التخطي إلى المحتوى الرئيسي

علم الاجتماع الجريمة| النظريات المفسرة للجريمة-1


المدرسة الكلاسيكية القديمة:
تعددت الاتجاهات النظرية المفسرة للجريمة بتعدد العوامل المسببة لها، فأول ظهور لتلك الاجتهادات كان في إنجلترا، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بعدها راجت في أوربا وأمريكا، وقد أطلق عليها "المدرسة الكلاسيكية"، أو "المدرسة التقليدية"، قامت على مبدئي (اللذة، والألم) في تفسير الجريمة. تفترض النظرية أن للفرد إرادة حرة، يختار سلوكه بناءً عليها؛ لتحقيق اللذة. من روادها "بكاريا"، الذي طالب بإيقاع عقوبة مشددة على كل منتهك لحرمة القانون، وأن تكون العقوبة موحدة ومتساوية بحق الجميع بصرف النظر عن: (العمر، والحالة الصحية، والمستوى الاقتصادي، والمركز الاجتماعي، والمستوى التعليمي)، ثم غيّر موقفه في ناحيتين:
v   استثناء الأطفال والمجانين من العقاب؛ لعدم استطاعتهم حساب الألم واللذة بتعقل.
v   حدد العقوبات بشكل ضيق بدلًا من تركها على إطلاقها.
الأفكار التي استندت عليها نظرية بكاريا:
1.    التأكيد على الطبيعة العقلانية للإنسان.
2.    التأكيد على مبدأ الإرادة الحرة عند الفرد.
3.    التأكيد على أن سلوك الإنسان يسعى إلى تحقيق المنفعة.
4.    التركيز على الأخلاق والمسؤولية.
5.    الاهتمام بالبناء السياسي، وكيف تعامل الدولة رعاياها ومواطنيها.
6.    الاهتمام بالكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان.
المدرسة الكلاسيكية الجديدة:
تعد المدرسة الكلاسيكية الجديدة امتدادًا للمدرسة الكلاسيكية القديمة، إلا أنها لم تتفق معها في كل ما طرحته من أفكار، فقد اتفقت معها في جوانب واختلفت في أخرى. مما اتفقت عليه المدرستان: مبدأ حرية الاختيار، والطبيعة العقلانية. أما الاختلاف يدور حول التشدد في القوانين العقابية، حيث طالبت المدرسة الكلاسيكية الجديدة بمبدأ التخفيف.
أهم أفكار المدرسة الكلاسيكية الجديدة:
(1) على القضاة أن يأخذوا في الاعتبار الظروف الموضوعية والذاتية معًا عند تقدير الجريمة والعقوبة، وليس الاعتماد على الظروف الذاتية فقط.
(2) التمييز بين المجرمين على أساس العمر، فمَن هُم دون سن السابعة لا يعتبرون مميزين لأفعالهم ولا يسألون عليها جنائيًا، بالتالي ليسوا مجرمين.
(3) عدم مسائلة المرضى العقليين والمكرهين؛ لأنهما فاقدين للإرادة.
(4) تخفيف العقوبة إذا ثبت نقصان حرية الفرد.
(5) تصنيف المجرمين حسب نوع الجريمة ودرجة الضرر المترتب عليها.
(6) دراسة الجريمة من حيث الأسباب والدوافع.
تعتبر المدرسة الكلاسيكية بمثابة الأساس الذي تشعبت منه كافة النظريات المفسرة للجريمة. توجد ثلاث اتجاهات رئيسية فسرت الجريمة، هي: (الذاتي، والموضوعي، والتكاملي). فيما يلي الحديث عن هذه الاتجاهات.
أولًا| الاتجاه الذاتي:
يندرج تحت الاتجاه الذاتي، مدرستان، هما: (البيولوجية والسيكولوجية).
(1) المدرسة البيولوجية (العضوية):
1)    جوزيف جول:
يعد "جوزيف جول" من رواد المدرسة البيولوجية، انطلق من فرضية: المخ يتأثر بالشكل الداخلي للجمجمة، معتقدًا أن شكل الجمجمة يساعد في تفسير الجريمة، باعتبار السلوك يصدر عن العقل، وأي خلل في العقل ينعكس على سلوك الفرد ويدفعه لارتكاب الجريمة.
2)    ويليام جيمس وكارل لانج:
