التخطي إلى المحتوى الرئيسي

علم الاجتماع الحضري| الاتجاهات النظرية الكلاسيكية في علم الاجتماع الحضري

د. بسام أبو عليان
محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى

الاتجاهات النظالكلاسيكية في علم الاجتماع الحضري:

يمكن التمييز بين اتجاهين نظريين كلاسيكيين في علم الاجتماع الحضري درسا المدينة وظاهرة التحضر، هما: الاتجاه المحافظ، والاتجاه الراديكالي.

أولًا| الاتجاه المحافظ:

|    المبدأ الأساسي الذي يحكم المجتمع، هو: الثبات، والاستقرار، والنظام.

|    من علماء الاتجاه المحافظ:

‌أ.       أوجست كونت: اهتم بقانون المراحل الثلاث (اللاهوتية، والميتافيزيقية، والوضعية)، وقارن بين الاستاتيكا والديناميكا الاجتماعية.

‌ب.  إميل دوركايم: اهتم بموضوعات، مثل: تقسيم العمل، والانتحار، والدين، والتضامن الآلي والتضامن العضوي.

‌ج.  ماكس فيبر: اهتم بأنماط السلطة الثلاث: (التقليدية، والكاريزمية، والقانونية)، ودرس موضوعات: البيروقراطية، والرأسمالية، والدين، والفعل الاجتماعي. وربط بين تطور المدينة والتغيرات التي طرأت الثقافة الغربية.

ثانيًا| الاتجاه الراديكالي:

|    ركز على الصراع الطبقي، وانتقال المجتمعات من مرحلة تاريخية إلى أخرى، وقد جعلها ماركس في خمس مراحل، هي: (المشاعية، والإقطاعية، والرأسمالية، والاشتراكية، والشيوعية).

|    ركز على مفاهيم: الصراع الطبقي، والمادية التاريخية، والاغتراب.

|    من رواد هذا الاتجاه: كارل ماركس.

|    بيَّن ماركس أن تطور المدينة هو نتاج قوى الإنتاج المجتمعية.

|    بين ماركس أن المدينة ازدهرت في المرحلة الرأسمالية، حينما تحول المجتمع من إقطاعي إلى صناعي.

|    ميز ماركس بين البناء الفوقي والبناء التحتي: الفوقي يشمل: الثقافة، والنظم الاجتماعية، والأحزاب، والدين، والقانون، والأخلاق... إلخ. البناء التحتي: يشمل قوى وعلاقات الإنتاج، أي النظام الاقتصادي.

ثالثًا| الاتجاه الأيكولوجي:

|    ركز الاتجاه الأيكولوجي على توضيح أثر حجم المدينة وكثافة السكان على التنظيم الاجتماعي.

|    حدد العناصر الأساسية للتنظيم الاجتماعي، وهي: أساليب توزيع القوة، وتنفيذ القرارات، وأساليب الاتصال.

|    من علماء هذا الاتجاه: مدرسة شيكاغو بعلمائها، منهم: روبرت بارك.

مدرسة شيكاغو:

ظهرت مدرسة شيكاغو في الثلث الأول من القرن العشرين، ويوجد داخلها ثلاث محاولات نظرية، هي:

1)    المحاولة الأولى: من سنة 1914م حتى الأربعينات: حيث يعتبر بارك، وزملائه، وتلاميذه هم نواة هذه المدرسة التي انطلقت من جامعة شيكاغو.

2)    المحاولة الثانية في الأربعينات: سميت مدرسة شيكاغو بالمدرسة الثقافية الاجتماعية، شملت جهود ولتر فيري.

3)    المحاولة الثالثة في الخمسينات: حيث سميت مدرسة شيكاغو بمدرسة الأيكولوجيا البشرية، شملت جهود أموس هاولي.

فيما يلي عرض لجهود أبرز رواد مدرسة شيكاغو:

1)   روبرت بارك:

|    يعتبر روبرت بارك شخصية محورية في مدرسة شيكاغو.

|    رأى أن التكيف غير المخطط له في المدينة يؤدي إلى صراع من أجل البقاء.

|    أطلق على المناطق الفقيرة مصطلح "المناطق الطبيعية".

|    درس بارك مشكلات الحضر: كالجريمة، والانتحار، وتفكك الأسرة الحضرية، لاسيما في الأحياء الفقيرة.

|    أبعاد دراسة المدينة عند بارك:

‌أ.       مكان السوق.

