التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ممارسات سلوكية خاطئة في رمضان



أ. بسـام أبو عليـان
يعد شهر رمضان موسما للخير والطاعات والتقرب إلى الله تعالى، وتجديد العهد مع الله أولا ثم مع الذات ثانيا على مواصلة المسير في درب الصالحين، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، والالتزام بالأحكام الشرعية، وجعلها سلوكا ملازما في حياتنا.

في الأيام الأولى من رمضان حين تراقب سلوك الناس وطريقة معاملاتهم تشعر وكأنهم ملائكة يمشون على الأرض. حيث تنتشر بينهم ثقافة العفو، والصفح، والتسامح، والتعاضد الاجتماعي، وترميم العلاقات القرابية، والإقبال الشديد على عمارة المساجد، والحرص على تلاوة القرآن، وحضور الدروس الدينية، وتقديم الصدقات والتبرعات. وما هي إلا أياما معدودات ثم تبدأ جذوة الإيمان في الخفوت. لن أقف عند هذا الموضوع، إنما هو متروك للوعاظ والدعاة. إنما في هذه المقالة سأقف عند ممارسات سلوكية خاطئة يقع فيها خلق كثير ربما عن جهالة، أو من باب التقليد. وهذه الأخطاء جعلتها في عشرة نقاط.

الخطأ الأول: غلاء الأسعار:


يلاحظ من منتصف شهر شعبان وحتى حلول شهر رمضان يبدأ التجار وأصحاب المحلات يتنافسون في عرض أصناف واحتكار أخرى من السلع التي يطلق عليها (السلع الرمضانية)؛ لأنه يكثر الإقبال عليها في رمضان أكثر من غيره من شهور السنة. فنجد فرقا شاسعا وبونا كبيرا في الأسعار قبل رمضان بشهر وخلاله. فضلا عن الاحتكار، الذي وردت فيه أحاديث كثيرة. فقد خطّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم المحتكر فقال: "من احتكرَ فهوَ خاطئٌ" [مسلم:1605]. ولم يقف الأمر عند حد التخطيء، بل قد برأت منه ذمة الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من احتكر حكرة، ويريد أن يغلي بها على المسلمين، فهو خاطئ، وقد برئت منه ذمة الله ورسوله". [السيوطي، الجامع الصغير:8331].
والاحتكار يترتب عليه نتائج وخيمة على المحتكر في الدنيا والآخر. في الدنيا يصيبه (الإفلاس، والمرض). وفي الآخرة تبرأ منه ذمة الله ورسوله. قالَ رسول الله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: "منِ احتَكَرَ على المسلِمينَ طعامَهُم، ضربَهُ اللَّهُ بالإفلاسِ، أو بِجُذامٍ". [أحمد شاكر، مسند أحمد:28/1]. وقال: "من احتكر طعامًا أربعين ليلةً فقد بَرِئ من اللهِ تعالَى وبرِئ اللهُ تعالَى منه، وأيُّما أهلُ عَرصةٍ أصبح فيهم امرؤٌ جائعٌ فقد برئت منهم ذمةُ اللهِ تعالى". [أحمد شاكر، مسند أحمد:49/7]. وقال: "من احتكرَ طعامًا أربعينَ ليلةً فقد بَرِئَ من اللهِ عزَّ وجلَّ وبَرِئَ اللهُ منهُ" [ابن حجر العسقلاني، القول المسدد:6/1].
السؤال: ما الذي جَد في الأمر حتى ترتفع الأسعار بشكل فاحش؟! إن غلاء الأسعار نار كاوية تحرق الجيوب والنفوس. لاسيما ونحن في مجتمع يعيش في كنف أزمة اقتصادية مزمنة، وكثير من الأسر تسترها جدران البيوت، يتعففون ولا يتسولون {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ} [البقرة:273]. لا يستطيعون توفير الحد الأدنى من العيش. ففي ظل الغلاء الفاحش كيف لهذه الأسر أن تعيش وتقتات؟! وهذا قد يجبرها مكرهة ـ غير راغبة ـ لممارسة سلوك آخر (الطواف على الجمعيات والمؤسسات الخيرية) علها تستطيع الحصول على طرد غذائي أو مساعدة مالية تسد الرمق!
الجدير بالذكر أن الإحصائيات الفلسطينية بينت أن نسبة البطالة في المجتمع تجاوزت (65%)، وبينت دراسة اجتماعية أجريت على قطاع غزة أن (70%) من أسر الحضر و(83%) من أسر المخيمات لا يتناولون اللحوم إلا في المناسبات الاجتماعية! وبحسب إحصائية لوزارة الشؤون الاجتماعية (176.000) أسرة فلسطينية تعيش تحت خط الفقر. و(85%) من الأسر تعتمد على المساعدات المقدمة من المؤسسات الخيرية! فأنّى لهؤلاء التكيف مع الغلاء عموما والغلاء الرمضاني خصوصا. فبدلا من الشعور بأن رمضان موسما للعبادات والطاعات أصبح يمثل لهم موسما للأزمات الاقتصادية الطاحنة!