رأى "جيمس ولانج" ردود الفعل الانفعالية كالغضب والتوتر تعمل على توعية الأعصاب أو الغدد الصماء، لذا أي عنف ينتج عنه تغير في دقات القلب، والدورة الدموية، وإفرازات في الغدد فيدرك الفرد ردة الفعل بعد انتقالها للدماغ عن طريق الدفع العصبي، وتنعكس ردة الفعل الفرد على حالته النفسية. يؤيد هذه الفكرة العديد من الأبحاث البيولوجية، حيث تشير لوجود مناطق دماغية مسؤولة عن العنف مثل: (الاميجديلا، والهيبوثلاموس)، التي تؤدي استثارتها كهربائيًا إلى العنف، وهناك بعض النواقل العصبية والهرمونات التي ترتبط بالعنف أشهرها هرمون (التستستيرون)، والناقل العصبي (السيروتونين). وبعض الدراسات تشير إلى أن العنف موروث جزئيًا.
3)    لومبروزو:
توصل "لومبروزو" لنظريته من خلال أبحاثه التي أجراها على بعض المجرمين (الأحياء، والأموات)، مستندًا على منهجين (التجريبي، والمقارن)؛ بهدف التوصل إلى نتائج تسمح له بالمقارنة بين المجرم والسوي. وقد أجرى أبحاثه على ثلاثمائة وثلاث وثمانين جمجمة لمجرمين أموات، وحوالي ستمائة مجرمًا حيًا. في بداية الأمر اعتبر لومبروزو: "الشخص المجرم ورث صفات الإنسان البدائي، يتضح ذلك من خلال شذوذ ملامحه الجسدية". عندما قام بتشريح جثث المجرمين الموتى وجد فراغًا في مؤخرة الجبهة يشبه الفراغ الموجود عند القردة، مما جعله يقول: "المجرم إنسان بدائي". بهذا القول تبيّن مدى تأثر لومبروزو بنظرية داروين التطورية. الذي أقنع لومبروزو بهذه الفكرة؛ ملاحظاته أثناء عمله في الجيش الإيطالي، حيث وجد أن الجنود المشاكسين ينفردون بخصائص غير موجودة عند غيرهم من الجنود الهادئين. فكان المشاكسون يعتادون على وشم أجزاء من أجسادهم بصور مخلة للآداب، وكتابة عبارات خادشة للحياء. وعند تشريح جثث بعض الأموات منهم لاحظ وجود عيوب خَلقية في تكوينهم الجسدي. لم يقف لومبروزو كثيرًا عند هذا التفسير فسرعان ما عدل عنه؛ لأنه تبين له أن كثيرًا من المجرمين لا يوجد في أصولهم مجرمين، لذلك اعتبر "الاستعداد الكامن للجريمة هو الذي يورَث وليس السلوك الإجرامي"، وأكد على أهمية العوامل الخارجية في استثارة السلوك، والمجرمون يمثلون انحطاطًا نفسيًا أو عقليًا أو بيولوجيًا، وأكد أن السمات الانحطاطية ليست هي سبب الجريمة، إنما تميز المجرمين عن الأسوياء.
أنواع المجرمين عند لومبروزو:
v   النموذج الكامل: فيه خمس سمات انحطاطية أو أكثر.
v   النموذج غير الكامل: فيه ثلاث إلى خمس سمات انحطاطية.
صفات المجرمين عند لومبروزو:
1.   طول أو قِصَر القامة عن الصورة الاعتيادية.
2.   رأس صغير ووجه كبير. يختلف عن المألوف في السلالة.
3.   جبهة صغيرة ومنحدرة.
4.   خط شعر متراجع.
5.   غزارة شعر الرأس والجسم.
6.   بثور في الجبهة والوجه.
7.   وجه عميق التجاويف.
8.   كبر أو صغر حجم الآذان، أو بروزهما بشكل يشبه أذني الشمبانزي.
9.   ضربات على الرأس بالأخص في المنطقة الواقعة فوق الأذن اليسرى.
10.           عظام الجبهة عالية.
11.           حواجب غزيرة تميل إلى الالتقاء فوق الأنف.
12.           محاجر واسعة وعيون غائرة.
13.           التواء في الأنف أو بروزه بشكل بشبه المنقار، أو أنف مسطح.
14.           شفاه ممتلئة مع كون الشفة العليا أنحف.
15.           أسنان قواطع كبيرة، وأسنان غير اعتيادية.
16.           ذقن صغير أو نحيف.
17.           أكتاف منحدرة مع صدر واسع.
18.           أذرع طويلة.
19.           وشم على الجسد.