‌ب.  البيروقراطية.

‌ج.    البعد النفسي الذي جعل المدينة أكثر عقلانية وأقل عاطفية.

2)   ايرنست بيرجس:

|    بيرجس هو صاحب نظرية الدوائر المتحدة.

|    تنطلق النظرية من فرضية: توزيع سكان وخدمات المدينة يتم في شكل حلقات حول مركزها الرئيسي.

|    دعم بيرجس نظريته إمبريقيًا، فوضحها بمثال: مع الانتقال من مركز المدينة إلى أطرافها تقل معدلات الانحراف.

|    لم يعمم بيرجس نظريته على كل المدن، وأقر أنها نظرية نسبية تختلف من مدينة لأخرى، ومن مجتمع لآخر.

3)   لويس ويرث:

قال ويرث: أن نمو المدينة يؤدي إلى:

|    ضعف العلاقات الاجتماعية بين السكان.

|    أساليب الضبط الاجتماعي الرسمي تحل بدلًا من أساليب الضبط غير الرسمي.

|    تتحول علاقة الأفراد من شخصية إلى علاقات رسمية.

|    تقسيم العمل.

|    من الصعب الإقامة في منطقة واحدة، فتنمو الأحياء المتباعدة.

|    يلعب الإعلام دورًا في تشكيل اتجاهات الرأي العام.

الانتقادات التي وجهت لنظرية ويرث:

1.    تجاهل الظروف التاريخية التي مرت بها المدن في كل المجتمعات، واستخلص نتائجه بناءً على نمط المدن الأمريكية والأوربية الكبرى. هذه التعميمات لا تنطبق على كل المدن المعاصرة، إنما تقتصر على المدن الصناعية.

2.    قوله بأن القرى ينتشر فيها العلاقات الأولية، والمدينة ينتشر فيها العلاقات الثانوية لا يمكن تعميمه على كل المدن خاصة عند دراسة المجتمعات النامية.

رابعًا| الاتجاه التنظيمي:

|    درس الأنماط السلوكية الصادرة عن سكان الحضر.

خامسًا| الاتجاه الثنائي:

قام مجموعة من علماء الاجتماع بتقسيم المجتمع إلى قسمين ريفي وحضري، وتحديد خصائص كل منهما.

العالم

المجتمع الريفي

المجتمع الحضري

تونيز

مجتمع محلي: يتسم بالثبات، وضوح الأدوار، يسوده القيم الجمعية، والتجمعات القرابية

المجتمع: تسوده علاقات المصلحة، والعقلانية

دوركايم

التضامن الآلي

التضامن العضوي

تونيز

تسوده العلاقات القرابية

تسوده العلاقات الثانوية

ماكس فيبر

النموذج التقليدي

النموذج العقلاني

سوروكين

النموذج العائلي

النموذج التعاقدي أو القانوني

هوارد بيكر

النموذج المقدس

النموذج العلماني

روبرت ريدفيلد

المجتمع الشعبي

المجتمع المتحضر

هنري مين

يقوم على أساس المكانة الاجتماعية

يقوم على أساس التعاقد

تعرضت التقسيمات الثنائية للانتقاد؛ لعدم استيعابها كل أشكال المجتمعات التي عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل.

لمواجهة هذه الانتقادات ظهر اتجاه توفيقي أطلق عليه "مركب السمات"، أو "المتصل الريفي الحضري". يقصد به: لا توجد حدود فاصلة قطعية بين الريف والحضر، فكلاهما متداخل في الآخر.

يستند المتصل الريفي الحضري على فرضيتين، هما:

v    المجتمع يتنقل بصورة تدريجية من الريف إلى الحضر، وفقًا لاعتبارات محددة.

v    هذا التدرج يرافقه اختلاف في تركيبة السكان من حيث البناء الوظيفي، وتقسيم العمل، والضبط الاجتماعي.

