طرق الخدمة الاجتماعية| طريقة تنظيم المجتمع

أ. بسام أبو عليان
محاضر بقسم الاجتماع ـ جامعة الأقصى

تعريف تنظيم المجتمع:

ظهرت طريقة تنظيم المجتمع سنة 1946م، وفي عام 1954م استقرت كإحدى طرق الخدمة الاجتماعية. وقد اختلفت مسمياتها بحب كراحل تطورها، فتارة سميت "تنسيق المجتمع"، وثانية سميت "تنظيم المجتمع"، وثالثة سميت "تنمية المجتمع"، وقد تعددت تعريفات العلماء لهذه الطريقة، نذكر منها:

v    آرثر دانهام: "عملية الموازنة بين الموارد والاحتياجات".

v    جيمس داهير: "نشاط يقوم به الناس الذين يحاولون الموازنة بين احتياجات مجتمعهم والمواد المتاحة أو قد تتاح".

v  عبد المنعم شوقي: "طريقة يستخدمها الأخصائيون الاجتماعيون والمتطوعون من الشعب المتعاونون معهم لتنظيم الجهود المشتركة الحكومية والأهلية في مختلف المستويات لتعبئة الموارد الموجودة أو التي يمكن إيجادها لمواجهة الحاجات الضرورية وفقاً لخطة مرسومة، وفي حدود سياسة المجتمع".

v  هدى بدران: "طريقة يستخدمها الأخصائي الاجتماعي للتأثير في القرارات المجتمعية التي تتخذ على جميع المستويات، وتنفيذ برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بحيث يؤدي هذا إلى تقوية الترابط بين أهل المجتمع الواحد وبين المجتمع المحلي والمجتمع الأكبر".

خصائص تنظيم المجتمع:

1)    طريقة تنظيم المجتمع هي إحدى طرق الخدمة الاجتماعية، يمارسها أخصائيون اجتماعيون.

2)    تسعى طريقة تنظيم المجتمع إلى التأثير على قرارات المجتمع لتمكين السكان من مواجهة مشكلات مجتمعهم.

3)    تستعين طريقة تنظيم المجتمع بالخبراء من كافة التخصصات والمجالات.

4)    تكون مشاركة المواطنين والأفراد هي الأساس في تقديم الخدمات المجتمعية.

5)    تمارس طريقة تنظيم المجتمع من خلال أجهزة متخصصة في تنظيم المجتمع. مثل: المدارس، والمصانع.

6)    تستخدم طريقة تنظيم المجتمع موارد المجتمع لمواجهة احتياجات السكان المتزايدة.

7)    تسعى طريقة تنظيم المجتمع إلى تنمية روح التعاون بين أفراد وجماعات المجتمع.

8)    طريقة تنظيم المجتمع لها مستويات جغرافية ووظيفية.

9)    تسير طريقة تنظيم المجتمع وفق خطة محددة يحكمها أيديولوجية المجتمع.

10)          يرتبط تنظيم المجتمع المحلي بالخطة التنموية الشاملة للمجتمع ككل.

11)          ضرورة إشراك سكان المجتمع في تقييم البرامج المقدمة لخدمة المجتمع.

أهداف تنظيم المجتمع:

1.       أهداف تنسيقية:

قد سبقت جمعيات تنظيم الإحسان طريقة تنظيم المجتمع في هذا الهدف ـ سبق الحديث عن ذلك ـ.

2.       أهداف متعلقة بالتخطيط:

نتيجة انتشار الكساد الاقتصادي في أمريكا استدعى تدخل الدولة في مجال الرعاية الاجتماعية، وإنشاء مؤسسات على مستوى القومي لمواجهة المشكلات، وكان الهدف من إنشائها الموائمة بين احتياجات السكان وموارد المجتمع.

3.      أهداف متعلقة بعملية التنظيم:

تأثرت طريقة تنظيم المجتمع بطريقة تنمية المجتمع، وهذا راجع إلى تجارب الأمم المتحدة الناجحة في هذا المجال في فترة (1952-1955م). حيث أصبحت طريقة تنظيم المجتمع تركز على العمليات أكثر من تحقيق أهداف مادية ملموسة.

مبادئ تنظيم المجتمع:

1.       مبدأ التقبل:

أي تقبل المجتمع على ما هو عليه بمشكلاته، وقيمه، وعاداته وتقاليده، وثقافته. فهذا يساعد على تعميق جسور الثقة بين الأخصائي الاجتماعي وأفراد المجتمع.

2.       مبدأ الاستثارة:

لتحقيق التغير الاجتماعي المنشود يجب استثارة سكان المجتمع؛ لتحقيق عدم الرضا عن الواقع الموجود الذي يعد مصدر قلق لهم.

3.      مبدأ المشاركة:

لن يتحقق تنظيم المجتمع ما لم يتم تحفيز أفراد المجتمع على المشاركة في تغيير الواقع الاجتماعي سواء بالكلمة، أو الفعل، أو المال. بحيث لا تقتصر المشاركة على فئة اجتماعية دون غيرها. وكل فرد يشارك حسب إمكانياته وقدراته. حيث تعود المشاركة بالفائدة على الفرد، ومن فوائدها:

v  إكساب المواطنين الخبرة لمواجهة مشكلاتهم الاجتماعية.

v  التدريب على الممارسة الديمقراطية.

v  منح المواطنين حرية التعبير عن آرائهم.

v  تحفيز المواطنين للحفاظ على المكتسبات التي حققوها.

v  تنمية روح القيادة.

v  تنمية الإحساس بالملكية العامة في المجتمع والمحافظة عليها.