أصناف المجرمين عند لومبروزو:
1.  المجرم المجنون: يرتكب الجريمة متأثرًا بمرض عقلي. يدخل في هذه الفئة المجرم المصاب بالهستيريا، ومدمن الخمر. ينصح لومبروزو بعلاجهم أو التخلص منهم.
2.  المجرم الصرعي: يرتكب الجريمة متأثرًا بمرض الصرع، الذي نقل إليه بالوراثة. هذا النمط من المجرمين قد ينتقل إلى نمط المجرم المجنون إذا تطور صرعه إلى حالة المرض العقلي.
3.    المجرم السيكوباتي: يرتكب الجريمة متأثرًا بالشخصية السيكوباتية[1]، التي تفقده القدرة على التكيف الاجتماعي.
4.    المجرم بالصدفة: يرتكب الجريمة تحت تأثير ظروف عرضية مرتبطة بالبيئة، أي هذا الصنف ليست لهم ميول واضحة نحو الجريمة.
5.    المجرم بالعاطفة: يرتكب الجريمة لأسباب عاطفية، مثل: (الغيرة، والدفاع عن العرض). هذا الصنف يتسم بالحساسية العالية التي يصعب كبحها.
6.    المجرم معتاد الإجرام: محترف الإجرام بسبب عوامل بيئية وليس وراثية.
الانتقادات التي وجهت لنظرية لومبروزو:
(1) وقعت النظرية في إشكالية التعميم. من غير المعقول تعميم نتائج دراسة أجريت على عدد محدود من المجرمين على كافة المجرمين.
(2) ركز لومبروزو على الجانب العضوي كدافع رئيسي في ارتكاب الجريمة، وأهمل تأثير العوامل الأخرى: (الاقتصادية, والثقافية، والبيئية، والاجتماعية).
(3) اعتبر لومبروزو بعض المظاهر مثل: الوشم وتحمل الألم الناجم عنه، والكتابات الماجنة، من صفات المجرمين!!
4)    أرنست هوتون:
أجرى "أرنست هوتون" دراسة مقارنة على مجموعة من المجرمين وأخرى من غير المجرمين، حيث بلغ عدد العينة ثلاثة عشر آلاف سجينًا من سجون مختلفة في أمريكا، وبلغ مجموع الأسوياء ثلاثة آلاف. كما قام بدراسة أخرى على عينة مكونة من (5689) فردًا. من خلال هاتين الدراستين توصل إلى الصفات الجسمية التي تميز المجرمين عن الأسوياء، منها:
(1) وجود اختلاف بين المجرمين والأسوياء من حيث الصفات الجسدية، حيث يتميز المجرمون بـ: (الجبهة منخفضة، والأنف ضيق أو عريض، والفك ضيق، والوجه مضغوط).
(2) تتلاءم التشوهات الجسدية مع تشوهات في القدرات العقلية عند المجرمين.
(3) تعود التشوهات الجسدية إلى عامل الوراثة وليس نتيجة عوامل أخرى.
(4) يغلب على عيون المجرمين الألوان الرمادية، وعدم تناسق الحدقات، وتتميز حواجبهم بالرفع الكبير، ويندر وجود العيون الزرقاء أو الفاتحة بينهم.
(5) يتميز المجرمون بالوشم الذي قل وجوده عند الأسوياء.
(6) يتميز المجرمون بالشفاه المرتفعة، والفكوك المستوية خاصة عند ضغط أسنان الفك العلوي على أسنان الفك السفلي مقارنة بالأسوياء.
(7) الآذان الخارجية عند المجرمين ملتوية إلى الداخل، وبروزها وصغر حجمها.
(8) رقاب المجرمين طويلة، وأكتافهم مائلة وغير أفقية.
أصناف المجرمين والجرائم التي يرتكبونها كما حددها أرنست هوتون:
v   الطويل نحيف البنية الجسدية: يميل إلى جرائم القتل والسرقة المسلحة.
v   صغير الحجم: يميل إلى جرائم السرقة والسطو.
v   القصير مليء البنية الجسدية: يميل إلى جرائم الاعتداء الجسدي والجنسي، والجرائم الأخلاقية عمومًا.
الانتقادات التي وجهت لأرنست هوتون:
v لم يعط هوتون اهتمامًا كبيرًا للعوامل النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية ودورها في ارتكاب الجريمة، إذ اعتمد على العامل البيولوجي فقط.
v   غموض بعض المفاهيم التي استخدمها.
v   تجاهل الفروق الفردية بين عينة البحث.



