التخطي إلى المحتوى الرئيسي

علم الاجتماع السياسي| الأحزاب السياسية وجماعات الضغط

مدرس المساق
أ. بسام أبو عليان
محاضر بقسم الاجتماع ـ جامعة الأقصى
تلعب الأحزاب السياسية دورًا أساسيًا في الحياة السياسية، بل في الحياة الاجتماعية عامة، خاصة في النظم الديمقراطية الليبرالية، حيث ينظر كثير من علماء السياسة لوجود الأحزاب في الدولة دليل على ديمقراطيتها، فالأحزاب جزء لا يتجزأ من العملية الديمقراطية، ومن أهم الشروط التي يجب توافرها في النظم الديمقراطية، بمعنى آخر يمكن القول: "لا ديمقراطية بدون تعدد حزبي".
تعريف الحزب السياسي:
تعددت تعريفات الأحزاب السياسية، هذا راجع لتعدد الأيديولوجيات، وتطور النظرة لوظيفة الحزب ومهامه، والزاوية التي ينظر منها إليه.
·   الفكر الليبرالي: ركز على الجانب العملي، والهدف النهائي للحزب، هو: الوصول للسلطة، والمشاركة في صنع القرار.
· الفكر الماركسي: ركز على التكوين الاجتماعي للحزب، والارتباطات الاقتصادية لأعضائه. الحزب في الفكر الماركسي يرتكز على طبقة العمال ويمثل قاعدتها.
· الفكر العربي: يقترب في تعريفاته مع الفكر الليبرالي، منها: "جماعة متحدة من الأفراد تعمل بمختلف الوسائل الديمقراطية للفوز بالحكم، لتنفيذ برنامج سياسي معين".
من التعريفات السابقة نستنبط العناصر التي يجب توافرها عند تشكيل الحزب، هي:
1-  الجماهير: لا بد لكل حزب قاعدة جماهيرية. كلما كانت القاعدة الجماهيرية كبيرة كان وصوله للسلطة أسهل.
2-   وحدة المبادئ: من يريد الانتماء لحزب ما عليه تفهم مبادئه وعقيدته أولًا.
3-   وحدة التنظيم: يتوقف نجاح الحزب على أساس تنظيمه وضبطه.
4-  وحدة القيادة: لكل حزب سياسي قيادة، فالجماهير تنقاد وراء الزعماء والقادة.
5-  الوصول للسلطة: كل حزب يطمح للوصول إلى السلطة، فعن طريقها يستطيع تطبيق برامجه.
أسباب ظهور الأحزاب السياسية:
إذا تتبعنا الجذور التاريخية للأحزاب السياسية، فإنها تعود إلى القرن التاسع عشر، فقد أرجع (موريس دوفرجيه) تاريخ الأحزاب الحقيقي إلى سنة 1850م.
السؤال ما هي أسباب ظهور الأحزاب السياسية؟
يمكن إرجاعها لواحد من الأسباب الآتية:
1-  ارتبط ظهور الأحزاب السياسية بالبرلمانات: مع وجود البرلمانات ظهرت الكتل النيابية التي كانت نواة بزوغ الأحزاب من حيث التعاون الذي نشأ بين الأعضاء المتشابهين في الأفكار أو المصالح. مع مرور الوقت تلمَّس هؤلاء حتمية العمل المشترك خاصة مع تعاظم دور البرلمان في النظم السياسية، فبدأ نشاط تلك الكتل خارج البرلمان من أجل التأثير على الرأي العام.
2-  ارتبط ظهور الأحزاب السياسية بالتجارب الانتخابية: بدأت هذه التجارب مع حلول الانتخابات بدلًا عن مقاعد الوراثة، ومقاعد النبلاء. في البداية كان التواجد خارج البرلمان، ثم أصبح داخله. سعت الأحزاب لتكوين هياكل تنظيمية دائمة لكسب الأعضاء، ومراقبة عمل البرلمان والسلطة التنفيذية.
3-  ظهور المنظمات الشبابية، والفكرية، والنقابات: سعت تلك المنظمات لتنظيم نفسها كونها جماعات مصالح تسعى لتحقيق مصالح أعضائها. أبرز الأمثلة على ذلك: "حزب العمال البريطاني" الذي نشأ في كنف نقابات العمال، وأحزاب الفلاحين في بعض الدول الاسكندنافية[1] كان أصلها جمعيات فلاحية. والأحزاب المسيحية الأوروبية كانت جمعيات مسيحية.
4-  ارتبط نشأة الأحزاب السياسية (أحيانًا) بأزمات التنمية السياسية: فأزمات (الشرعية، والمشاركة، والاندماج) تؤدي لنشوء العديد من الأحزاب. من الأحزاب التي نشأت بموجب أزمة الشرعية الأحزاب الفرنسية إبان الحكم الملكي أواخر القرن الثامن عشر.
