التخطي إلى المحتوى الرئيسي

علم الاجتماع الحضري| تصنيف وتخطيط المدن

 

د. بسام أبو عليان
محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى

تصنيف المدن:

أولًا| تصنيف المدن على أساس الحجم:

v    المدينة الصغيرة: يطلق عليها البلدة، وهي أكبر من القرية، وأصغر من المدينة. لها موقع حضري يسيطر على المناطق الريفية المحيطة بها، فيها مقرات حكومية، وتمارس نوعًا من التجارة الداخلية البسيطة،  لكنها تفتقد إلى تقسيم واضح للعمل.

v    المدينة الصناعية: تتميز بتقسيم العمل، وينتظم وجودها حول ما تنتجه من سلع، وتتمتع بموقع حضري يسيطر على الإقليم بريفه وحضره.

v    المدينة: تسمى المدينة الكبيرة، تتميز بخصائص المدينة الصناعية، وتحل الآلة محل الإنسان، والكهرباء محل الآلة البخارية.

ثانيًا| تصنيف المدن على أساس النشاط الاقتصادي:

v    مدن صناعية.

v    مدن إدارية.

v    مدن تجارية.

v    سياسية.

v    ثقافية.

v    صحية وترويحية.

v    متعددة الأغراض.

تخطيط المدن:

تعريف تخطيط المدن:

"دراسة وفهم واقع المدينة، ومحاولة تطويره وتحسينه إلى الأفضل".

بمعنى آخر، تخطيط المدينة يسعى إلى جعل المدينة مكانًا مناسبًا أكثر للحياة، والعمل، والتقدم الاجتماعي، والاقتصادي، والحضاري.

أهداف تخطيط المدن:

|    تحسين العلاقة بين البيوت والشوارع، والمناطق الصناعية، والخدمات العامة، بحيث لا يسيطر قسم على الآخر، ولا يحرم حي من الأحياء من الخدمات.

|    الاهتمام بالمساحات الخضراء، والمحافظة على المنتزهات العامة، والمناطق المكشوفة؛ لتكون متنفسًا للسكان، ومكانًا لقضاء وقت الفراغ.

|    فصل المناطق السكنية عن المناطق الصناعية قدر الإمكان؛ لحماية المدينة من التلوث، والضوضاء.

|    تجميل المدينة من خلال طابع عمراني خاص.

|    تخصيص أماكن للأسواق، ومواقف السيارات، وأن تكون في أماكن يسهل الوصول إليها.

|    توفير الخدمات اللازمة لكل أحياء المدينة كالمياه، والكهرباء، والصرف الصحي، والاتصالات.

|    اختصار رحلة العمل من السكن إلى مكان العمل، من خلال فتح شوارع واسعة، ومناسبة، وتوفير وسائل نقل مريحة، والتخفيف من أزمة السير، والتقليل من حوادث المرور.

|    سهولة الانتقال بين أجزاء المدينة، وبين المدينة والمدن الأخرى.

|    إنشاء مراكز خدمية تعليمية، وثقافية، وصحية، واقتصادية، وترفيهية... إلخ.

|    محاربة العشوائيات، وإزالة التعديات.

طبيعة تخطيط المدن:

تنحصر طبيعة تخطيط المدن في الجوانب الآتية:

1)    دراسة النواحي الطبيعية: تشمل حفر الأنفاق، ومد أنابيب الغاز، وأنابيب المياه، والبحار، والأنهار، والمناخ... إلخ.

2)    دراسة الجوانب التاريخية: بيان المراحل التاريخية لتطور المدينة، وإبراز أهم الملامح التاريخية لها.

3)    دراسة المواصلات: من حيث شق الطرق، واتساعها، وطولها، والمواصلات، وحركة المرور، والسكة الحديد، والأنفاق، والكباري، والأنفاق، والنقل الجوي، ومواقع المطارات.

4)    دراسة الصناعة: من حيث عدد المؤسسات الصناعية، وطبيعة عملها، ومجال عملها، وعدد العاملين فيها، وأساليب الوقاية فيها، والتراخيص الممنوحة لها، ودورها في تنشيط الحياة الاقتصادية.

5)    دراسة السكان: من حيث الكثافة السكانية، وتوزيع السكان، وحجم الأسرة، والنوع، والفئات العمرية، ومعدلات المواليد والوفيات، والهجرة.

6)    دراسة النواحي الهندسية: من حيث أنماط المباني، والمواد المستخدمة في البناء، والتصميم الهندسي للبيوت.

7)    دراسة المناطق المحيطة بالمدينة: تشمل القرى، والمدن الصغيرة.

8)    دراسة النواحي الإدارية والخدمات العامة: تشمل دراسة السلطة المحلية، ومراكز الشرطة، والمدارس، والجامعات، والمراكز الصحية... إلخ.

9)    دراسة مشكلات المدينة الاجتماعية: الجريمة، والبطالة، والفقر، والمرض، والمخدرات، والبغاء، والسرقة، والعشوائيات، والازدحام المروري... إلخ.

10) دراسة مشكلات التلوث: بهدف تنظيف الأحياء السكنية، وإزالة القمامة والنفايات الناتجة عن المصانع والمراكز التجارية.

نظريات تخطيط المدن:

1.    نظرية المدينة الشريطية:

تفترض النظرية إنشاء تجمعات سكنية ومصانع على جانبي طريق المواصلات الرئيسية، حيث تمتد إلى مسافات طويلة، وتتفرع منه شوارع فرعية مسدودة النهايات، وتبنى حولها المساكن.

