التخطي إلى المحتوى الرئيسي

علم اجتماع السكان| مناهج البحث في علم اجتماع السكان ج2

 

أدوات جمع البيانات في علم اجتماع السكان:

         أ‌-         المقابلة الشخصية.

      ب‌-      الاستبيان.

      ت‌-      الجماعة البؤرية.

سنتحدث في هذا المقام بشيء من التفصيل عن الاستبيان، والجماعة البؤرية..

ثانياً: الاستبيان

تعريف الاستبيان:

"وسيلة لجمع المعلومات تشتمل على مجموعة أسئلة لها صلة بموضوع البحث يتم تعبئتها من قبل أفراد العينة".

خصائص الاستبيان:

‌أ-         الاستبيان أداة من أدوات جمع البيانات.

‌ب-      الاستبيان يتكون من مجموعة أسئلة تدور حول موضوع البحث.

‌ج-       أسئلة الاستبيان ترتب بشكل منطقي وتدريجي، تبدأ بالأسئلة العامة وتتدرج وصولاً إلى الأسئلة الخاصة.

‌د-        أسئلة الاستبيان تهدف استطلاع رأي المبحوثين حول موضوع البحث.

ملاحظات على إخراج الاستبيان في شكله النهائي:

(1)   إخراج الاستبيان في شكل جذاب من حيث نوع الخط، وحجمه، وألوانه.

(2)   طباعة الاستبيان على الكمبيوتر، وألا يكتب بخط اليد.

(3)   استخدام ورق طباعة جيد.

(4)   ترتيب الأسئلة بشكل منطقي وسلس، بحيث يجاب عليها بسهولة.

(5)   ترقيم صفحات الاستبيان.

(6)   وضع عنوان الجهة المرسلة للاستبيان، والعنوان الذي سيعاد له الاستبيان.

(7)   في مقدمة الاستبيان يوضح تعليمات وخطوات الإجابة على الأسئلة.

طرق توصيل الاستبيان إلى المبحوثين:

v    يرسل بالبريد:

يرسل الاستبيان إلى المبحوث عن طريق البريد. تعتبر هذه الطريقة أسهل وأقل تكلفة إذا كان عناوين المبحوثين معروفة.

من عيوب هذه الطريقة:

1.    عدم ضمان وصول الاستبيان للمبحوثين نتيجة خطأ بريدي، أو تغيير عنوانه.

2.    عدم ضمان إجابة المبحوث على الاستبيان.

3.    عدم ضمان إرجاع المبحوث للاستبيان.

4.    عدم التأكد من أن المبحوث المقصود هو الذي أجاب عليها، أم غيره هو الذي أجاب على الاستبيان.

v    يسلم باليد:

يقوم الباحث بتسليم الاستبيان بنفسه، أو من ينوب عنه إلى المبحوث، وينتظره حتى يجيب عليها، أو يحدد موعد لاحق لاستلامها،

من إيجابيات هذه الطريقة:

1.    ضمان وصول الاستبيان إلى المبحوث.

2.    تتسم بسرعة الإنجاز.

3.    تمكن الباحث من التواصل مع عدد كبير من المبحوثين في يوم واحد.

4.  تُشعر المبحوث بجدية الأمر عندما يجد الباحث أو من ينوب عنه يتصل به ليسلمه الاستبيان، ويطلب منه موعدا لاستلامها.

من عيوب هذه الطريقة:

1.    لا تصلح إلا عندما تكون العينة صغيرة.

2.    لا تصلح إلا عندما يكون أفراد العينة يقيمون في بقعة جغرافية محددة.

3.    عالية التكاليف المادية، ومتعبة ومجهدة.

ما يجب مراعاته عند صياغة أسئلة الاستبيان:

1.    تحديد عناصر المشكلة بشكل دقيق حتى يمكن صياغة الأسئلة المناسبة.

2.    اختيار نوعية أسئلة (مفتوحة أو مغلقة) يتوقف على طبيعة المعلومات المراد الحصول عليها.

3.    وضوح السؤال وتحديد المطلوب منه بشكل مباشر.

مثال: عند السؤال عن قيمة الدخل يجب التوضيح: هل يقصد قيمة الدخل في اليوم، أو الأسبوع، أو الشهر، أو السنة؟

4.  يستحسن أن تكون الأسئلة قصيرة؛ لأن الأسئلة الطويلة تكون مملة أو معقدة. والمبحوث يتهرب من الإجابة عليها. في حين الأسئلة القصيرة تشجع على الإجابة.

5.    الابتعاد عن الأسئلة المركبة، حيث يفضل فصل الأسئلة عن بعضها.

مثال: (هل أنت موظف؟، إن كنت موظف ما مجال عملك؟، وكم راتبك؟).