5- ظهور الأحزاب لمواجهة الاستعمار والتحرر منه: هذا الأمر الذي يمكن تلمسه بشكل واضح في فلسطين في ظهور حركات مثل: فتح، والجبهة الشعبية، والجهاد الإسلامي، وحماس... إلخ.
أهداف الأحزاب السياسية:
v    تأطير الانتخابات: تلعب الأحزاب دورًا كبيرًا في تنظيم العلاقة بين الناخبين والمرشحين.
v  توسيع دائرة المشاركة السياسية: تعتبر الأحزاب إحدى أدوات العمليات السياسية في المجتمع الديمقراطي، من خلالها يتمكن الفرد من المشاركة بفاعلية في الشؤون العامة من خلال الممارسة النقدية، والتأثير أو الضغط على القائمين بتلك الشؤون.
v  نشر الثقافة السياسية في الأوساط الشعبية: تعتبر الأحزاب مؤسسات تثقيفية وتوجيهية تعمل على إيصال المعلومات السياسية، ونشر الأيديولوجيات، ومناقشتها بين الجماهير بطرق بسيطة، مما يساعد على تكوين ثقافة سياسية عامة لديه، وإيقاظ الوعي السياسي، وتشكيل رأي عام حول العديد من القضايا السياسية.
v    العمل على تحقيق الوحدة الوطنية: وجود الأحزاب المتنافسة من أجل المصلحة العامة يسهل من إمكانية التوفيق بين الاتجاهات المتباينة، ويساعد على إيجاد الحلول التي تدفع باتجاه تحقيق الوحدة الوطنية والقومية.
v    الحصول على تأييد الجماعات والأفراد بغية الوصول إلى السلطة بالوسائل السلمية: حيث تقوم الأحزاب باختيار مرشحيها في الانتخابات لتمثيلها، وتراقب الحكومة, وتشريع ما تريده من قوانين.
أنواع الأحزاب السياسية:
1.    الأحزاب المنظمة وغير المنظمة:
v الأحزاب المنظمة: تملك هيكلية داخلية مترابطة، قائمة على التسلسل في الوظائف والمسؤوليات. يلتزم أعضاؤها بأيديولوجية الحزب وبرنامجه السياسي، خاصة فيما يتعلق بالتصويت على مشاريع القوانين في البرلمان، حيث تطلب قيادة الحزب من جميع الأعضاء الالتزام والتصويت بشكل موحد. من أمثلتها: حزبا (العمال، والمحافظين) في بريطانيا.
v  الأحزاب غير المنظمة: لا تملك بنية داخلية متماسكة بسبب تباعد الاتجاهات داخل الحزب، أو بهدف ترك المجال أمام المتحزبين للتعبير عن آرائهم بحرية. تترك الحرية لأعضائها للتصويت حسب ما يرضيهم. من أمثلتها الحزب الجمهوري والديمقراطي في أمريكا.
2.    الأحزاب الليبرالية والاستبدادية:
v  الأحزاب الليبرالية: تؤمن بالتعددية ومتسامحة، توجد في الأنظمة الديمقراطية. هي أحزاب رأي تجمع أشخاص يؤمنون بنفس الآراء السياسية. لا تدعو لتغيير السلطة بالعنف، وتؤمن بالتغيير الديمقراطي. من أمثلتها الحزب المحافظ والعمال في بريطانيا.
v  الأحزاب الاستبدادية: تمنع التعددية الحزبية، تهدف لإصلاح المجتمع من خلال الثورة، هي أحزاب شمولية تهدف لقيام دولة شمولية تشمل سلطاتها كل المجالات الحياة دون قيود، وترفض الأحزاب المعارضة. من أمثلتها: الحزب النازي.
3.    الأحزاب الصغيرة و الأحزاب الكبيرة:
v  الأحزاب الصغيرة: عدد أتباعها قليل، تمثل نسبة ضئيلة من الرأي العام. قد تكون مرنة أو جامدة. جامدة، أي لا تتحالف في البرلمان مع أحزاب أخرى، أما المرنة تتحالف مع أحزاب أخرى لمواجهة الخصم.
v  الأحزاب الكبيرة: تعتبر أحزاب متسامحة بعيدة عن الإيديولوجيات المتطرفة، تضطر لقبول عدة تيارات سياسية داخلها، هذه التيارات تتصارع فيما بينها ديمقراطيًا داخل الحزب. تطمح للوصول إلى السلطة لذا تعمل على كسب أكبر عدد ممكن من المواطنين خاصة في الانتخابات.