الخطأ الثاني: كثرة الأسواق:


ظاهرة تنتشر بشكل كبير في رمضان مقارنة مع غيره من الشهور (الأسواق الرمضانية). المعروف أن هذه الأسواق تعرض من السلع والمنتجات ما لذ وطاب، وبأسعار متفاوتة. المشكلة ليست في السوق ذاته والسعي للكسب، إنما المشكلة تكمن في الأماكن التي تقام فيها الأسواق. فبعضها يقام على أبواب المساجد، مما يعني التشويش على المصلين، وتعكر عليهم صفو عبادتهم. حيث الصراخ العالي، واستخدام مكبرات الصوت بالأناشيد والغناء، والأصوات المتداخلة بعضها ببعض مما يسبب تلوث سمعي لعمّار المساجد ولمحيط السوق. هذا إلى جانب الأسواق التي تقام في مراكز وسط المدن وتقطع الطرق العامة، مما يسبب التكدس والازدحام المروري وعرقلة السير. فمن يقطع الطريق على الناس ويضيق عليهم واسعا يحرم من خير كثير، فعن معاذ بن أنس الجهني ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غزَونا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فضيَّقَ النَّاسُ المنازِلَ وقطَعوا الطَّريقَ فبعثَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مُناديًا يُنادي في النَّاسِ: أنَّ مَن ضيَّقَ منزلًا، أو قطعَ طريقًا فلا جِهادَ له". [الألباني، تخريج مشكاة المصابيح:3843]. في المقابل من يوسع على الناس ولا يقطع عليهم طريقهم تأمل الخير الذي ينعم به في الآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ، في شَجرةٍ قطعَها من ظَهْرِ الطَّريقِ، كانت تؤذي النَّاسَ". [مسلم:1914].
الخطأ الثالث: زيادة السلوك الشرائي:

 
هذا الخطأ السلوكي مرتبط بالخطأ السابق، حيث أن كثرة الأسواق وما يعرض فيها من سلع تسحر العين وتغازل معدة الصائم؛ تؤدي إلى زيادة السلوك الشرائي (الاستهلاكي) عند أغلب الصائمين. فتجد صنفا من الناس منذ مطلع النهار حتى ما بعد صلاة التراويح والأكياس في يده إن غدا إلى البيت أو راح. سواء كانت هذه الحاجات ضرورية أو من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها. لذلك تجد الكثير من الأسر تفرد ميزانيات خاصة لرمضان، ـ وفي الغالب أكبر من ميزانيات بقية الشهور ـ، بسبب زيادة السلوك الاستهلاكي. وبذلك انتفت الحكمة الاجتماعية والدينية من الصيام، وهي: استشعار حالة الحرمان التي يعاني منها الفقراء والمحتاجين على مدار العام. فضلا عن أن السلوك الاستهلاكي (التبذيري الإسرافي) منهي عنه في ديننا، قال تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء:27]، وقوله: {وَلَا تُسْرِفُوا إنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام:141]، وقوله: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف:31].
لا أدعوك للحرمان، بل هي دعوة للاعتدال. المفترض أن يكون رمضان عوناً لك على التدبير والتوفير. فالفرد في الشهور الأخرى يتناول ثلاث وجبات في يومه ناهيك عما يتخللها من أطعمة ومشروبات أخرى، ما يعني مزيدا من الاستهلاك. لكن في رمضان هما وجبتان يتناولهما الصائم، هما: (السحور والإفطار). علما أن إقبال الصائم على الطعام يكون أقل بكثير من الأيام العادية لضمور معدته. إن كان الأمر كذلك، فلِمَ الإسراف والتبذير لغير حاجة؟!
الخطأ الرابع: زيادة مساحة مائدة الإفطار طولا وعرضا:


