الفرضيات
تعريف الفرض:
"عبارة
عن حلول مقترحة لمشكلة البحث، يضعها الباحث على شكل تعميمات، تحاول تفسير حالات لم
تتأكد بعد عن طريق الحقائق".
مثال:
افترض باحثًا أراد دراسة مشكلة "التسرب في المدارس الإعدادية الحكومية في
محافظة غرب خانيونس". فهو يضع عدة فرضيات، مثل:
· الإسراف في استخدام العقاب الجسدي في العملية
التعليمية، يجعل الطلاب يتسربون من الحصص الدراسية التي يكثر فيها العقاب.
·
صعوبة
المناهج الدراسية، فلا تتماشى مع مستوى إدراك الطلاب.
·
غياب
الرقابة الأسرية وفتور العلاقة بين الأسرة والمدرسة.
·
تدني الوضع
الاقتصادي لأسرة المتسرب، يجعله لا يستطيع توفير متطلبات العملية التعليمية.
·
التفكك
الأسري.
·
كبر
حجم أسرة المتسرب يجعل رب الأسرة لا تستطيع توفير احتياجاته التعليمية.
لا
يستطيع الباحث الجزم بصحة الفرضيات إلا بعد البحث؛ ليصل إلى نتيجة مؤكدة تفسر
السبب الحقيقي للظاهرة، فإذا ثبت صحة الفرض يتحول إلى نظرية أو قانون، وإذا ثبت
فشله يسقط ويتبنى فرض آخر.
أنواع الفرضيات:
v الفرض الوصفي: يصف
خصائص المتغيرات كالحجم، والتوزيع، والتكرار. مثل: معدلات العنوسة في صفوف الإناث.
v فرض العلاقة: يتحدث
عن العلاقة بين متغيرات البحث، قد تكون إيجابية أو سلبية. مثلًا: كلما ترقت المرأة
في سلم التعليم تأخر سن زواجها.
v الفرض السببي: أي
تغير في المتغير الأول يلحقه تغير في المتغير الآخر. مثال: ضعف سلطة الضبط
الاجتماعي الرسمي يزيد معدلات الجريمة.
v الفرض العامل: يوضع
عند التخطيط للمشكلة غير محددة، لكنه يعدل لاحقًا.
v الفرض الصفري: يستخدم
للدلالة الإحصائية. مثل: لا توجد علاقة بين غنى الأسرة وإكمال الطالب تعليمه.
v الفرض الإحصائي: يستخدم
في الأبحاث الكمية.
v الفرض البديهي: يمثل
أفكارًا معقولة، مثال: الطلبة الذين يجدون في الدراسة يتفوقون دراسيًا.
v الفرض التحليلي: يهتم
بالعلاقة بين المتغيرات.
وظيفة الفرض:
أ. توجه البحث نحو الوجهة الصحيحة.
ب. تحدد مصادر المعلومات المراد جمعها، ومدى الحاجة
إليها.
ج. تحدد نوع البحث المناسب للدراسة.
د. تساهم في فحص النظرية.
مصادر الفرض:
أ- معرفة الباحث الواسعة بمجال تخصصه عن طريق القراءة،
كلما اطلع أكثر كان أقدر على صياغة فروض علمية صحيحة.
ب- الدراسات السابقة المتعلقة بنفس الموضوع. من
سبقه وضعوا فرضيات لأبحاثهم أكدوا صحة بعضها وأسقطوا البعض الآخر، كما أن نتائج البحوث
السابقة تصلح أن تكون فرضيات للبحوث الجديدة.
ج-
خبرة الباحث
الشخصية التي تكونت من أبحاث أجراها، أو أشرف عليها.
د- ثقافة المجتمع وتعدد الاتجاهات حول قضية معينة،
يحتاج لصياغة فرضيات يتأكد من صحتها بالبحث؛ لتحسم الخلاف حولها. مثلًا: الخلاف
الدائر حول "عمل المرأة والنتائج المترتبة عليه". هناك من يرى أن عمل
المرأة يكون على حساب زوجها وأبنائها فيترتب عليه التصدع الأسري، فريق آخر يرى أن
عمل المرأة يسهم في تنمية شخصية المرأة، ويزيد من ثقة أبنائها بأنفسهم، وتساعد
الزوج في توفير متطلبات الأسرة المتزايدة. للخروج من دائرة الخلاف يجب القيام ببحث
علمي يبين أي من الآراء صحيحًا.
شروط الفرض:
1. وضوح مفاهيم الفرض، بحيث تحمل معنى واحد، المعنى
الذي يقصده الباحث، وهذا يتطلب تعريفًا إجرائيًا للمفهوم.
2. صياغة الفرض في جمل قصيرة، ويكون على هيئة قضايا
واضحة يمكن التحقق من صحتها، مثلًا: (ارتفاع المهور يؤدي لارتفاع عنوسة الفتيات).
3. قابل للاختبار، والابتعاد عن الفرضيات القيمية؛
لأنه يصعب التأكد منها.
4. خلوه من التناقضات.
5. يكون معقولًا عند الربط بين المتغيرات، مثلًا: لا
يعقل ربط ارتفاع نسبة ولادة الذكور بثقافة المرأة!.
6. الربط بين الفرضيات الجديدة والفرضيات التي سبق بحثها،
لا يعقل أن يضع كل باحث فرضياته دون الرجوع للفروض السابقة.
7. تكون الفرضيات شاملة لكل أسئلة البحث.
8. ليس ضروريًا أن تتطابق نتائج البحث مع الفرضيات.
