التخطي إلى المحتوى الرئيسي

انثروبولوجيا| علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى


علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى
على الرغم من الاعتراف بالأنثروبولوجيا كعلم مستقلّ بذاته، يدرس الإنسان من حيث نشأته وتطوّره وثقافته، فما زال علماء الإنسان يختلفون حول تصنيف هذا العلم بين العلوم المختلفة، فيرى بعضهم أنّه من العلوم الاجتماعية، كعلم النفس والاجتماع، ويرى بعضهم أنّه من العلوم التطبيقية كالطب، ويرى بعضهم أنّه من العلوم الإنسانية كالفلسفة.
 يتناول علم الأحياء دراسة الكائنات الحيّة. فهو يعرّف: "العلم الذي يدرس الإنسان كفرد قائم بذاته، من حيث بنية أعضائه وتطوّرها".
يرتبط علم الأحياء بالعلوم الطبيعية، لا سيّما علم وظائف الأعضاء والتشريح. وتدخل في ذلك، نظرية التطوّر التي  تقول بأن أجسام الكائنات الحيّة ووظائف أعضائها، تتغيّر باستمرار ما دامت هذه الكائنات تتكاثر، قد تكون أرقى من الأجيال السابقة، كما عند الإنسان.
كما تستند هذه النظرية إلى أنّ الإنسان بدأ كائناً حيّاً بخلية واحدة، تكاثرت  إلى أن انتهى إلى ما هو عليه الآن من التطوّر العقلي والنفسي والاجتماعي. وهذا ما دلّت عليه بقايا عظام الكائنات الحيّة المكتشفة في الحفريات الأثرية.
فالأنثروبولوجيا، من الناحية النظرية، شديدة القرب من البيولوجيا؛ فكلاهما يدرسان عملية إعادة إنتاج الحياة، وكلاهما مبنيّ على نموذج نظري للتنوّع، وكلّ في تخصّصه.
يحظى تحليل التنوّع في العلمين، بدور حيوي: التنوّع الجيني في علم (البيولوجيا)، والتنوّع الاجتماعي في (الأنثروبولوجيا).
يعرف علم الاجتماع: "العلم الذي يدرس الحياة الاجتماعية بجميع مظاهرها، ويتحرّى أسباب الحوادث الاجتماعية وقوانين تطوّرها".
فعلم الاجتماع، يدرس العلاقات بين الأفراد والتفاعل فيما بينهم، ويركّز على سلوك الأفراد ضمن هذا المجتمع أو ذاك، ويدرس تأثير البيئة الاجتماعية في تكوين الشخصيّة الإنسانية.
هكذا نجد ثمّة صلة بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، فكلاهما يدرس الإنسان.
علم الاجتماع يركّز في دراساته على المشكلات الاجتماعية، ويدرس الطبقات الاجتماعية، ويندر أن يدرس المجتمعات البدائية  أو المنقرضة.  بينما تركّز الأنثروبولوجيا على المجتمعات البدائية، والمجتمعات المتحضّرة.
لكنّ دراسة الأنثروبولوجيا للمجتمعات الإنسانية، تتركّز في الغالب على: التقاليد والعادات والنظم، والعلاقات بين الناس، والأنماط السلوكية المختلفة، التي يمارسها شعب ما أو أمّة معيّنة. أي أنّ علم الأنثربولوجيا الاجتماعية يدرس المجتمع ككلّ، وينظر لها نظرة شاملة، بينما تكون دراسة علم الاجتماع متخصّصة إلى حدّ بعيد. حيث يقتصر على دراسة ظواهر أو مشكلات معيّنة، كمشكلات: الأسرة والطلاق والجريمة، والبطالة والإدمان والانتحار.
إذا كان ثمّة تباين بين العلمين، فهو لا يتعدّى فهم الظواهر الاجتماعية وتفسيراتها، فبينما الباحث في علم الاجتماع، يعتمد على افتراضات نظرية لدراسة وضع المتغيرات الاجتماعية، ويحاول التحقّق منها من خلال المعلومات التي يجمعها بواسطة استبيان، نجد الباحث الأنثروبولوجي يعتمد تشخيص الظاهرة استناداً إلى فهم الواقع كما هو، من خلال الملاحظة المباشرة ومشاركة الأفراد في حياتهم العادية.
تعني كلمة فلسفة: حبّ الحكمة.
تعتبر الفلسفة أم العلوم، نظرًا لشمولية دراستها مجموعة من العلوم الرياضية والإنسانية والفيزيائية، فصلة الأنثروبولوجيا بها وثيقة جدّاً، فدراسة أصل الإنسان ونشأته، وما ينجم عن ذلك من تطوّر وتغيّر مستمرّين، كلّها تقع في ميدان الدراسات الأنثروبولوجية.
يعرّف علم النفس: العلم الذي يدرس سلوك الإنسان بهدف فهمه وتفسيره".
علم النفس يدرس الإنسان من جوانب شخصيّته المختلفة، بغية الوصول إلى حقائق حولها، قد تكون ذات صفة عامة ومطلقة، يمكن تعميمها. لذلك، تهتمّ الدراسات النفسيّة بالخصائص الجسميّة الموروثة، وتحديد علاقاتها بالعوامل السلوكية لدى الفرد، لا سيّما تلك العلاقة بين الصفات الجسميّة العامة وسمات الشخصيّة. مع الأخذ في الحسبان العوامل البيئيّة المحيطة بهذه الشخصيّة.
