التخطي إلى المحتوى الرئيسي

علم الاجتماع الحضري| مفاهيم علم الاجتماع الحضري

د. بسام أبو عليان
محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى

مفاهيم علم الاجتماع الحضري

1.    مفهوم التحضر والحضرية:

هناك من يخلط بين مفهومي التحضر والحضرية.

v    التحضر: "هو هجرة السكان من الريف إلى المدن، والعمل في مهن غير مهنة الزراعة".

v    الحضرية: "هي أسلوب حياة، وتعتبر المنتج النهائي لعملية التحضر".

الحضرية تشجع على:

¬    المنافسة.

¬    الاستقلالية.

¬    استغلال الناس لبعضهم البعض.

¬    ضعف التماسك الاجتماعي.

¬    التضخم السكاني.

¬    التباين الاجتماعي.

¬    تخصص العمل وتقسيمه.

¬    مزاولة مهن غير مهنة الزراعة كالتجارة، والصناعة.

¬    الصراع بين المحافظة على القديم، والانفتاح على الجديد.

الخلط بين مفهومي التحضر والحضرية يعود لسببين: أحدهما نظري، والآخر إمبريقي مرتبط بالبناء الاجتماعي.

أولًا| السبب النظري:

1.    النظرية الغربية ترجع تاريخ التحضر إلى تجربة أوربا الغربية وأمريكا في التحضر، بالتالي تتجاهل تجارب التحضر في سواهما من المجتمعات.

2.    غالبية علماء الاجتماع الغربيين درسوا التحضر في مجتمعاتهم خلال فترة زمنية محددة، فصاغوا مفاهيم جردت المدينة من سياقها التاريخي، والاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي.

ثانيًا| السبب الإمبريقي:

رغم دراسة علماء الاجتماع الغربيين للحياة الحضرية دراسة ميدانية، إلا أنه يصعب تعميم نتائج دراساتهم على كل المدن الغربية. إذا كان ذلك فيما يخص المدن الغربية، فما بالك عند مقارنة المدن الغربية بالمدن في الدول النامية!

2.    مفهوم المدينة:

لم يتفق العلماء على وضع تعريف محدد للمدينة، يعود ذلك للأسباب الآتية:

‌أ.       اختلاف التوجهات الفكرية والأيديولوجية للباحثين الدارسين للمدينة.

‌ب.  اختلاف التخصصات العلمية التي درست المدينة، فكل تخصص درسها من زاويته. كالتاريخ، وعلم السكان، والجغرافيا، وعلم الاجتماع، وعلم البيئة، والإحصاء، والهندسة.

‌ج.    تباين أحجام المدن. فهناك مدن صغيرة، ومتوسطة، وكبيرة، وعالمية.

‌د.      تعدد مؤشرات قياس التحضر التي اعتمد عليها العلماء في دراسة المدن.

أول من عرف المدينة فيبر، إذ عرفها: "مجموعة أو أكثر من المساكن المتفرقة، لكنها تعتبر مكان منغلق نسبيًا، ولابد أن تتوفر فيه خمسة مقومات، هي: الحصون القلاعية، والأسواق، ومحكمة خاصة، وحكومة ذاتية منتخبة، وإدارة مستقلة".

لويس ويرث عرف المدينة: "موطن للإقامة كبير نسبيًا ودائم لأفراد متباينين اجتماعيًا".

مؤشرات تعريف للمدينة:

استند العلماء على أربع مؤشرات لتعريف المدينة، هي:

‌أ.       المؤشر الإحصائي: اعتبر المدينة منطقة جغرافية تضم (2500) نسمة فأكثر. أما مكتب الإحصاء الأمريكي اعتبر المدينة منطقة تضم من (4000-8000) نسمة.

‌ب.  المؤشر الإداري.

‌ج.    المؤشر القانوني.

‌د.      المؤشر الاقتصادي.

هناك دراسات ميزت بين الريف والحضر معتمدة على عدة خصائص، هي:

v    المهنة.

v    درجة تجانس السكان.

v    البيئة.

v    التباين الاجتماعي.

v    حجم المجتمع المحلي.

v    كثافة السكان.

v    الحراك الاجتماعي.

v    التفاعل الاجتماعي.

حدد حليم بركات خصائص المدينة حسب المؤشرات الآتية:

¬    مركز الحكم: فيها مؤسسات الدولة المختلفة، والوزارات، ومقرات الجيش.

¬    مركز تجاري: فيها الأسواق، والمصانع، والشركات، والبنوك.

¬    مركز التعليم: فيها المؤسسات التعليمية الجامعات والمدارس، ودور النشر، والصحف، والمتاحف.

¬    مركز الفنون والترفيه فيها المسارح ودور السينما.

3.    مفهوم المدينة الجديدة:

تعتبر المدينة الجديدة من السياسات العمرانية الحديثة التي تنتهجها الدولة لحل المشكلات السكانية والعمرانية في الحضر، لاسيما في المراكز الحضرية الكبيرة.