6.    أن ترتب الأسئلة تدريجيا، من السهل إلى الصعب، ومن العام إلى الخاص.

7.    تجنب الأسئلة الإيحائية التي تتضمن كلمات متحيزة.

مثال: الجو اليوم صافي أليس كذلك؟. في هذه الحالة توحي للشخص الآخر أن يجيبك (نعم)، حسب وجهة نظرك. الأصح أن يسأله ما رأيك في الجو اليوم؟.

8.    أن تعكس الأسئلة أهداف البحث. والابتعاد عن الأسئلة المحرجة أو المسيئة للمبحوث

9.  أن يكون عدد الأسئلة معقولا، ويستحسن ألا تزيد عن ثلاثين سؤالا. وأن تكون متسلسلة منطقيا، ومترابطة ببعضها البعض.

10.           التأكد من مدى توافق الأسئلة على جميع أفراد العينة.

11.           تجنب الخيارات المتعددة غير المناسبة، والكلمات الفضفاضة مثل: (على الأرجح، ربما، أحيانا).

الأخطاء التي تصاحب الاستبيان

1)    عدم جدية الأسئلة، كأن يسأل المبحوث عن معلومات معروفة.

مثال: ما هو جنسك؟            ذكر (   )              أنثى (   )

2)    صياغة الأسئلة بشكل غامض وغير مفهوم.

مثال: هل أنت مع تطبيق الدولة للسياسة الليبرالية الجديدة؟.. ما يدري المبحوث العادي بالليبرالية الجديدة؟!

3)    تحيز الباحث، ورغبته في الحصول على إجابات تؤكد صحة فروضه.

4)    قد يلعب الممولون دورا في حرف نتائج الدراسة عن مسارها، لتخدم أهدافهم.

5)    عدم صياغة الأسئلة بشكل دقيق، مما يعني الحصول على إجابات غير دقيقة.

6)    احتمال تكاسل المبحوثين عن إعادة إرسال الاستبيان إلى الباحث.

7)    عدم ثبات إجابة المبحوث، بإمكانه تغييرها على نفس الاستبيان بعد فترة قصيرة.

8)    عند تفريغ البيانات قد يتجاهل الباحث بعض الإجابات عمدا لأنها لا تتماشى مع فروضه ومعتقداته.

تكون عيوب الاستبيان أكثر وضوحا في استطلاعات الرأي العام، خاصة الاستطلاعات ذات الصبغة السياسية، حيث يسعى القائمون عليها تحت ستار (العلمية، ورأي الأغلبية) تمرير سياساتهم ومواقفهم والتغرير بالرأي العام، بحيث تمثل الأسئلة رؤى منحازة.

في الواقع الآراء التي يعبر عنها في استطلاعات الرأي تمثل استجابات سطحية لمشكلات لم تكن في يوم من الأيام موضع اهتمام من قبل المجيب، وغالبا ما تكون المشكلة غير واضحة له بالدرجة الكافية.

ثالثاً: الجماعة البؤرية

تعريف الجماعة البؤرية:

"جماعة من الأفراد يختارهم الباحث؛ ليتناقش معهم في موضوع البحث، والتعليق عليه من واقع خبرتهم الشخصية".

أنواع الجماعات البؤرية:

1)  الجماعات الكبيرة: تضم ثماني إلى عشر أفراد، مدة الجلسة بين تسعين إلى مائة وعشرين دقيقة. يقود المناقشة منشط متمرس.

2)    الجماعات الصغيرة: تضم أربعة إلى ستة مبحوثين.

3)  الجماعات الهاتفية: مدة اللقاء ثلاثين إلى مائة وعشرين دقيقة، من خلال حوار هاتفي على شكل مؤتمر بقيادة منشط متمرس.

أوجه الشبه بين الجماعات البؤرية:

1.  تضم مجموعة أفراد، وباحث متمرس. المناقشة هي الأسلوب الأبرز في تسيير دفة الحوار. يتحدث المناقش قليلاً بينما يتحدث أفراد المجموعة أكثر.

2.    يكون أفراد المجموعة متجانسين، لديهم معرفة كافية بموضوع البحث تمكنهم من المشاركة الفعالة في المناقشة.

3.    تسجل المناقشة للاحتفاظ بالمداولات وآراء الأفراد في محاور اللقاء، ويختار أسلوب التسجيل المناسب.

 مجالات استخدام الجماعات البؤرية:

‌أ.       الدراسات المتعلقة بتطوير المنتجات الجديدة مثل: وسائل منع الحمل.

‌ب.  دراسة موقف في قضية ما.

‌ج.    دراسة عادات الاستهلاك وأنماطه.