ويميل النفسيون  إلى الاعتقاد بأهميّة العوامل البيئيّة في هذه العلاقة، فالشخص القوي البنية، ويميل إلى السيطرة وتولّي المراكز القياديّة، لا بدّ وأنّه تعرّض إلى خبرات اجتماعية نفسيّة، في طفولته ونموّه، أسهمت في إكسابه هذه السلوكات.
إذا كانت الأنثروبولوجيا، توصف بأنّها العلم الذي يدرس الإنسان، من حيث تطوّره وسلوكاته وأنماط حياته، فإنّ علم النفس يشارك الأنثروبولوجيا في دراسة سلوك الإنسان. ولكنّ الخلاف بينهما، هو أنّ علم النفس يركّز على سلوك الفرد، أمّا الأنثروبولوجيا فتركّز على السلوك الإنساني بشكل عام.
 وتنصبّ الدراسة في علم النفس الاجتماعي على المحاكاة والتقليد ودراسة الاتّجاهات. فقد صدرت دراسات خاصة بالأنثروبولوجيا السيكولوجية تعنى  بالظواهر السيكولوجية لبني البشر حين يعيشون في طبقة أو جماعة من صميم علم النفس العام.
تساعد الدراسات الجيولوجية التاريخية في تحديد الفترات الزمنية التي عاش فيها كلّ نموذج من أنواع الجنس البشري، من خلال البقايا العظمية للأسلاف.
كذلك تستفيد الأنثروبولوجيا من المعطيات الجغرافية من تضاريس ومياه ومناخ، فهذه العوامل كلّها تؤثّر في حياة الإنسان فالأحوال المعيشية والاجتماعية ليست متشابهة بسبب تباين الظروف الجغرافية التي توجد فيها تلك المجتمعات. فسكان المناطق الجبلية المرتفعة يكونون في مأمن من الأخطار الخارجية، بينما يتعرّض سكان السهول للغزوات. في المقابل الساحل أكثر انفتاحاً في علاقاتهم مع العالم الخارجي، قياساً بأهل المناطق الداخلية حيث تكون العلاقات الأسرية شبه منغلقة على ذاتها، إلى جانب الالتزام بالعصبية القبلية.
لم تعرف الأنثروبولوجيا قبل النصف الثاني من القرن العشرين، تقسيمات وفروعاً. مع انطلاقتها في ستينات وسبعينات القرن العشرين، أخذت تتبلور أهدافها، بالتالي وضع لها فروع فظهرت تصنيفات متعدّدة، فقد قسّمها (رالف بدنجتون) إلى قسمين أساسيين: (الأنثربولوجيا العضوية، والأنثروبولوجيا الثقافية).
أمّا (بارنو) قسّمها إلى ثلاثة أقسام، هي: (الأنثروبولوجيا التطبيقية، الأنثربولوجيا النفسية  أو الثقافة والشخصية، الأنثروبولوجيا الاجتماعية ).
إذا قمنا بعملية توليف بين التصنيفين السابقين، فتقسم إلى: (الأنثروبولوجيا العضوية، الأنثربولوجيا النفسيّة، الأنثروبوبوجيا الثقافية، الأنثروبولوجيا الاجتماعية ).
شهد القرن العشرين مراحل تكوين الأنثروبولوجيا وتطويرها، لتصبح كياناً أكاديمياً. فعلى الرغم من أنّ الفكر الأنثروبولوجي قد ظلّ خلال العقدين الأوليين من القرن العشرين، متأثّراً بالنظريات التي سادت في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، فسرعان ما تغيّر إلى منطلقات جديدة، نتج عنها اتّجاهات نظرية ومنهجية جديدة.
الاتجاه العلمي الذي نشط في القرن التاسع عشر، نبذ الفكر الفلسفي، وهذا نتج عنه قيم فكرية جديدة تدعو إلى النظر في العقل والمنطق المحسوس، والواقع الملموس كأدوات للمعرفة.
إلاّ أن أحداث الحرب العالمية الأولى بدّدت هذا التفاؤل، وأحلّت محلّه النظرة التشاؤمية. وهذا ما بدا في نظرة الفلاسفة إلى حدّ اعتقاد بعضهم أنّ المستقبل صعب ومظلم مع ظهور النازية في ألمانيا، والفاشية في إيطاليا.
برز مقابل هذا الاتجاه التشاؤمي، اتجاه آخر اتّصف بالتفاؤل، من أبرز رواّده الفيلسوف التربوي (جون ديوي) الذي تبنّى موقفاً مناهضاً للفلسفة الميتافيزيقية.
وكان للدين تأثيره في تشكيل الفكر الأنثروبولوجي في العقود الأولى من القرن العشرين، إلاّ أنّ ذلك التأثير تضاءل أمام تعاظم التيارات التحرّرية والانجازات العلمية.
لاقت النظرية التطوّرية في القرن التاسع عشر، انتقادات واسعة باعتبارها استندت إلى التخمين، وتعميم الأحكام المطلقة على الثقافات الإنسانية. لذلك، بدأت تضمحلّ تدريجياً مع بداية القرن العشرين، لتحلّ محلّها أفكار نظرية جديدة لدراسة الثقافات الإنسانية، من حيث نشوؤها وتطوّرها. فظهرت ثلاثة اتجاهات رئيسيّة، هي:
يقسم إلى قسمين:
1.     الاتجاه التاريخي / التجزيئي.