[1] الشخصية السيكوباتية: هي الشخصية المعتلة نفسياً، وتتسم بعدم النضج الانفعالي لنشأتها في بيوت باردة انفعاليا، أو لضعف في بناء الشخصية؛ بسبب الدلال والحماية الزائدة، بحيث لا يتعلم الفرد منذ فترة الطفولة قمع رغباته فيثبت عند مستوى طفولي من التمركز حول الذات أو لعدم توفر الأنماط الاجتماعية المقبولة. وتشكل حالات السيكوباتية فئة من فئات الجناح ولكنها من أكثر الفئات تنوعاً واختلافاً.


المرجع: بسام أبو عليان، الانحراف الاجتماعي والجريمة، ط3، غزة، مكتبة الطالب الجامعي، 2016، ص19-25.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية (1)| مهارة المقابلة

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى مهـارة المقابلة تعريف المقابلة المهنية: "لقاء وجاهي مقصود يعقد بين الأخصائي الاجتماعي والعميل أو المشاركين الآخرين في عملية المساعدة بهدف جمع معلومات متعلقة بالمشكلة أو إعطاء معلومات بهدف التأثير على سلوك العميل وتغيير بيئته الاجتماعية، بهدف المساعدة في حل مشكلته أو التخفيف منها". تعد المقابلة أداة مهمة لجمع المعلومات، إذا أحسن الأخصائي الاجتماعي التصرف مع العملاء؛ لأن العملاء يميلون لتقديم معلومات شفهية أفضل من الكتابة. تأتي أهمية المقابلة مع الأميين والأطفال والمسنين أكثر من غيرهم. فإذا كان الأخصائي يتمتع بروح مرحة وقبول اجتماعي، ولباقة في الحديث، وذكاء في طرح الأسئلة فإنه يهيئ جواً ودياً مع العميل. بالتالي يحصل على معلومات مهمة عن المشكلة، وبإمكانه تشجيع العميل على الحديث من خلال الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد عموماً. عناصر المقابلة: 1)       العلاقة الاجتماعية: لا يمكن عقد المقابلة بدون وجود طرفيها معاً (الأخصائي الاجتماعي، والعميل). هذه العلاقة تحكمها العديد من المعايير المهنية. أدناها: (الترحيب بال

طرق الخدمة الاجتماعية| طريقة تنظيم المجتمع

أ. بسام أبو عليان محاضر بقسم الاجتماع ـ جامعة الأقصى تعريف تنظيم المجتمع: ظهرت طريقة تنظيم المجتمع سنة 1946م، وفي عام 1954م استقرت كإحدى طرق الخدمة الاجتماعية. وقد اختلفت مسمياتها بحب كراحل تطورها، فتارة سميت "تنسيق المجتمع"، وثانية سميت "تنظيم المجتمع"، وثالثة سميت "تنمية المجتمع"، وقد تعددت تعريفات العلماء لهذه الطريقة، نذكر منها: v     آرثر دانهام: "عملية الموازنة بين الموارد والاحتياجات". v     جيمس داهير: "نشاط يقوم به الناس الذين يحاولون الموازنة بين احتياجات مجتمعهم والمواد المتاحة أو قد تتاح". v   عبد المنعم شوقي: "طريقة يستخدمها الأخصائيون الاجتماعيون والمتطوعون من الشعب المتعاونون معهم لتنظيم الجهود المشتركة الحكومية والأهلية في مختلف المستويات لتعبئة الموارد الموجودة أو التي يمكن إيجادها لمواجهة الحاجات الضرورية وفقاً لخطة مرسومة، وفي حدود سياسة المجتمع". v   هدى بدران: "طريقة يستخدمها الأخصائي الاجتماعي للتأثير في القرارات المجتمعية التي تتخذ على جميع المستويات، وتنفيذ برامج التنمية الاجتما

الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة| الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة

د. بسام أبو عليان قسم علم الاجتماع - جامعة الأقصى الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة تعريف الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة: "الممارسة المهنية التي تهتم بتزويد الأطفال بالخدمات الاجتماعية، والمساعدات التي تعمل على حمياتهم، وعلاج المشكلات الاجتماعية، والنفسية، من خلال عمل الأخصائيين الاجتماعيين في عدد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية". المؤسسات العاملة في مجال رعاية الطفولة: 1.     مكاتب التوجيه والإرشاد الأسري: تعمل على علاج مشكلات الأسرة، وتهيئة الجو الأسري الذي يعين على تنشئة الأبناء تنشئة سليمة، وتوجيه الأسرة نحو مصادر الخدمات الاجتماعية، ومعاونة قضاة محاكم الأحوال الشخصية في البحث عن أسباب المشكلة الأسرية، والقيام بدراسات تتعلق بمشكلات الأسرة. 2.     مكاتب فحص الراغبين في الزواج: تعمل على فحص الأمراض الشائعة في المجتمع، والأمراض العقلية والنفسية، والأمراض التناسلية. 3.     مشروع الأسر المنتجة: يوفر العمل للأسر القادرة عليه، مما يسهم في القضاء على بطالة الأسرة، ويزيد من دخلها، وتحويل أفراد الأسرة من مستهلكين إلى منتجين، والاستفادة من الخدمات البيئية وتحويلها إلى من