2.    نظرية المدينة الحدائقية:

ظهرت فكرة النظرية في لندن سنة 1898، من روادها لابزار هوارد؛ بسبب ما لمسه من قبح المدن الصناعية، وازدحامها السكاني، ونموها غير المخطط.

ملخص النظرية: تخطيط مدينة لتتمتع بكفاءة ذاتية، تقدر مساحتها 6000 هكتار، مساحة المنطقة العمرانية 1000 هكتار، ويسكنها 32.000 نسمة، وأن تحاط بحزام أخضر، ومحاولة الاستفادة من الطاقة الشمسية.

3.    نظرية المدينة الصناعية:

اعتمدت النظرية على تحقيق التوازن بين التنمية الحضرية والمناطق الريفية المحيطة بها، والخروج بالمصانع إلى أطراف المدن؛ لعزلها عن المناطق السكنية.

المرجع: بسام أبو عليان، علم الاجتماع الحضري، 2020.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية (1)| مهارة المقابلة

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى مهـارة المقابلة تعريف المقابلة المهنية: "لقاء وجاهي مقصود يعقد بين الأخصائي الاجتماعي والعميل أو المشاركين الآخرين في عملية المساعدة بهدف جمع معلومات متعلقة بالمشكلة أو إعطاء معلومات بهدف التأثير على سلوك العميل وتغيير بيئته الاجتماعية، بهدف المساعدة في حل مشكلته أو التخفيف منها". تعد المقابلة أداة مهمة لجمع المعلومات، إذا أحسن الأخصائي الاجتماعي التصرف مع العملاء؛ لأن العملاء يميلون لتقديم معلومات شفهية أفضل من الكتابة. تأتي أهمية المقابلة مع الأميين والأطفال والمسنين أكثر من غيرهم. فإذا كان الأخصائي يتمتع بروح مرحة وقبول اجتماعي، ولباقة في الحديث، وذكاء في طرح الأسئلة فإنه يهيئ جواً ودياً مع العميل. بالتالي يحصل على معلومات مهمة عن المشكلة، وبإمكانه تشجيع العميل على الحديث من خلال الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد عموماً. عناصر المقابلة: 1)       العلاقة الاجتماعية: لا يمكن عقد المقابلة بدون وجود طرفيها معاً (الأخصائي الاجتماعي، والعميل). هذه العلاقة تحكمها العديد من المعايير المهنية. أدناها: (الترحيب بال

علم الاجتماع الحضري| الاتجاهات النظرية الكلاسيكية في علم الاجتماع الحضري

د. بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى الاتجاهات النظالكلاسيكية في علم الاجتماع الحضري: يمكن التمييز بين اتجاهين نظريين كلاسيكيين في علم الاجتماع الحضري درسا المدينة وظاهرة التحضر، هما: الاتجاه المحافظ، والاتجاه الراديكالي. أولًا| الاتجاه المحافظ: |      المبدأ الأساسي الذي يحكم المجتمع، هو: الثبات، والاستقرار، والنظام. |      من علماء الاتجاه المحافظ: ‌أ.         أوجست كونت: اهتم بقانون المراحل الثلاث (اللاهوتية، والميتافيزيقية، والوضعية)، وقارن بين الاستاتيكا والديناميكا الاجتماعية. ‌ب.    إميل دوركايم: اهتم بموضوعات، مثل: تقسيم العمل، والانتحار، والدين، والتضامن الآلي والتضامن العضوي. ‌ج.    ماكس فيبر: اهتم بأنماط السلطة الثلاث: (التقليدية، والكاريزمية، والقانونية)، ودرس موضوعات: البيروقراطية، والرأسمالية، والدين، والفعل الاجتماعي. وربط بين تطور المدينة والتغيرات التي طرأت الثقافة الغربية. ثانيًا| الاتجاه الراديكالي: |      ركز على الصراع الطبقي، وانتقال المجتمعات من مرحلة تاريخية إلى أخرى، وقد جعلها ماركس في خمس مراحل، هي: (المشاعية، والإقطاعية، والرأسمالية، والاش

انثروبولوجيا| علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى

علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى على الرغم من الاعتراف بالأنثروبولوجيا كعلم مستقلّ بذاته، يدرس الإنسان من حيث نشأته وتطوّره وثقافته، فما زال علماء الإنسان يختلفون حول تصنيف هذا العلم بين العلوم المختلفة، فيرى بعضهم أنّه من العلوم الاجتماعية، كعلم النفس والاجتماع، ويرى بعضهم أنّه من العلوم التطبيقية كالطب، ويرى بعضهم أنّه من العلوم الإنسانية كالفلسفة. أولاً| علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الأحياء (البيولوجيا):   يتناول علم الأحياء دراسة الكائنات الحيّة. فهو يعرّف: "العلم الذي يدرس الإنسان كفرد قائم بذاته، من حيث بنية أعضائه وتطوّرها". يرتبط علم الأحياء بالعلوم الطبيعية، لا سيّما علم وظائف الأعضاء والتشريح. وتدخل في ذلك، نظرية التطوّر التي   تقول بأن أجسام الكائنات الحيّة ووظائف أعضائها، تتغيّر باستمرار ما دامت هذه الكائنات تتكاثر، قد تكون أرقى من الأجيال السابقة، كما عند الإنسان. كما تستند هذه النظرية إلى أنّ الإنسان بدأ كائناً حيّاً بخلية واحدة، تكاثرت   إلى أن انتهى إلى ما هو عليه الآن من التطوّر العقلي والنفسي والاجتماعي. وهذا ما دلّت عليه بقايا عظام الكائنات ا