "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب". يعكس هذا المَثَل حالة الإسراف، والتبذير، والتواكل. بينما يقول مَثَل آخر: "القرش الأبيض ينفع لليوم الأسود"، هذا المَثَل نقيض الأول تمامًا، فهو يعكس أهمية التوفير والادخار. إذن، هذان المثَلان يعكسان الخبرة الشخصية والحالة الاجتماعية والاقتصادية لكل من قالهما وأخذ بهما.

ثانيًا: المعرفة الفلسفية:

تبحث المعرفة الفلسفية في القضايا الغيبية، مثل: وجود الله تعالى، وخلود النفس، وبداية الكون، والروح، والموت، والبعث بعد الموت... إلخ. البحث في تلك القضايا يتعذر معه استخدام أدوات البحث العلمي كالملاحظة، والتجربة، إنما تعتمد على المنهج العقلي، الذي من أدواته المنطق[1]، والقياس[2].

تسعى المعرفة الفلسفية للإجابة على سؤالين، هما:

v    ما هو مصدر المعرفة؟ هل العقل، أم الحدس، أم الحواس، أم جميعها؟.

v    ما هي طبيعة المعرفة؟.

الإجابة على هذين السؤالين ليست تراكمية؛ لأن الفيلسوف غير ملزم بأن يبدأ من حيث انتهى الفلاسفة الذين سبقوه، وجهوده ليست مكملة لجهودهم، بل ينتقدهم، وربما يسفه آراؤهم، ويبدأ من نقطة جديدة في التفكر والتأمل. بمعنى آخر، المعرفة الفلسفية لا ترقى لأعلى في سلم المعرفة، إنما تتمدد أفقيًا، وهي عكس المعرفة العلمية التي تتسم بالتراكم، والارتقاء لأعلى.

العلاقة بين الفلسفة والعلم:

مرت العلاقة بين الفلسفة والعلم في أربع مراحل، هي:

v    المرحلة الأولى: احتضنت الفلسفة سائر العلوم. مثاله: العهد الإغريقي.

v    المرحلة الثانية: انفصلت العلوم عن الفلسفة تدريجيًا، علمًا تلو الآخر.

v  المرحلة الثالثة: هَجْر العلم للفلسفة. وقد أسس لهذه المرحلة "أوجست كونت" في القرن التاسع عشر، حين دعا إلى ضرورة التخلص من الأوهام الفلسفية، ودراسة الواقع من خلال (الملاحظة، والتجربة، والقياس)، وطالب "فرانسيس بيكون" الفلاسفة بضرورة إعادة النظر في القضايا التي يدرسونها من خلال العلم.

v    المرحلة الرابعة: صارت العلاقة على عكس المرحلة الأولى، حيث احتضن العلم الفلسفة.

خصائص المعرفة الفلسفية:

v    لا تتخذ الفلسفة من الواقع موضوعًا لها، بل تبحث في قضايا ما وراء الطبيعة.

v    لا تسعى الفلسفة إلى الكشف عن القوانين التي تحكم الظواهر، إنما تبحث عن العلل الأولى للظواهر.

v    تعبِّر المعرفة الفلسفية عن رؤية أصحابها، وغير قابلة للاختبار العلمي، بالتالي تنتفي عنها صفة الموضوعية.

v    تعتمد المعرفة الفلسفية على التأمل والخلوة.

v    لا تدرس المعرفة الفلسفية الواقع كما هو، بل تدرسه كما يجب أن يكون.

ثالثًا: المعرفة العلمية:

تعريف العلم لغة:

جاء في معجم المعاني الجامع، العلم: مصدر عَلِمَ، والجمع علوم، وهو إدراك الشيء بحقيقته، ويأتي العلم بمعنى اليقين، وعَلِمَ الشيء أي عرفه، ورجل علّامة رجل عالم جدًا، والعلم نقيض الجهل.