في الأيام العادية جل الأسر يكفيها "طبخة" واحدة، إلى جانب بعض المقبلات، ويتناولون الوجبة بنفس راضية شاكرة حامدة لله تعالى، وتدعوه أن يديمها ويحفظها من زوال. لكن إن دخلت أغلب البيوت في رمضان تجد الحال على غير ذلك تماما، حيث ترى ألوانا وأصنافا شتى على مائدة الإفطار، فبدلا من الطبخة الواحدة تجد اثنتين أو ثلاثا، إلى جانب المقبلات، من مخللات وشوربات وسلطات ومشروبات باردة وساخنة. بل أحدهم بالكاد يستطيع أن يصل بيده إلى الطرف الآخر من المائدة. وبعد الانتهاء من تناول طعام الإفطار تجد الأسرة جميعها قد قضت على ثلث المائدة! السؤال: ما مصير الثلثين مما تبقى؟ في أغلب الأحيان يكون مصيره إلى حاويات القمامة. ولو ألقيت نظرة سريعة لحاويات القمامة وأنت سائر في الطريق ستجد فيها أكياسا ممتلئة بأصناف مختلفة من الأطعمة مما خلّفه الصائمون في أمسهم. ألسنا ندعي أننا نعيش في حصار اقتصادي خانق؟! فلم هذا التبذير والإسراف؟! لِمَ لم يتم الطهي على قدر الحاجة؟! وإن زاد ما الذي يمنع من أن يرحل إلى الغد، أو يتم التصدق به على الأسر المحرومة؟!
الخطأ الخامس: الولائم 


الكثير يريد أن يكسب أجر إفطار الصائمين في رمضان فيلجأ لإعداد الولائم، ويدعو إليها الأقارب والمحبين والأصدقاء. إلى الآن ليس في الأمر منكر، بل هو سلوك محمود لسببين: الأول كسب الأجر، والثاني تقوية الروابط والعلاقات الاجتماعية. لكن المشكلة تكمن حينما يصبح الأمر متعلقا بالواجب أو (الدّين الاجتماعي). فكما دعوتك للإفطار عندي، من باب الذوق يجب أن تدعوني للإفطار عندك! ـ هذا القول في الغالب لا يكون تصريحا إنما تلميحا ـ. هذا التصرف يحمل في طياته الكثير من الإحراج والتعنت الاجتماعي؛ لأكثر من سبب. ربما أحد المدعوين ليس لديه بحبوحة اقتصادية كالتي لديك تسمح له بإعداد مثل وليمتك. وربما بشق الأنفس يستطيع أن يدبر أموره الاقتصادية، فبدعوتك تلك، ربما تضطره إلى الاقتراض والاستدانة كي يحفظ ماء وجهه، وألا يحرج أمامك. فحينها يندب حظه ويندم على اللحظة التي قبل أن يلبي فيها دعوتك للإفطار عندك. وكذلك ربما البيت مساحته ضيقة وليس فيه متسع أن يستقبل الضيوف ـ لاسيما من غير أقارب الدرجة الأولى ـ ففي ذلك تضييقا على أهل بيته. فإن كانت الدعوات والولائم تقوم تحت هذا المسمى فلا داعي لها، واحرص أن تكسب الأجر من باب آخر، فأبواب الخير كثيرة ومتعددة.
الخطأ السادس: السهـر


الكثير من الناس يغيرون عاداتهم في رمضان حيث يصبح نهارهم ليلا، وليلهم نهارا. فهم يقضون نهارهم يغطون في النوم، مما يعني حرمانهم من كثير من الطاعات والعبادات، فضلا عن ضياع الصلوات المكتوبة عن وقتها. في المقابل يقضون ليلهم ـ ليس في التهجد وتلاوة القرآن ـ إنما في التنقل بين القنوات الفضائية ما بين مسلسل، أو برنامج غنائي أو ترفيهي، أو فيلم، أو مسابقة. ولا يحل عليه النعاس إلا قبيل صلاة الفجر بدقائق معدودات!

