بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى |
التدخل
المهني وقت الأزمات والكوارث:
تعريف التدخل المهني
وقت الأزمات والكوارث:
"هو عملية التأثير
الإيجابي والفعال، ومستوى التوظيف النفسي والاجتماعي لفرد أو أسرة أو جماعة في
موقف الأزمة".
ما يجب
أن مراعاته عند التدخل وقت الأزمات:
العميل وقت الأزمة يكون أكثر
اعتماداً وتبعية، وأقل ميلاً للاستقلالية، لذلك يجب على الأخصائي الاجتماعي:
v أن يكون التدخل المهني مبكراً؛ لمساعدة العميل على
استعادة توازنه الطبيعي. علماً أن التدخل وقت الأزمة يعد علاجاً قصير المدى. يشتمل
على (4-6) مقابلات. ويمكن الاستعانة بفريق عمل إن تطلب الأمر ذلك.
v التركيز على الحاضر؛ لأنه الأساس في مواجهة
المشكلة.
v أن يكون الأخصائي الاجتماعي صريحاً مع العميل.
أي لا يقلل ولا يهول من حقيقة الأزمة. وأن ينظر لطلب المساعدة أنه عامل قوة وليس
ضعف.
v أن يعمل الأخصائي الاجتماعي على تغيير الأدوار
داخل الأسرة.
المتطلبات
التنظيمية للتدخل وقت الأزمات:
v تبسيط الإجراءات الإدارية، وتفويض السلطة، وتبني
سياسة الباب المفتوح، والبعد عن قوائم الانتظار، وتسخير كل موارد المؤسسة لخدمة
العملاء.
v استمرار الخدمة ليلاً ونهاراً.
v تقديم الخدمات المادية والعينية، وفرض الخدمة
على العميل إذا استدعى الأمر ذلك.
v وضع خطة لمتابعة الحالات للتعرف على فعالية
الخدمة حتى تتمكن المؤسسة من تطوير نفسها مستقبلاً.
أهداف
التدخل وقت الأزمات والكوارث:
(1) الهدف العاجل:
يسمى بالهدف (المؤقت أو المسكِّّن)،
حيث يعمل على إشباع حاجات العميل الملحة في أسرع وقت ممكن من أجل استعادة توازنه. وهذا
يتطلب دراسة سريعة للظروف المحيطة بالأزمة، والتقليل من التوترات المصاحبة لها، وإعطاء
جرعات من المساندة والتعاطف والواقعية، وصرف المساعدات العينية المباشرة.
(2)
الهدف النهائي:
يسمى بالهدف الشامل يسعى لاستعادة
توازن العميل. يتطلب دراسة الأزمة بشكل مفصل، وتعمق في التشخيص، والتقليل من جرعات
التعاطف، والتركيز على دافعية العميل، والاستمرار في تقديم المساعدات المادية، وإرشاد
العميل إلى الجهات التي تساعده في حل الأزمة،
وتوزيع المسئوليات بين أفراد الأسرة.
خطوات التدخل
المهني في حالات الأزمات والكوارث:
أولا/
الدراسة الاستطلاعية:
تسعى الدراسة الاستطلاعية لمعرفة
الظروف المحيطة بالأزمة؛ لتكوين صورة سريعة عنها ومعرفة حقيقة المشكلة من خلال تحديد
مكان الأزمة، وتاريخ وقوعها، وعمقها، والطرف المسؤول عن وقوعها، وتحديد الجوانب
الخطيرة للأزمة، والأطراف المتأثرة بالأزمة، والإمكانيات اللازمة للتدخل المهني.
ثانيا/
التدخل العلاجي الفوري والمؤقت:
يتضمن تقديم مساعدات عاجلة مثل: إزالة التوتر المصاحب للأزمة، وإيقاظ القوى الكامنة عند العميل، وتشجيع أفراد الأسرة على التعاون، وتقديم المساعدات العينية التي يحتاجها العميل.
ثالثا/
التقدير النهائي:
يتضمن التقدير النهائي حصر
القوى التي يتمتع بها العميل، والدور المقترح أن يقوم به، ودراسة إمكانيات الأسرة
لمواجهة الأزمة، ومدى تقبل الفرد والأسرة للتغير المطلوب، وتحديد المساعدات
العينية والمادية التي من حق الأسرة الحصول عليها.
رابعا/
التدخل العلاجي لتحقيق الهدف النهائي:
توجد ثلاثة محاور للأساليب
العلاجية، وهي:
(1) إزالة
الضغوط النفسية: يتضمن عدة أساليب، منها: (التعاطف، والإفراغ الوجداني، والمبادرة،
والتأكيد، وتعديل مستوى القلق، وكبح القلق).
(2) تدعيم ذات العميل في نضاله مع الأزمات: يكون من
خلال: (التوجيه التوقعي، والتعليم والشرح، والتأثير المباشر، والانفتاح على العالم
الخارجي).
(3) تجنيد الإمكانيات البيئية: يشمل: (الإمكانيات المادية
والبشرية المتاحة، وإمكانيات المؤسسة والمؤسسات
الأخرى، وإمكانيات المتطوعين والقيادات).
خامسا/
حل الأزمة:
في هذه الحالة يتعامل العميل
مع الأزمة على أنها مشكلة عادية.
نقاط
القوة في نظرية التدخل وقت الأزمات والكوارث:
1)
أثرَت
نظرية التدخل وقت الأزمات في التراث العربي في الخدمة الاجتماعية.
2)
تعتمد
على السرعة والواقعية.
3)
تعد أكثر
صلاحية للتعامل مع الأمراض الخطيرة.
نقاط
الضعف في نظرية التدخل وقت الأزمات والكوارث:
1)
عدم
تحديدها للعميل الذي يواجه الموقف المتأزم.
2)
الأزمة
مشكلة فردية ولها مواصفاتها الخاصة.
3) لازالت تحتاج إلى المزيد من الدراسات والتجارب حتى يمكن الاستفادة منها.
المشكلات
التي تواجه خدمة الفرد في المجتمع العربي:
1. ضعف الإعداد المهني للأخصائيين الاجتماعيين إذ
يتم التركيز على الجانب النظري دون تدعيمه بالجانب التطبيقي. فهي تعلم ما كان وليس
ما يجب أن يكون.
2.
غلبة
الممارسات السطحية في تقديم الخدمات وتمارس في قوالب جامدة. مما يعني اختفاء
الإبداع في الممارسة المهنية.
3.
الاعتماد
على التسجيل التقليدي، وليس تحليل المشكلة.
4.
غياب
الإشراف المهني المعمق لتحسين الأداء.
5.
سيطرة
الأعمال الإدارية على مهام الأخصائي الاجتماعي.
6.
عدم
إدراك المؤسسات بشكل فعال لدور الأخصائي الاجتماعي.
7.
قصور
إمكانيات المؤسسات، وانعكاس ذلك على الخدمات المقدمة للعملاء.
تعقيب
على النظريات والمداخل:
بالنظر لجميع النظريات والمداخل السابقة نجد
أنها أكدت على ثلاث نقاط جوهرية:
أ-
دراسة الشعور
بدلاً من اللاشعور. إجماع على نقد نظرية التحليل النفسي.
ب-
التأكيد على
العلاقة المتبادلة بين البيئة الاجتماعية والظروف الذاتية للعميل.
ج- التأكيد على أن عملية المساعدة تستند على ثلاث خطوات متداخلة وليست
منفصلة، هي: (الدراسة، والتشخيص، والعلاج).
تعليقات
إرسال تعليق