تعريف العلم اصطلاحًا:

تعددت تعريفات العلم تبعًا لاختلاف توجهات الباحثين الفكرية، وانتماءاتهم الأيديولوجية، منها:

v  قاموس ويستر الجديد: "المعرفة المنسقة التي تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب، التي تتم بغرض تحديد طبيعة أو أسس أو أصول ما تتم دراسته، إنه فرع من فروع المعرفة أو الدراسة، خصوصًا ذلك الفرع المتعلق بتنسيق وترسيخ الحقائق والمبادئ والمناهج بوساطة التجارب والفروض".

v  قاموس أكسفورد: "فرع من الدراسة يتعلق بجسد مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة، التي تحكمها قوانين عامة، وتحتوي على طرق ومناهج موثوق بها؛ لاكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق الدراسة".

v    كونانت: "سلسلة تصورات ذهنية ومشروعات تصورية مترابطة متواصلة، هي نتاج لعمليتي الملاحظة والتجريب".

v  عودة وزميله: "جهد إنساني عقلي منظم، وفق منهج محدد في البحث، يشتمل على خطوات وطرائق محددة، ويؤدي إلى معرفة عن الكون والنفس والمجتمع يمكن توظيفها في تطوير أنماط الحياة وحل مشكلاتها".

v    "نشاط يهدف إلى زيادة قدرة الإنسان للسيطرة على الطبيعة".

v  بدورنا نعرّف العلم: "هو الجهد العقلي الذي يبذله الباحثون، ويسعون من خلاله لاكتشاف القوانين التي تحكم الظواهر وفق قواعد ومناهج علمية منظمة".

وعليه، يمكن القول: المعرفة ليست هي العلم؛ لأن المعرفة أوسع وأشمل، فهي تشمل المعرفة العلمية وغير العلمية كالأساطير، والخرافات، والأمثال الشعبية.

مراحل تطور العلم:

مر العلم في عدة مراحل حتى وصل إلى صورته الحالية، فقد لخصها "ربحي عليان، وعثمان غنيم" في خمس مراحل، هي:

1.    الصدفة: أرجع الإنسان الظواهر الطبيعية إلى الصدفة دون أن يبحث، أو يفكر، أو يتأمل في أسباب حدوثها.

2.    التجربة والخطأ: اعتمد الإنسان على التجربة التي تصيب حينًا، وتخطئ حينًا آخر؛ ليجد حلًا لمشكلاته اليومية، وقد وضع قواعدًا ليسترشد بها في قضاء حاجاته.

3.    الاعتماد على السلطة والتقاليد: اعتمد الإنسان على آراء وأقوال أصحاب السلطة السياسية والدينية في المجتمع.

4.  التأمل والجدل والحوار: بدأ الإنسان يعرض الآراء على العقل؛ ليتفحصها، فلم يعد يقبلها كما هي كمسلمات، وأصبح يشكك فيها معتمدًا على الجدل والمنطق، حتى توصل إلى القوانين التي تحكم الظواهر.

5.  المعرفة العلمية: انتشرت العلوم الطبيعية في مرحلة مبكرة مقارنة بالعلوم الاجتماعية، معتمدة على: الملاحظة، والتجربة، وجمع البيانات وتحليلها، وصياغة القوانين، ووضع النظريات.  

مكونات المعرفة العلمية:

1.  الحقائق العلمية: هي نتائج توصل لها العلم بشكل مجزأ من خلال أبحاث متناثرة، ولم تعمم نتائجها، وهي نتائج غير ثابتة، تتغير بحسب ما تتوصل له آخر الأبحاث.

2.  المفاهيم العلمية: تمثل لغة تخاطب بين أصحاب العلم الواحد. من مفاهيم علم الاجتماع: المجتمع، الجماعة، البناء الاجتماعي، التغير الاجتماعي، النسق الاجتماعي، الأسرة، التنمية الاجتماعية، التخطيط الاجتماعي، العلاقة الاجتماعية، الظاهرة الاجتماعية، التنشئة الاجتماعية، الريف، الحضر... إلخ.

3.  التعميمات العلمية: عبارة تربط بين مفهومين أو أكثر بينها صفات مشتركة. مثال: اختلاف البيئة الاجتماعية للزوجين يسهم في وقوع الطلاق.

4.  المبادئ العلمية: هي سلسلة مفاهيم علمية مرتبطة ببعضها تصف الظاهرة وصفًا نوعيًا. مثال: ضعف سلطة الضبط الاجتماعي الرسمي يسهم في ارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع.