الخطأ السابع: سرعة الانفعال والغضب


بعض الأفراد كأنهم يمنون على الله ومن ثم على الناس في صيامهم، فإذا صام أحدهم تجده عابس الوجه، ومقطب الجبين، وسريع الانفعال لأتفه الأسباب، لا يحتمل أن يحدثه أحدا بحجة أنه صائم. وإن تحدث تلفظ بألفاظ تجرح صيامه قبل أن تجرح مشاعر الآخرين. إن كان الصائم على هذه الهيئة فقد ضيع الحكمة من الصيام. إن الصيام تهذيب للنفس وترطيب للسان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أصبَحَ أحدُكُم يومًا صائمًا، فلا يرفُثْ ولا يجهَلْ. فإنِ امرؤٌ شاتمَهُ أو قاتلَهُ، فليقُلْ: إنِّي صائمٌ. إنِّي صائمٌ". [مسلم: 1151]. وقوله: "إذا كانَ يومُ صيامِ أحدِكُم فلا يرفُث ولا يصخَبْ، فإن شاتَمَهُ أحدٌ أو قاتلَهُ، فليَقلْ: إنِّي صائمٌ ". [الألباني، صحيح النسائي: 2215]. وقوله: "من لمْ يَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للهِ حاجَةٌ في أنِ يَدَعَ طعَامَهُ وشرَابَهُ". [البخاري:1903].

الخطأ الثامن: الزيارات الاجتماعية المتأخرة 

في شهر رمضان يُكثِر الدعاة من حث الصائمين على صلة الرحم وزيارة الأقارب لما لها من فضل عظيم. وبعض الناس يكون مقصرا في هذا الجانب ويسعى جاهدا لمعالجة هذا التقصير في رمضان، بل أن بعضهم يضع جدولا زمنيا على مدار الشهر كي يطوف على جميع الرحم. جيد أن تصل رحمك، وترمم علاقاتك الاجتماعية القرابية التي أصابها الوهن، وعانت من الانقطاع والإهمال على مدار العام. لكن يجب تحيّن الوقت المناسب للزائر والمزور. فالذي نلاحظه عند الأغلبية ليس لديهم متسع في نهار رمضان، فيؤجل الزيارة لما بعد الإفطار، أو بعد انقضاء صلاة التراويح. وهذا من أوقات النهي عن الزيارة. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} [النور:58]. فهذه الزيارة في وقت متأخر يترتب عليها متاعب كثيرة لأسرة المزور، ربما ضياع التهجد لمن يتهجد، أو ضياع السحور، فضلا عن أن تلك المجالس لا تخلو من (الغيبة والنميمة). فالأصل أن هناك آدابا للزيارة يجب التقيد بها، أهمها: التنسيق المسبق بأي وسيلة اتصال متوفرة، وبحسب الوقت المناسب للطرفين (الزائر والمزور)، وقِصَر وقت الزيارة.

الخطأ التاسع: قضاء العشر الأواخر في المحلات والأسواق
الهدي النبوي إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان "أحيا الليلَ وأيقظ أهلَه وجدَّ وشدَّ المِئزَرَ" [مسلم:1174]. فهذه العشر لها أهمية كبيرة ففيها ليلة خير من ألف شهر (ليلة القدر). {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:3]. لكن الذي نجده عن أغلب الناس ـ لاسيما معشر النساء ـ ما إن تحل العشر الأواخر نجدهن يحيين الليل ويشددن المئزر، لكن ليس في صلاة القيام، وتلاوة القرآن. إنما في التجول في المحلات والأسواق. وبذلك ضيعن على أنفسهن خيرا عظيما! 