4.       مبدأ حق تقرير المصير:

يجب أن يقرر سكان المجتمع بأنفسهم مصيرهم، ويتخذوا القرارات التي يرونها مناسبة لقدراتهم وإمكانياتهم ومشكلاتهم. ويجب ألا يهمل الأخصائي الاجتماعي هذا الحق ما لا يتعارض مع سياسة المجتمع.

5.      مبدأ الموضوعية:

أي يتناول الأخصائي الاجتماعي مشكلات المجتمع بشكل موضوعي دون تحيز أو تجني، والابتعاد عن المصالح الشخصية، أو الحزبية، أو المذهبية، والمناطقية. وهذا لا يكون إلا بإتباع الأساليب العلمية في تحديد المشكلة، واختيار آليات معالجتها.

6.      مبدأ الاستفادة من موارد المجتمع:

يجب الاستفادة من كل موارد المجتمع سواء كانت هذه الموارد مادية أو بشرية؛ لمواجهة المشكلات الاجتماعية الناجمة عن التغير الاجتماعي، لذلك يجب أن يكون الأخصائي الاجتماعي عارفاً بتلك الموارد، وكيفية توظيفها جيداً في حل مشكلات المجتمع.

7.       مبدأ العلاقة المهنية:

لا يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يؤدي دوره ما لم يفلح في إقامة علاقة مهنية مميزة مع أفراد المجتمع.

8.      مبدأ التقييم:

يتم التقييم لجميع عناصر المشروع (الخبراء، والقيادات، والموارد، والخطط، والبرامج). ويجب أن يشارك أفراد المجتمع في عملية التقييم.

عمليات تنظيم المجتمع:

1)      الدراسة الاجتماعية:

يتم دراسة جميع مكونات المجتمع من حيث: عدد السكان، والتوزيع العمري، والحالة التعليمية، والعادات والتقاليد، والموارد المتوفرة، والتنظيمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والقيادات الرسمية والشعبية، وخبرات المجتمع في مواجهة مشكلاته.

2)      إقامة علاقة مهنية:

تفيد العلاقة المهنية في فتح قنوات اتصال مع قيادات المجتمع المحلي وهيئاته.

3)      جمع وتحليل البيانات:

بعد دراسة المجتمع وتحديد أولوياته، يأتي تحليل البيانات لمواجهة احتياجات المجتمع بهدف رسم الخطط، ووضع البرامج.

4)      خلق موارد جديدة:

يكون ذلك بالتعرف على موارد المجتمع المادية والبشرية لمواجهة احتياجات ومشكلات المجتمع. وهذا يتطلب زيادة فعالية هيئات المجتمع، أو توفير هيئات جديدة.

5)      التنفيذ:

يأتي التنفيذ في ضوء توفير البدائل المتعددة، واختيار المناسب منها. والاتفاق على تنفيذ المشروع.

6)      التقييم:

يهدف التقييم للتعرف على الأهداف التي تم إنجازها وقام المشروع من أجلها.

وسائل تنظيم المجتمع:

1.  الإيضاح: يكون الإيضاح من خلال الاتصال بمؤسسات المجتمع، وهذه تتوقف على مهارة الأخصائي الاجتماعي في تنظيم العلاقات العامة. ويشمل التوضيح: موارد المجتمع، ومؤسساته، وعدد السكان، والمشكلات... إلخ.

2.    الاستشارات الفنية: تناول الميزانيات، ورسم الخطط، وإثارة وعي الناس بمشكلات المجتمع.

3.  المفاوضات: هي اتصال الأخصائي الاجتماعي بأفراد المجتمع والجماعات مع مراعاة اختيار أسلوب الاتصال المناسب، وكيفية المناقشة، وإثارة الاهتمام.

4.  الندوات والاجتماعات: تهدف إلى مناقشة مشكلات المجتمع، وبيان أسبابها، ومخاطرها، وسبل مواجهتها لتكوين رأي عام محلي يسمح بمشاركة الأفراد والجماعات في رسم الخطط والتنفيذ.

5.  اللجان: تعد أداة رئيسية في تنظيم المجتمع، ويتم تشكيل اللجان إما لدراسة موضوع محدد، أو تقديم استشارة. وقد تكون لجان مؤقتة أو دائمة. ويختلف عدد أعضاء اللجان حسب المسؤوليات المكلفة بها.

6.    الإدارة: تهتم بوضع نظام إشرافي إداري لتوضيح الميزانية، وبنود النفقات.

7.    العمل الجماعي: حيث تبذل الجهود المشتركة لإيجاد حلول لمشكلات المجتمع.

8.    التسجيل: قد يكون يومياً، أو دورياً ويكون بأسلوب علمي.

أجهزة تنظيم المجتمع:

(1) أجهزة أساسية: أقيمت خصيصاً لأغراض التنسيق بين الأجهزة العاملة في المجتمع. مثل: الاتحاد العام للجمعيات الخيرية.

(2) أجهزة ثانوية: لم تقم لأغراض تنظيم المجتمع، إنما يستطيع الأخصائي الاجتماعي استثمارها لصالح برامج تنمية المجتمع المحلي ومشروعاته.

(3) أجهزة معاونة: أقيمت لتقديم الدعم المادي والمعنوي لبرامج تنظيم المجتمع ومشروعاته. مثل: مراكز الأبحاث العلمية، ومركز التطوع.

مجالات تنظيم المجتمع:

‌أ.       المجال الزراعي والتنمية الزراعية.

‌ب.  المجال التعاوني.

‌ج.    المجال الصحي.

‌د.      مجال الاقتصاد المنزلي.

‌ه.       المجال التعليمي.

المرجع:
بسام محمد أبو عليان، طرق الخدمة الاجتماعية، ط1، خانيونس، مكتبة الطالب الجامعي، 2015، ص125-138.