2.     الاتّجاه التاريخي النفسي.
وسنقدّم فيما يلي عرضاً موجزاّ لكلّ منهما .
(1) الاتّجاه التاريخي التجزيئي :
الفكر التطوّري للحضارات أصبح سائداً في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومعه تبلورت الدراسات الأنثروبولوجية، وظهر إلى جانبه الاتّجاه الانتشاري الذي يعتمد على  أنّ نشأة الحضارة كلّها ترجع إلى مصدر (مجتمع) واحد، ومنه انتشرت إلى أماكن أخرى في العالم.
يوجد الاتّجاه الانتشاري في الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية، تطبيق الاتجاه الانتشاري في الأنثروبولوجيا الثقافية، يتعلّق بجمع العناصر الثقافية، بينما في مجال الأنثروبولوجيا الاجتماعية يقتصر على العلاقات والنظم الاجتماعية السائدة في المجتمع.
يقوم الاتجاه على مبدأ هام، هو أنّ النظم الاجتماعية تنقل من مكان لآخر. لذلك، تتشابه النظم الاجتماعية في المجتمع الواحد أو في المجتمعات المختلفة، لا ينشأ التشابه تلقائيًا إنّما نتج عن تشابه الإمكانات الاجتماعية والطبيعيّة والإنسانية.
اعتمد هذا الاتّجاه على مبدأين:
·         الاتّصال بين الشعوب المختلفة، كان بفعل الاحتكاك الثقافي والحضاري المباشر وغير المباشر.
·         انتشار بعض الخصائص الحضارية أو كلّها، من مصادرها الأصلية إلى المجتمعات الأخرى، بالرحلات التجارية أو بالكشوف أو الحروب.
هذان المبدآن متكاملان في دراسة الظواهر الثقافية، ويمكن من خلالهما تفسير التباين الحضاري بين الشعوب.
اعتمد هذا الاتّجاه على المنهج (التاريخي الجغرافي) قاده (فريدريك راتزال) الذي ركّز على أهميّة الاتّصالات والعلاقات الثقافية بين الشعوب المختلفة، ودورها في نمو الحضارة.
انطلاقاً من هذا الاتّجاه، ظهرت في أوروبا نظريتان مختلفتان حول التفسير الانتشاري لعناصر الثقافة.
النظرية الأولى: النظرية الانتشارية تعتمد الأصل المركزي الواحد للثقافة/ الحضارة . أرجعت نشأة الحضارة الإنسانية كلّها لمصدر واحد، ومنه انتشرت إلى المجتمعات الإنسانية الأخرى .
النظرية الثانية: النظرية الانتشارية التي تعتمد الأصل الثقافي/ الحضاري، المتعدّد المراكز.
بدأ هذا الاتّجاه يتعدّل عندما ظهرت فكرة توسيع المفهوم التاريخي في دراسة الثقافات الإنسانية، وذلك بفضل من تأثّروا بنتائج علم النفس، لا سيّما (فرويد)، الذين رأوا أنّه بالإمكان فهم الثقافة من خلال التاريخ، مع الاستعانة ببعض مفهومات علم النفس  وطرقه التحليلية.
فقد رأت (روث بيند كيت) أنّ دراسة التاريخ لا تكفي لتفسير الظواهر الاجتماعية والثقافية، لأن الظاهرة الثقافية مسألة معقّدة ومتشابكة العناصر. فهي تجمع بين التجربة الواقعية المكتسبة والتجربة النفسية، وأية سمة من السمات الثقافية، تضمّ مزيجاّ من النشاط الثقافي والنفسي بالنسبة لبيئة معيّنة.
شهد الاتّجاه التاريخي النفسي في الدراسات الأنثربولوجية، ظهوراً متميّزاً  في الربع الثاني من القرن العشرين، مترافقاً مع انتشار مدرسة التحليل النفسي واستمدّ منها الأنثروبولوجيون الكثير من المفاهيم النفسية، لتحديد العلاقات المتبادلة بين الفرد وثقافته. 
تميّز الاتّجاه البنائي، بأنّه ليس تطوّرياً وليس تاريخياً، حيث ركّز على دراسة الثقافات الإنسانية كلّ على حدة، في واقعها المكاني والزماني.
يعود الفضل في تبلور الاتّجاه البنائي الوظيفي في الدراسات الأنثروبولوجية، إلى أفكار (مالينوفسكي، وبراون)، ويدينان باتّجاهاتهما النظرية، إلى أفكار عالم الاجتماع (إميل دوركايم).
الاتّجاه البنائي الوظيفي، تمّ التوصّل إليه من خلال الموازنة بين المجتمعات والأفراد.
رأى (مالينوفسكي) أنّ الأفراد يمكنهم أن ينشئوا لأنفسهم ثقافة خاصة، أو أسلوباً معيّناً للحياة، يضمن لهم إشباع حاجاتهم الأساسية، البيولوجية والنفسيّة والاجتماعية. لذلك ربط الثقافة بالاحتياجات الإنسانية. فالثقافة كيان كلّي  وظيفي متكامل، يماثل الكائن الحي، بحيث لا يمكن فهم وظيفة أي عضو، إلاّ من خلال معرفة علاقته بأعضاء الجسم الأخرى. أمّا (براون) اعتمد في دراسة المجتمع تفسيراً اجتماعياً، بنائياً ووظيفياً.