محكات التمييز بين الريف والحضر:

المحك

المجتمع الريفي

المجتمع الحضري

المهنة

الزراعة، وقليل جدًا من يعمل في أنشطة غير زراعية. ترتب على ذلك: ارتباط شديد بالأرض، عدم التخصص وتقسيم العمل.

الصناعة، والتجارة، والعمال الخدمية. ترتب على ذلك: ضعف العلاقات القرابية، التخصص الدقيق في العمل، وتقسيم العمل.

البيئة

أكثر خضوعًا للطبيعة

يعيش في عزلة نسبية عن الطبيعة، فيكون التأثير الأكبر للبيئة الاجتماعية

حجم المجتمع

صغير

كبير

كثافة السكان

انخفاض الكثافة السكانية

ارتفاع الكثافة السكانية

التجانس واللاتجانس

أكثر تجانسًا

عدم التجانس

التدرج الاجتماعي

لا يوجد تباين اجتماعي، وإن وجدت فهي حالات شخصية تقوم على أساس وراثة المهنة

يوجد تباين اجتماعي

الحراك

الحراك الاجتماعي ضعيف

الحراك الاجتماعي سريع

التفاعل الاجتماعي

علاقات أولية

علاقات ثانوية

المرجع: بسام أبو عليان، علم الاجتماع الحضري، 2020.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية (1)| مهارة المقابلة

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى مهـارة المقابلة تعريف المقابلة المهنية: "لقاء وجاهي مقصود يعقد بين الأخصائي الاجتماعي والعميل أو المشاركين الآخرين في عملية المساعدة بهدف جمع معلومات متعلقة بالمشكلة أو إعطاء معلومات بهدف التأثير على سلوك العميل وتغيير بيئته الاجتماعية، بهدف المساعدة في حل مشكلته أو التخفيف منها". تعد المقابلة أداة مهمة لجمع المعلومات، إذا أحسن الأخصائي الاجتماعي التصرف مع العملاء؛ لأن العملاء يميلون لتقديم معلومات شفهية أفضل من الكتابة. تأتي أهمية المقابلة مع الأميين والأطفال والمسنين أكثر من غيرهم. فإذا كان الأخصائي يتمتع بروح مرحة وقبول اجتماعي، ولباقة في الحديث، وذكاء في طرح الأسئلة فإنه يهيئ جواً ودياً مع العميل. بالتالي يحصل على معلومات مهمة عن المشكلة، وبإمكانه تشجيع العميل على الحديث من خلال الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد عموماً. عناصر المقابلة: 1)       العلاقة الاجتماعية: لا يمكن عقد المقابلة بدون وجود طرفيها معاً (الأخصائي الاجتماعي، والعميل). هذه العلاقة تحكمها العديد من المعايير المهنية. أدناها: (الترحيب بال

طرق الخدمة الاجتماعية| طريقة تنظيم المجتمع

أ. بسام أبو عليان محاضر بقسم الاجتماع ـ جامعة الأقصى تعريف تنظيم المجتمع: ظهرت طريقة تنظيم المجتمع سنة 1946م، وفي عام 1954م استقرت كإحدى طرق الخدمة الاجتماعية. وقد اختلفت مسمياتها بحب كراحل تطورها، فتارة سميت "تنسيق المجتمع"، وثانية سميت "تنظيم المجتمع"، وثالثة سميت "تنمية المجتمع"، وقد تعددت تعريفات العلماء لهذه الطريقة، نذكر منها: v     آرثر دانهام: "عملية الموازنة بين الموارد والاحتياجات". v     جيمس داهير: "نشاط يقوم به الناس الذين يحاولون الموازنة بين احتياجات مجتمعهم والمواد المتاحة أو قد تتاح". v   عبد المنعم شوقي: "طريقة يستخدمها الأخصائيون الاجتماعيون والمتطوعون من الشعب المتعاونون معهم لتنظيم الجهود المشتركة الحكومية والأهلية في مختلف المستويات لتعبئة الموارد الموجودة أو التي يمكن إيجادها لمواجهة الحاجات الضرورية وفقاً لخطة مرسومة، وفي حدود سياسة المجتمع". v   هدى بدران: "طريقة يستخدمها الأخصائي الاجتماعي للتأثير في القرارات المجتمعية التي تتخذ على جميع المستويات، وتنفيذ برامج التنمية الاجتما