النظرية في الأبحاث الاجتماعية:
تعرف النظرية: "مجموعة مترابطة تكوّن نسقًا
من المفاهيم الاجتماعية".
النظرية
الاجتماعية تتسم بالتعدد، فلا يوجد نظرية واحدة، هذا التعدد لا يعد عيبًا في العلوم
الاجتماعية، إنما هو لإثرائها.
دور النظرية في البحث
الاجتماعي:
1.
تسهم
في اختيار جوانب محددة من الظاهرة محل الدراسة، فالبطالة يمكن دراستها من زاوية
اجتماعية أو اقتصادية.
2.
تزود
البحث بإطار مفاهيمي حول الظاهرة محل الدراسة.
3.
تعطي
أفكارًا عامة عن الظاهرة محل الدراسة، مثلًا: الصراع بين طبقتي الرأسمالية،
والبروليتاريا ارتبط بالنظرية الماركسية.
4.
تعطي
الباحث إمكانية التنبؤ بالحقائق.
دور
البحث في النظرية:
1. يسهم
البحث في بناء النظرية.
2.
يسهم
البحث في فحص النظرية الموجودة.
3.
يسهم
البحث في إعادة صياغة النظرية الموجودة.
استخدامات النظرية:
1.
اقتراح
حل لمشكلة البحث.
2.
طرح
فرضيات من أجل الإجابة عليها.
3.
التزود
بنموذج مفاهيمي من أجل الظاهرة محل الدراسة.
4.
المساهمة
في تحديد البيانات المراد جمعها.
5.
تجعل
النظرية نتائج البحث واضحة.
أغراض النظرية:
1.
تنظم
نتائج الأبحاث الميدانية وتشرح الظاهرة.
2.
التنبؤ
بالظاهرة.
3.
تحفز
للقيام بأبحاث جديدة.
توظيف النظرية في البحوث الاجتماعية
المتأمل
إلى واقع البحث الاجتماعي لدى كثير من الباحثين والباحثات يلاحظ قصورًا واضحًا لديهم
في كيفية اختيار النظرية الاجتماعية وتوظيفها في البحث الاجتماعي... بعد اختيار الباحث
للنظرية المناسبة، ولضمان توظيفها توظيفًا علميًا، أنصح بإتباع الخطوات التالية:
أ. مرحلة عرض مختصر جامع للنظرية:
ابدأ
بعرض مختصر جامع للنظرية، يشمل: (النشأة، فكرة النظرية، فرضياتها أو تساؤلاتها، أبرز
رموزها، التغيرات التي صاحبت ظهورها). يكون ذلك في حدود عشرة إلى ثمانية عشر سطرًا.
ب. مرحلة توظيف النظرية المباشر:
بعد تقديم
عرض موجز وشامل للنظرية كما في الخطوة (أ) تبدأ مرحلة توظيف النظرية. يأتي توظيف النظرية
من قدرة الباحث على ربط أفكار البحث بمضمون النظرية ربطًا مباشرًا؛ ليتفق مع موضوع
البحث، ويكون ذلك في حدود خمسة إلى عشرة أسطر.
لكي
تتضح الفكرة سنورد مثالين في كيفية توظيف النظرية:
مثال| العنف الأسري من وجهة نظر الاتجاه الوظيفي :
أ. عرض مرحلة مختصر الجامع للنظرية الوظيفية:
تعتبر
النظرية الوظيفية من اتجاهات علم الاجتماع الرئيسية، حيث ترجع أصولها إلى نظرية
الجشطلت النفسية، فقد بدأ ظهورها كاتجاه في علم الاجتماع في
القرن التاسع عشر، وصاحب ظهورها تغيرات واضطرابات في المجتمع الأوروبي، تحديدًا
الثورة الفرنسية، مما ساهم في بلورة أفكارها الرئيسية، من أبرز روادها: أوجست كونت،
دوركايم، ماكس فيبر، بارسونز، ميرتون، وغيرهم، وقد انطلقت النظرية من تساؤلات
رئيسة، هي:
·
مم
يتكون المجتمع؟
·
كيف
تتم المحافظة على المجتمع؟
·
ما هي
الأسباب المؤدية لاستقرار وتماسك المجتمع؟
يرى
أنصار الاتجاه الوظيفي أن المجتمع عبارة عن منظومة متكاملة من النظم والمؤسسات
الاجتماعية تؤدي وظائف محددة، هدفها المحافظة على استقرار المجتمع، فالمجتمع، ـ من
وجه نظرهم ـ، مجموعة أنساق مترابطة مع بعضها البعض، فأي تغيير يحدث في جزء يؤثر في
الجزء الآخر.
ب. مرحلة التوظيف:
من
خلال ما سبق، ينظر رواد النظرية الوظيفية إلى العنف أنه يحدث نتيجة خلل يصيب
البناء الاجتماعي أو يصيب أحد أجزاءه، فيؤدي إلى وجود علاقات أسرية مضطربة تؤثر
سلبًا على بناء الأسرة، فينتج عنه عنف بين أفراد الأسرة بمختلف أشكاله نتيجة الخلل
الذي أصاب البناء الأسري.
هذا هو
توظيف النظرية الاجتماعية في البحث بكل بساطة، إذا لاحظت الباحث لم يأتِ بشيء جديد
سوى استخدام منطلقات النظرية، التي تركز على النظام والاستقرار.
المرجع| بسام أبو عليان، تصميم البحوث الاجتماعية، 2019.
تعليقات
إرسال تعليق