5.  القوانين العلمية: هي سلسلة مفاهيم علمية مرتبطة ببعضها تصف الظاهرة وصفًا كميًا في صورة علاقة رياضية. مثل: قانون الجاذبية.

6.  النظريات العلمية: هي تصور ذهني يوضح العلاقة بين مجموعة حقائق، ومفاهيم، ومبادئ، وقواعد، وقوانين تفسر ظاهرة ما.

خصائص المعرفة العلمية:

1.  الذاتية: لا نقصد بالذاتية هنا التي هي نقيض الموضوعية، إنما المعرفة التي تأتي إلى الفرد بواسطة التعلم الذاتي. من أدواتها: التفكر، والتأمل، والتدبر، والقراءة، والبحث، والمشاركة في المناقشات والحوارات.

2.  الموضوعية: ابتعاد الباحث عن التحيز لأفكاره المسبقة، أو ثقافته، أو أيديولوجيته، أو لي عنق النتائج العلمية بما يتوافق مع هواه.

3.    الوضعية: عدم الاشتغال في أمور غيبية لا سند لها في الواقع، كالسحر، والشعوذة، والأساطير، والخرافات.

4.    السببية: تبحث في أسباب الأشياء، للوصول إلى الأسباب الحقيقية للظاهرة.

5.    الواقعية: دراسة الظواهر كما هي، وليس كما يجب أن تكون.

6.  التعميم: المعرفة ليست جامدة، بل قابلة للانتقال من شخص لآخر، ومن جماعة لأخرى، ومن مجتمع لآخر، فالمعرفة ليس لها وطن. الواقع الذي نعيشه اليوم دليل على ذلك.

7.  الديمومة: المعرفة ليست لحظية، ولا مؤقتة، بل لها صفة الديمومة، والاستمرارية، حتى التي ثبت خطئها لا تنقرض بل تبقى في بطون الكتب كي يبنى عليها، ولتحاشيها لاحقًا.

8.  التراكم: كل معرفة يحصل عليها الفرد هي حلقة في سلسلة المعارف التي بدأت مذ خلق الله تعالى الخلق، وتستمر إلى قيام الساعة.

9.  النسبية: يتعلق هذا الجانب بشكل كبير بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، فأحكامها ليست مطلقة مقارنة بالعلوم الطبيعية. الأحكام الاجتماعية التي تصلح على قضية ما في هذا المجتمع، قد لا تصلح على مجتمع آخر، وقد لا تصلح على نفس المجتمع بعد فترة من الزمن.

10.  إمبريقية: تعتمد على الواقع والتجربة، ولا تستند على التخمينات.

11.  التجريد: تصاغ مشكلة البحث في فرضيات، ثم السعي لحلها.

تعريف البحث العلمي:

التعريف اللغوي:

جاء في قواميس اللغة العربية، البحث: هو طلب الشيء في التراب أو تحته، أي فتّش، ونبش، واستقصى. يقال باحثه: أي حاوره، وجادله، وبيّن له المقصود بالدليل. تباحثا بمعنى تجادلا، وتحاورا. بحث الأمر: حاول معرفة حقيقته. جمع بحث: أبحاث، وبحوث. معناه: التمحيص والتفتيش، أي بذل جهدًا في موضوع ما، ومنه البحث العلمي، ويطلق على الشخص المحب للبحث (باحث).

التعريف الاصطلاحي:

v  توكمان: "محاولة منظمة للإجابة على سؤال معين، وقد تكون الإجابة عامة أو مطلقة كما هو الحال في البحوث الأساسية أو إجابات محددة كما هو الحال في البحوث التطبيقية". 

v  دالين: "محاولة دقيقة، ومنظمة، وناقدة للتوصل إلى حلول لمختلف المشكلات التي تواجهها الإنسانية وتثير قلق وحيرة الإنسان".

v    وينتي: "استقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف حقائق وقواعد عامة يمكن التأكد منها".

v    بولنسكي: "استقصاء منظم يهدف إلى اكتشاف معارف والتأكد من صحتها عن طريق الاختبار العملي".