الخطأ العاشر: التسول:


بداية نؤكد أن التسول ظاهرة اجتماعية (سلبية) موجود في كل المجتمعات، وليست ظاهرة جديدة على مجتمعنا، بل موجودة منذ زمن بعيد، ويزيد بنسب كبيرة وبأساليب جديدة في رمضان. ويأخذ صورا متعددة، منها:
1.   التسول المباشر: في الأماكن العامة مثل: (المساجد، والمستشفيات، والأسواق).
2.   التردد على البيوت: بطلب المال أو المواد التموينية، أو إمكانية تنظيف البيت... إلخ.
3.   التسول غير المباشر: عند إشارات المرور ومواقف السيارات، يبيعون أشياء صغيرة مثل: (الفاين، البسكويت، مسح زجاج السيارات).
4.   التسول بالمعاقين: استغلال الإعاقة الموجودة في البيت بطلب الاستجداء والشفقة، أو إدعاء حاجة المعاق لتكاليف العلاج.
5.   التسول بالقرآن: يقوم المتسول بتلاوة ما تيسر من القرآن في المآتم أو عند القبور. علماً أن تلاوة بعضهم تفتقد إلى الحد الأدنى من أحكام التلاوة والتجويد.
6.   التسول بالألعاب والحركات البهلوانية: يقوم الشخص بعرض بعض الحركات التي تلفت انتباه المارة من أجل الحصول على مبلغ يسير.
7.   التسول بالمستندات: تجد المتسول يحمل تقارير طبية تبين مرضه بغض النظر عن مدى صحتها.
ويلاحظ على المتسولين الخصائص الآتية:
(1) صغر سن المتسول: أغلب المتسولين من الأطفال يقعون في الفئة العمرية (6-15) سنة. عادة يلجأ الأطفال للتسول في حال عجزت الأسرة عن توفير حاجاتهم الضرورية، وأحيانا يدفع الآباء أبناءهم إلى التسول عندما يكون عاطلا عن العمل ولا يجد مصدرا للدخل.
(2) البناء الجسدي للمتسول: صنف جديد من المتسولين يغزو مجتمعنا، بنيتهم الجسدية لا تعكس أنهم يعانون من أي مرض أو إعاقة تعيقهم عن عمل. هؤلاء يتجهون إلى التسول باعتباره الطريقة الأقصر والأسهل للحصول على المال.
(3) العنصر النسوي: من خلال المتابعة تبين أن نسبة كبيرة من المتسولين من شريحة النساء، وقد يكن لوحدهن أو برفقتهن أطفال أو معاقين.
(4) التسول في المساجد: ظاهرة لم نكن نألفها من قبل، وبدأت تغزو مجتمعنا بشكل كبير، وهي أن يقوم المتسول بالتردد على المساجد، وعقب كل صلاة يلقي خطبة في المصلين ـ إن جاز التعبير ـ يعرض فيها قائمة الأمراض والعاهات التي يعانيها، ومعه ملف من المستندات التي تدلل على مرضه ـ بصرف النظر عن صدقه أو كذبه ـ، في محاولة لاستجداء عطف الناس والحصول على الصدقة.
(5) التسول داخل المؤسسات الحكومية: يقوم المتسول بالتنقل بين مكاتب الموظفين يستجدي عطفهم للحصول على المساعدات المالية.
(6) التردد على الجمعيات والمؤسسات الخيرية.
تلك عشرة كاملة، أشرت لها كي نحاول تجنبها كي يكون صيامنا نقيا، والله أسأل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خدمة الجماعة| أساسيات خدمة الجماعة - ج1