تعرف المدينة الجديدة: "مجتمع محلي مستحدث، يتم إنشاؤه بناءً على أسس تخطيطية شاملة، وكاملة من النواحي الطبيعية، والاقتصادية، والتنظيمية، يليها نقل العناصر البشرية بشروط معينة؛ بهدف تحقيق وضع اقتصادي واجتماعي متطور عن الوضع السائد في المدن التقليدية، بهدف تنمية الموارد البشرية والاقتصادية والاجتماعية".  

4.    مفهوم المجتمع المحلي:

"مجموعة من الناس يقطنون في منطقة صغيرة بصورة دائمة، ويتقاسمون نمط حياة مشترك".

في المجتمعات البدائية المجتمع المحلي والمجتمع شيء واحد، ولا فرق بينهما.

يتكون المجتمع الحضري من مجموعة مجتمعات محلية منفصلة، تتقاسم بطريقة أو بأخرى نمط حياة اجتماعية مشترك.

5.    مفهوم الأيكولوجيا الحضرية:

تدرس الأيكولوجيا البشرية أنماط تحرك السكان واستيطانهم بمنطقة ما، وتأثرهم ببيئتهم الطبيعية، والاجتماعية، والثقافية.

بين بارك أن الأيكولوجيا البشرية نتيجة تفاعل أربعة عناصر، هي:

‌أ.       السكان.

‌ب.  التكنولوجيا.

‌ج.    ثقافة المجتمع.

‌د.      المصادر الطبيعية.

العمليات الأيكولوجية:

بين بارك العمليات الأيكولوجية التي تحدث داخل المدينة، وهي:

‌أ.       التركيز وعدم التركيز: تعود إلى تفاوت أعداد المواليد والوفيات، وحجم الهجرة.

‌ب.  المركزية واللامركزية: تشير إلى زيادة أو نقصان سيطرة المدينة فيما يتعلق بالخدمات المتاحة، والمراكز الحكومية.

‌ج.    التوسع والتراجع: التوسع: يعني وجود طبقات اجتماعية متباينة في المدينة. أما التراجع: هو هجرة السكان خارج مناطق سكنهم الأصلية سواء هجرة داخلية أو خارجية.

6.    مفهوم التمدد الحضري:

قد يكون التمدد الحضري أفقيًا أو رأسيًا. الأفقي يعني توسع مساحة تجمع سكاني على حساب المكان المجاور له. أما الرأسي يكون من خلال ارتفاع المباني.

مظاهر التمدد الحضري:

v    زيادة عدد السكان، وثبات المساحة الجغرافية، فيترتب على ذلك الكثافة السكانية.

v    زيادة مساحة التجمع السكاني بشكل أسرع من زيادة عدد السكان.

مراحل التمدد الحضري:

‌أ.       المدينة هي نواة الاستقطاب، فتحول المجتمع الريفي إلى مجتمع حضري بفعل الاحتكاك.

‌ب.  نواة تشكيل المدينة تؤثر على مجالات الحياة والأنشطة في المجتمع الريفي المجاور، فتنشط التجمعات السكنية، وتصبح مراكز استقطاب ثانوية.

‌ج.    تعمم عملية التحضر على مجال أوسع.

آثار التمدد الحضري:

1)    تمدد أطراف المدن وتفريغ المركز.

2)    تراجع مستوى المعيشة داخل المدينة، مقابل العيش خارجها.

3)    ارتفاع أسعار العقارات في مركز المدينة مقارنة بالأطراف والمناطق الريفية المجاورة.

4)    زيادة مساحة المدينة، وتوسع الطرق، وتباعد المساكن عن أماكن العمل والدراسة، والمؤسسات الحكومية.

7.    مفهوم التضخم الحضري:

مشكلات التضخم الحضري هي نتاج الارتفاع المتزايد لمعدلات النمو الحضري.

أسباب التضخم الحضري:

‌أ.       عدم قدرة النظام الاقتصادي على استيعاب كل القوى المنتجة المتزايدة باستمرار.

‌ب.  تركز نسبة كبيرة من السكان في مدينة كبيرة واحدة هي (العاصمة) أو مدينتين، مما يؤدي إلى خلل في التركيب السكاني، وتدهور أوضاع المدينة الاقتصادية والاجتماعية.

مظاهر التضخم الحضري في الدول النامية:

|    ارتفاع معدلات الفقر.

|    انتشار العشوائيات السكنية.

|    ارتفاع معدلات الانحراف والجريمة.

|    تداخل أنماط السكن المتباينة فتؤدي إلى التشوه الحضاري.

|    الهجرة من الريف إلى الحضر.

|    الزيادة الطبيعية للسكان.

|    عدم عدالة الحكومة في التخطيط الحضري يؤدي إلى التفاوت الحضري بين المدن من جهة، وبين المدن والريف من جهة أخرى.


المرجع| بسام أبو عليان، علم اجتماع الحضري، 2020.