‌د.      دراسة الاتجاه.

‌ه.       دراسات التقييم.

‌و.     استثارة أفكار جديدة من المبحوثين.

 المرجع| بسام أبو عليان، علم اجتماع السكان، ط2، خانيونس، مكتبة الطالب الجامعي، 2016.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انثروبولوجيا| علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى

علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى على الرغم من الاعتراف بالأنثروبولوجيا كعلم مستقلّ بذاته، يدرس الإنسان من حيث نشأته وتطوّره وثقافته، فما زال علماء الإنسان يختلفون حول تصنيف هذا العلم بين العلوم المختلفة، فيرى بعضهم أنّه من العلوم الاجتماعية، كعلم النفس والاجتماع، ويرى بعضهم أنّه من العلوم التطبيقية كالطب، ويرى بعضهم أنّه من العلوم الإنسانية كالفلسفة. أولاً| علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الأحياء (البيولوجيا):   يتناول علم الأحياء دراسة الكائنات الحيّة. فهو يعرّف: "العلم الذي يدرس الإنسان كفرد قائم بذاته، من حيث بنية أعضائه وتطوّرها". يرتبط علم الأحياء بالعلوم الطبيعية، لا سيّما علم وظائف الأعضاء والتشريح. وتدخل في ذلك، نظرية التطوّر التي   تقول بأن أجسام الكائنات الحيّة ووظائف أعضائها، تتغيّر باستمرار ما دامت هذه الكائنات تتكاثر، قد تكون أرقى من الأجيال السابقة، كما عند الإنسان. كما تستند هذه النظرية إلى أنّ الإنسان بدأ كائناً حيّاً بخلية واحدة، تكاثرت   إلى أن انتهى إلى ما هو عليه الآن من التطوّر العقلي والنفسي والاجتماعي. وهذا ما دلّت عليه بقايا عظام الكائن...

الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية (1)| مهارة المقابلة

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى مهـارة المقابلة تعريف المقابلة المهنية: "لقاء وجاهي مقصود يعقد بين الأخصائي الاجتماعي والعميل أو المشاركين الآخرين في عملية المساعدة بهدف جمع معلومات متعلقة بالمشكلة أو إعطاء معلومات بهدف التأثير على سلوك العميل وتغيير بيئته الاجتماعية، بهدف المساعدة في حل مشكلته أو التخفيف منها". تعد المقابلة أداة مهمة لجمع المعلومات، إذا أحسن الأخصائي الاجتماعي التصرف مع العملاء؛ لأن العملاء يميلون لتقديم معلومات شفهية أفضل من الكتابة. تأتي أهمية المقابلة مع الأميين والأطفال والمسنين أكثر من غيرهم. فإذا كان الأخصائي يتمتع بروح مرحة وقبول اجتماعي، ولباقة في الحديث، وذكاء في طرح الأسئلة فإنه يهيئ جواً ودياً مع العميل. بالتالي يحصل على معلومات مهمة عن المشكلة، وبإمكانه تشجيع العميل على الحديث من خلال الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد عموماً. عناصر المقابلة: 1)       العلاقة الاجتماعية: لا يمكن عقد المقابلة بدون وجود طرفيها معاً (الأخصائي الاجتماعي، والعميل). هذه العلاقة تحكمها العديد من المعايير المهنية. أدناها...

علم الاجتماع العائلي| مدخل نظري

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى تعريف علم الاجتماع العائلي: v     وليم كوود: "هو العلم الذي يدرس الجذور الاجتماعية للعائلة، وأثرها في المجتمع والبناء الاجتماعي" [1] . v     رونالد فليجر: "العلم الذي يدرس العلاقة المتفاعلة بين العائلة والمجتمع" [2] . v     تالكوت بارسونز: "العلم الذي يدرس العائلة دراسة اجتماعية، ودراسة أنساقها العمودية والأفقية، ونظم الاتصال الموجودة فيها مع نظامي السلطة والمنزلة" [3] . v   "أحد فروع علم الاجتماع العام، يهتم بدراسة الأسرة وما يتعلق بها من ظواهر؛ بهدف تفسيرها وتحليلها، ودراسة مشكلات الأسرة بهدف حلها أو الحد منها". أهداف علم الاجتماع العائلي [4] : 1.     تقوية علاقة الفرد بالأسرة من جهة، والمجتمع المحلي من جهة أخرى. 2.     دراسة المشكلات الأسرية؛ بهدف حلها أو الحد منها بطرق علمية واقعية. 3.     جعل الأسرة متكيفة مع التغيرات الاجتماعية الحاصلة في المجتمع. 4.     تعميق وعي الأسرة بأدوارها الأساسية و...