v  مهدي فضل الله: "الجهد الذي يبذله الباحث تفتيشًا وتنقيبًا وتحقيقًا وتحليلًا ونقدًا ومقارنة في موضوع ما بغاية اكتشاف الحقيقة أو الوصول إليها وليس للبرهنة على شيء ما أو إثبات موضوع ما أو تأييد رأي ما يتفق مع رؤيته أو ميله".

v  "عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص يسمى (الباحث)؛ من أجل تقصي الحقائق في شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى (موضوع البحث)، باتباع طرق علمية منظمة تسمى (منهج البحث)،؛ بغية الوصول إلى حلول ملائمة للعلاج أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المماثلة تسمى (نتائج البحث)".

v  "وسيلة يحاول بواسطتها الباحث دراسة ظاهرة أو مشكلة ما للوصول إلى كشف الآليات التي تتحكم فيها، بالإضافة إلى حصر العوامل التي تكون وراء حدوثها بصفة مباشرة وغير مباشرة، وهذا يسمح بالتفسير والقدرة على التنبؤ مستقبلًا بالأبعاد التي تأخذها الظاهرة".

v    "عملية منظمة للتوصل إلى الحلول لمشكلات، أو إجابة على تساؤلات، تستخدم فيها اساليب في الاستقصاء، والملاحظة المقبولة والمتعارف عليها بين الباحثين في مجال معين، ويمكن أن تؤدي إلى معرفة جديدة

v  يمكنني تعريف البحث العلمي: "عملية مخططة ومنظمة تسعى إلى حل مشكلات الكون وفق قواعد وخطوات علمية متسلسلة ومرتبة، بهدف التوصل إلى القوانين التي تحكم الظواهر الطبيعية والاجتماعية".

خصائص البحث العلمي:

1)  يسهم البحث العلمي في تراكم المعرفة العلمية، فكل بحث مكمل ومتمم لما قبله، أو مصححًا لفكرة سابقة خاطئة أو غامضة.

2)    ينشأ البحث العلمي من سؤال يدور في ذهن الباحث، فهو بحاجة إلى إجابة، أو لوجود مشكلة هي بحاجة إلى حل.

3)  البحث العلمي ليس عملية عشوائية أو ارتجالية، إنما هو عملية منظمة، ومخططة، لها قواعد وإجراءات منهجية محددة، فلا يحصل الباحث على معلوماته بالصدفة، أو يقتصر على خبرته الشخصية.

4)  ينطلق الباحث من الواقع في فهم، ودراسة، وعلاج المشكلات، ولا يعتمد على الخيال، والمثاليات؛ حتى يحيط بكافة جوانب الظاهرة.

5)    البحث العلمي ليس بحثًا لأجل البحث، إنما يسعى لحل مشكلة أو تفسيرها من خلال نظريات وقوانين علمية.

6)    يسعى البحث العلمي لاكتشاف القوانين التي تحكم الظواهر.

7)    يعتمد البحث العلمي على التجربة والتكرار؛ حتى يتأكد من صحة التجارب، واستبعاد ما هو خاطئ.

8)    يقسم الباحث المشكلة إلى أجزاء؛ ليتمكن من إدراكها ودراستها.



[1] المنطق: علم قوانين الفكر الذي يبين صحيح الفكر من فاسده.

[2] القياس: الانتقال من العام إلى الخاص، مع التسليم ببعض المقدمات وما يترتب عليها من  نتائج.

المرجع| بسام محمد أبو عليان، مناهج البحث في علم الاجتماع، ط3، خانيونس، مكتبة الطالب الجامعي، 2022، ص3-12.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية (1)| مهارة المقابلة