المرجع| بتصرف عن: عيسى الشماس، مدخل إلى علم الإنسان، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2004.

تعليقات

  1. من فضلك اعطيني مصدر تابع لها من اي كتاب

    ردحذف
  2. أين ذار النشر والطبعة و السنة

    ردحذف
  3. من منشورات إتحاد الكتاب العرب .... مكتبة التنوير ، دمشق 2004 ( كتاب مدخل إلى علم الإنسان {الأنثروبولوجيا} ) الدكتور عيسى الشماس

    ردحذف
  4. غير معرف13/5/22

    شكرا استاذ. ولكن هذه الصورة المعبرة على أن الإنسان كان قديما قردا ثم تحول إلى انسان فهي صورة كاذبة من صنع الغرب و الملحدين والعجيب في الأمر انكم مسلمون وتامنون وتتبعون بمثل هذه الخرافات وانتم تعلمون علم اليقين بأن الله عزوجل خلق ادم وحواء نحن أبنائهم فلماذا تعطون للغرب وللكافرين فرصة لكي يبرمجوا ادمغتنا و يبعدوننا عن ديننا الحنيف .

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف13/1/23

      فعلا لم تعجبني الصورة نعم 👌

      حذف
  5. غير معرف31/10/22

    zaaooryééééqujuytttzeq!!huuyllhhhfdqjjjjjjssssshhhhsssddssshjvnjdcffhgryuyyiiykjkjjkkkk kjhh^j,jgghlkjhgfggsqFCGGFFSSSFFFFHHVHFGFDFF KVKVJJHGGVKKVHVVVLLV

    ردحذف
  6. غير معرف3/1/23

    جزاك الله خيرا

    ردحذف
  7. غير معرف23/1/24

    لم ينسو حاذثة السبت إذا عمت خفت / مافائدة الشهادة إذا كان الجهل ينشر باسم العلم والشهادة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية (1)| مهارة المقابلة