تعليقات

  1. غير معرف14/6/22

    مصدر المعلومات أستاذ، حتة يتسنى لنا توثيقها

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية (1)| مهارة المقابلة

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى مهـارة المقابلة تعريف المقابلة المهنية: "لقاء وجاهي مقصود يعقد بين الأخصائي الاجتماعي والعميل أو المشاركين الآخرين في عملية المساعدة بهدف جمع معلومات متعلقة بالمشكلة أو إعطاء معلومات بهدف التأثير على سلوك العميل وتغيير بيئته الاجتماعية، بهدف المساعدة في حل مشكلته أو التخفيف منها". تعد المقابلة أداة مهمة لجمع المعلومات، إذا أحسن الأخصائي الاجتماعي التصرف مع العملاء؛ لأن العملاء يميلون لتقديم معلومات شفهية أفضل من الكتابة. تأتي أهمية المقابلة مع الأميين والأطفال والمسنين أكثر من غيرهم. فإذا كان الأخصائي يتمتع بروح مرحة وقبول اجتماعي، ولباقة في الحديث، وذكاء في طرح الأسئلة فإنه يهيئ جواً ودياً مع العميل. بالتالي يحصل على معلومات مهمة عن المشكلة، وبإمكانه تشجيع العميل على الحديث من خلال الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد عموماً. عناصر المقابلة: 1)       العلاقة الاجتماعية: لا يمكن عقد المقابلة بدون وجود طرفيها معاً (الأخصائي الاجتماعي، والعميل). هذه العلاقة تحكمها العديد من المعايير المهنية. أدناها: (الترحيب بال

علم الاجتماع الحضري| الاتجاهات النظرية الكلاسيكية في علم الاجتماع الحضري

د. بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى الاتجاهات النظالكلاسيكية في علم الاجتماع الحضري: يمكن التمييز بين اتجاهين نظريين كلاسيكيين في علم الاجتماع الحضري درسا المدينة وظاهرة التحضر، هما: الاتجاه المحافظ، والاتجاه الراديكالي. أولًا| الاتجاه المحافظ: |      المبدأ الأساسي الذي يحكم المجتمع، هو: الثبات، والاستقرار، والنظام. |      من علماء الاتجاه المحافظ: ‌أ.         أوجست كونت: اهتم بقانون المراحل الثلاث (اللاهوتية، والميتافيزيقية، والوضعية)، وقارن بين الاستاتيكا والديناميكا الاجتماعية. ‌ب.    إميل دوركايم: اهتم بموضوعات، مثل: تقسيم العمل، والانتحار، والدين، والتضامن الآلي والتضامن العضوي. ‌ج.    ماكس فيبر: اهتم بأنماط السلطة الثلاث: (التقليدية، والكاريزمية، والقانونية)، ودرس موضوعات: البيروقراطية، والرأسمالية، والدين، والفعل الاجتماعي. وربط بين تطور المدينة والتغيرات التي طرأت الثقافة الغربية. ثانيًا| الاتجاه الراديكالي: |      ركز على الصراع الطبقي، وانتقال المجتمعات من مرحلة تاريخية إلى أخرى، وقد جعلها ماركس في خمس مراحل، هي: (المشاعية، والإقطاعية، والرأسمالية، والاش

طرق الخدمة الاجتماعية| خدمة الفرد

طريقة خدمة الفرد مراحل تطور خدمة الفرد: مرت خدمة الفرد في عدة مراحل، حتى وصلت إلى شكلها الحالي. 1.    المرحلة المشاعية (العشوائية): بدأت المرحلة العشوائية منذ فجر الإنسانية، واستمرت حتى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، تميزت بعدة خصائص، أبرزها: تقديم المساعدات بدافع فردي وتلقائي، وبشكل عشوائي وبسيط بعيدًا عن التعقيدات البيروقراطية، قدمت كهبة أو صدقة أو إحسان، إلا أنها قُدِّمَت بصور مهينة ومذلة، لم تحفظ كرامة الفرد. فلم يكن في هذه المرحلة مؤسسات حكومية تمارس الخدمة الاجتماعية، بل قدمت الخدمات من خلال: (بيوت المال، ودور العبادة، والجمعيات الدينية، وبيوت الإصلاح)، فلم يكن يوجد أخصائيين اجتماعيين يمارسون مهنة الخدمة الاجتماعية، إنما مورست من قبل متطوعين بواسطة: (الأثرياء، ورجال الدين، والسحرة، والمشعوذين، والمخاتير، وكبار القبائل). 2.    المرحلة التمهيدية (تنظيم الجهود): بدأت المرحلة التمهيدية مع صدور قانون الفقر الإنجليزي سنة (1601م)، واستمرت حتى نهاية القرن التاسع عشر، حيث لوحظ زيادة في الجهود الإنسانية التي قدمت المساعدات للفقراء والمحتاجين، وذلك يعود لسببين: | الأ