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى مهـارة المقابلة تعريف المقابلة المهنية: "لقاء وجاهي مقصود يعقد بين الأخصائي الاجتماعي والعميل أو المشاركين الآخرين في عملية المساعدة بهدف جمع معلومات متعلقة بالمشكلة أو إعطاء معلومات بهدف التأثير على سلوك العميل وتغيير بيئته الاجتماعية، بهدف المساعدة في حل مشكلته أو التخفيف منها". تعد المقابلة أداة مهمة لجمع المعلومات، إذا أحسن الأخصائي الاجتماعي التصرف مع العملاء؛ لأن العملاء يميلون لتقديم معلومات شفهية أفضل من الكتابة. تأتي أهمية المقابلة مع الأميين والأطفال والمسنين أكثر من غيرهم. فإذا كان الأخصائي يتمتع بروح مرحة وقبول اجتماعي، ولباقة في الحديث، وذكاء في طرح الأسئلة فإنه يهيئ جواً ودياً مع العميل. بالتالي يحصل على معلومات مهمة عن المشكلة، وبإمكانه تشجيع العميل على الحديث من خلال الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد عموماً. عناصر المقابلة: 1)       العلاقة الاجتماعية: لا يمكن عقد المقابلة بدون وجود طرفيها معاً (الأخصائي الاجتماعي، والعميل). هذه العلاقة تحكمها العديد من المعايير المهنية. أدناها: (الترحيب بال

علم الاجتماع الحضري| الاتجاهات النظرية الكلاسيكية في علم الاجتماع الحضري

د. بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى الاتجاهات النظالكلاسيكية في علم الاجتماع الحضري: يمكن التمييز بين اتجاهين نظريين كلاسيكيين في علم الاجتماع الحضري درسا المدينة وظاهرة التحضر، هما: الاتجاه المحافظ، والاتجاه الراديكالي. أولًا| الاتجاه المحافظ: |      المبدأ الأساسي الذي يحكم المجتمع، هو: الثبات، والاستقرار، والنظام. |      من علماء الاتجاه المحافظ: ‌أ.         أوجست كونت: اهتم بقانون المراحل الثلاث (اللاهوتية، والميتافيزيقية، والوضعية)، وقارن بين الاستاتيكا والديناميكا الاجتماعية. ‌ب.    إميل دوركايم: اهتم بموضوعات، مثل: تقسيم العمل، والانتحار، والدين، والتضامن الآلي والتضامن العضوي. ‌ج.    ماكس فيبر: اهتم بأنماط السلطة الثلاث: (التقليدية، والكاريزمية، والقانونية)، ودرس موضوعات: البيروقراطية، والرأسمالية، والدين، والفعل الاجتماعي. وربط بين تطور المدينة والتغيرات التي طرأت الثقافة الغربية. ثانيًا| الاتجاه الراديكالي: |      ركز على الصراع الطبقي، وانتقال المجتمعات من مرحلة تاريخية إلى أخرى، وقد جعلها ماركس في خمس مراحل، هي: (المشاعية، والإقطاعية، والرأسمالية، والاش

انثروبولوجيا| علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى

علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى على الرغم من الاعتراف بالأنثروبولوجيا كعلم مستقلّ بذاته، يدرس الإنسان من حيث نشأته وتطوّره وثقافته، فما زال علماء الإنسان يختلفون حول تصنيف هذا العلم بين العلوم المختلفة، فيرى بعضهم أنّه من العلوم الاجتماعية، كعلم النفس والاجتماع، ويرى بعضهم أنّه من العلوم التطبيقية كالطب، ويرى بعضهم أنّه من العلوم الإنسانية كالفلسفة. أولاً| علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الأحياء (البيولوجيا):   يتناول علم الأحياء دراسة الكائنات الحيّة. فهو يعرّف: "العلم الذي يدرس الإنسان كفرد قائم بذاته، من حيث بنية أعضائه وتطوّرها". يرتبط علم الأحياء بالعلوم الطبيعية، لا سيّما علم وظائف الأعضاء والتشريح. وتدخل في ذلك، نظرية التطوّر التي   تقول بأن أجسام الكائنات الحيّة ووظائف أعضائها، تتغيّر باستمرار ما دامت هذه الكائنات تتكاثر، قد تكون أرقى من الأجيال السابقة، كما عند الإنسان. كما تستند هذه النظرية إلى أنّ الإنسان بدأ كائناً حيّاً بخلية واحدة، تكاثرت   إلى أن انتهى إلى ما هو عليه الآن من التطوّر العقلي والنفسي والاجتماعي. وهذا ما دلّت عليه بقايا عظام الكائنات ا