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى مهـارة المقابلة تعريف المقابلة المهنية: "لقاء وجاهي مقصود يعقد بين الأخصائي الاجتماعي والعميل أو المشاركين الآخرين في عملية المساعدة بهدف جمع معلومات متعلقة بالمشكلة أو إعطاء معلومات بهدف التأثير على سلوك العميل وتغيير بيئته الاجتماعية، بهدف المساعدة في حل مشكلته أو التخفيف منها". تعد المقابلة أداة مهمة لجمع المعلومات، إذا أحسن الأخصائي الاجتماعي التصرف مع العملاء؛ لأن العملاء يميلون لتقديم معلومات شفهية أفضل من الكتابة. تأتي أهمية المقابلة مع الأميين والأطفال والمسنين أكثر من غيرهم. فإذا كان الأخصائي يتمتع بروح مرحة وقبول اجتماعي، ولباقة في الحديث، وذكاء في طرح الأسئلة فإنه يهيئ جواً ودياً مع العميل. بالتالي يحصل على معلومات مهمة عن المشكلة، وبإمكانه تشجيع العميل على الحديث من خلال الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد عموماً. عناصر المقابلة: 1)       العلاقة الاجتماعية: لا يمكن عقد المقابلة بدون وجود طرفيها معاً (الأخصائي الاجتماعي، والعميل). هذه العلاقة تحكمها العديد من المعايير المهنية. أدناها: (الترحيب بال

طرق الخدمة الاجتماعية| خدمة الفرد

طريقة خدمة الفرد مراحل تطور خدمة الفرد: مرت خدمة الفرد في عدة مراحل، حتى وصلت إلى شكلها الحالي. 1.    المرحلة المشاعية (العشوائية): بدأت المرحلة العشوائية منذ فجر الإنسانية، واستمرت حتى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، تميزت بعدة خصائص، أبرزها: تقديم المساعدات بدافع فردي وتلقائي، وبشكل عشوائي وبسيط بعيدًا عن التعقيدات البيروقراطية، قدمت كهبة أو صدقة أو إحسان، إلا أنها قُدِّمَت بصور مهينة ومذلة، لم تحفظ كرامة الفرد. فلم يكن في هذه المرحلة مؤسسات حكومية تمارس الخدمة الاجتماعية، بل قدمت الخدمات من خلال: (بيوت المال، ودور العبادة، والجمعيات الدينية، وبيوت الإصلاح)، فلم يكن يوجد أخصائيين اجتماعيين يمارسون مهنة الخدمة الاجتماعية، إنما مورست من قبل متطوعين بواسطة: (الأثرياء، ورجال الدين، والسحرة، والمشعوذين، والمخاتير، وكبار القبائل). 2.    المرحلة التمهيدية (تنظيم الجهود): بدأت المرحلة التمهيدية مع صدور قانون الفقر الإنجليزي سنة (1601م)، واستمرت حتى نهاية القرن التاسع عشر، حيث لوحظ زيادة في الجهود الإنسانية التي قدمت المساعدات للفقراء والمحتاجين، وذلك يعود لسببين: | الأ

الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة| الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة

د. بسام أبو عليان قسم علم الاجتماع - جامعة الأقصى الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة تعريف الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة: "الممارسة المهنية التي تهتم بتزويد الأطفال بالخدمات الاجتماعية، والمساعدات التي تعمل على حمياتهم، وعلاج المشكلات الاجتماعية، والنفسية، من خلال عمل الأخصائيين الاجتماعيين في عدد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية". المؤسسات العاملة في مجال رعاية الطفولة: 1.     مكاتب التوجيه والإرشاد الأسري: تعمل على علاج مشكلات الأسرة، وتهيئة الجو الأسري الذي يعين على تنشئة الأبناء تنشئة سليمة، وتوجيه الأسرة نحو مصادر الخدمات الاجتماعية، ومعاونة قضاة محاكم الأحوال الشخصية في البحث عن أسباب المشكلة الأسرية، والقيام بدراسات تتعلق بمشكلات الأسرة. 2.     مكاتب فحص الراغبين في الزواج: تعمل على فحص الأمراض الشائعة في المجتمع، والأمراض العقلية والنفسية، والأمراض التناسلية. 3.     مشروع الأسر المنتجة: يوفر العمل للأسر القادرة عليه، مما يسهم في القضاء على بطالة الأسرة، ويزيد من دخلها، وتحويل أفراد الأسرة من مستهلكين إلى منتجين، والاستفادة من الخدمات البيئية وتحويلها إلى من