  د. بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع - جامعة الأقصى أساسيات خدمة الجماعة تعريف خدمة الجماعة: خدمة الجماعة هي إحدى طرق الخدمة الاجتماعية، تعتمد في عملها على "الجماعة" كوحدة أساسية، تسعى من خلالها إلى تنمية شخصية الفرد باعتباره عضوًا في الجماعة، وتساعده على تحقيق تكيفه واندماجه مع محيطه الاجتماعي من خلال تفاعله مع أعضاء الجماعة تأثيرًا وتأثرًا، ومن خلال الجماعة يتعلم الفرد أنماط السلوك المختلفة، ويكتسب المهارات الحياتية المتنوعة، وتغرس فيه القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية، ويتعلم المبادرات الاجتماعية، والعمل التطوعي، ويكوِّن اتجاهاته تجاه قضايا ومشكلات المجتمع... إلخ، كل ذلك ليكون عضوًا إيجابيًا وفعالًا في المجتمع. لتحقيق هذه الغايات توظف خدمة الجماعة الإمكانيات المتاحة في كل من الفرد، والجماعة، والمؤسسة الاجتماعية، والمجتمع. لم تقتصر ممارسة خدمة الجماعة على مجال محدد، بل تمارس في مجالات اجتماعية كثيرة، منها: الأطفال، والمراهقين، والشباب، والمرأة، والمسنين، والمعاقين، والمرضى النفسيين، والمرضى العقليين، والسجناء، والأحداث، وأطفال الشوارع، والمدمنين... إلخ. كما ...

انثروبولوجيا| علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى

علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى على الرغم من الاعتراف بالأنثروبولوجيا كعلم مستقلّ بذاته، يدرس الإنسان من حيث نشأته وتطوّره وثقافته، فما زال علماء الإنسان يختلفون حول تصنيف هذا العلم بين العلوم المختلفة، فيرى بعضهم أنّه من العلوم الاجتماعية، كعلم النفس والاجتماع، ويرى بعضهم أنّه من العلوم التطبيقية كالطب، ويرى بعضهم أنّه من العلوم الإنسانية كالفلسفة. أولاً| علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الأحياء (البيولوجيا):   يتناول علم الأحياء دراسة الكائنات الحيّة. فهو يعرّف: "العلم الذي يدرس الإنسان كفرد قائم بذاته، من حيث بنية أعضائه وتطوّرها". يرتبط علم الأحياء بالعلوم الطبيعية، لا سيّما علم وظائف الأعضاء والتشريح. وتدخل في ذلك، نظرية التطوّر التي   تقول بأن أجسام الكائنات الحيّة ووظائف أعضائها، تتغيّر باستمرار ما دامت هذه الكائنات تتكاثر، قد تكون أرقى من الأجيال السابقة، كما عند الإنسان. كما تستند هذه النظرية إلى أنّ الإنسان بدأ كائناً حيّاً بخلية واحدة، تكاثرت   إلى أن انتهى إلى ما هو عليه الآن من التطوّر العقلي والنفسي والاجتماعي. وهذا ما دلّت عليه بقايا عظام الكائن...

خدمة الجماعة| مهارة التسجيل لدى أخصائي الجماعة

  د. بسام أبو عليان قسم علم الاجتماع - جامعة الأقصى مهارة التسجيل: تعريف التسجيل: "هو تدوين الحقائق والأحداث كما وقعت؛ للرجوع إليها في المستقبل وقت الحاجة، وللإلمام بالموضوعات المختلفة". أهداف التسجيل: 1-      حفظ المعلومات من النسيان والضياع، ويمكن الرجوع لها وقت الحاجة إليها. 2-   دراسة الفرد في الجماعة كوحدة قائمة بذاتها من حيث نمط الشخصية، ومشكلاته الخاصة، وقدراته، وميوله، ومدى تفاعله مع برامج وأنشطة الجماعة. 3-      تفسير المواقف الاجتماعية المختلفة داخل الجماعة. 4-      إدراك الأخصائي الاجتماعي لذاته، فالتسجيل يساعده على نقد ذاته؛ لتطوير أدائه المهني. 5-      تقييم الخدمات المؤسسية. 6-      المساعدة في تصميم وتقييم برامج المؤسسة. 7-      قياس نمو وتطور الجماعة. 8-      المساعدة في الدراسة والبحث. 9-      تساعد أخصائي الجماعة لتقديم خدمة أفضل إلى الفرد والجماعة. 10-     ...