تصنيف الأحزاب السياسية:
صنف "موريس دوفرجيه" الأحزاب السياسية إلى: (أحزاب النخبة، وأحزاب الجماهير)، ثم أضاف تصنيفًا: (الأحزاب الجامدة، والأحزاب المرنة)، أما "جون شارلو" فقد صنفها إلى:
1)  أحزاب الأعيان: تضم شخصيات بارزة تتمتع بقوة اقتصادية، واجتماعية، وسياسية تؤهلها لتمويل الحملات الانتخابية لمرشحي الحزب.
2)  أحزاب المناضلين: تعطي اهتمامًا كبيرًا للمنتسبين، يدفعون اشتراكات للحزب قد تكون شهرية، أو نصف سنوية، أو سنوية. يبذلون نشاطًا لمصلحة الحزب، هؤلاء المناضلين يمارسون تأثيرًا كبيرًا في نجاح الحزب واتخاذ قراراته.
3)  أحزاب التجمع: تهتم بالناخبين الذين يناصرون الحزب في معركته الانتخابية، هذه الأحزاب غير طبقية، تهدف لتعبئة الناخبين من أصل اجتماعي ومهني وعرقي مختلف.
تصنيف الأحزاب السياسية العربية:
§   أحزاب الكوادر: تعارض النظام القائم، تتسم أيديولوجيتها بالثورية، ترفض المنافسة الحزبية، نخبتها من المثقفين والموظفين.
§   أحزاب الحركة الوطنية: ظهرت كرد فعل على الاحتلال، هدفها الاستقلال، تنتشر في الريف أكثر من الحضر، كان للشخصية الكاريزمية دورًا هامًا في تكوينها.
§   أحزاب النظام الحاكم: شكلتها النظم العسكرية في خمسينات وستينات القرن الماضي عندما شعرت بحاجتها لقاعدة شعبية منظمة. بحكم نشأتها ارتبطت بالنظام الحكام وعارضت المنافسة الحزبية.
الإضافة إلى التصنيفات السابقة هناك تصنيفات أخرى:
§        الأحزاب الأيديولوجية: تتمسك بأيديولوجيات محددة، مثل: الأحزاب الاشتراكية، والدينية.
§    الأحزاب البراجماتية: تنظيم حزبي له برنامج سياسي يتصف بالمرونة مع متغيرات الواقع، بمعنى إمكانية تغيير البرنامج للحزب وفقًا لتطورات الظروف.
§    أحزاب الأشخاص: ترتبط بشخص مؤسس الحزب يقوده ويحدد مساره. الانتماء للزعيم المؤسس مرده قدرته الكاريزمية، أو الطابع القبلي، أو الانتماء الطبقي. تظهر تلك الأحزاب في بعض البلدان العربية، وأمريكا اللاتينية.
أنواع النظم الحزبية:
 أولًا| نظام الحزب الواحد :
غير تنافسي، يجعل الحزب محتكرًا للعمل السياسي، ابتدعته (الماركسية، والنازية، والفاشية)، انتشر في بلدان العالم الثالث، لكن هجرته الكثير من تلك الدول انسجامًا مع التطورات الديمقراطية التي حصلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
ثانيًا| نظام الثنائية الحزبية:
يقوم على أساس وجود حزبين كبيرين في الدولة يتنافسان على الحكم، يفوز أحدهما بالسلطة، ويكون الآخر في المعارضة. مثل: أمريكا تطبيق نظام الحزبين (الجمهوري، والديمقراطي)، مع وجود أحزاب صغيرة غير قادرة على منافستهما.
ثالثًا: نظام التعددية الحزبية:
يقوم هذا النظام على وجود ثلاثة أحزاب أو أكثر تتنافس من أجل الوصول إلى السلطة. وقد تبنت الكثير من الدول هذا النظام مثل: فرنسا، ولبنان، وتركيا... إلخ.
وظائف الأحزاب السياسية:
1.    التعبير عن اهتمامات الناس ومطالبهم العامة، تقوم بنقل رغبات الناس إلى الحكومة، وإيصال رأي الحكومة إلى الشعب.
2.   تعتبر صمام الأمان لمراقبة أداء الحكومة، فإذا حاولت الحكومة تنفيذ سياسات لا تخدم الشعب تتصد لها. فالأحزاب السياسية توجه الرأي العام حول سياسة الحكومة.
3.    مسؤولة عن تجنيد وتدريب المرشحين السياسيين لخوض الانتخابات.
4.    تساهم في صنع السياسة العامة من خلال وجودها في الحكومة، فكل حزب له برنامج سياسي يحاول تحقيقه من خلال وجوده في الحكم.
جماعات الضغط
تعتبر جماعات الضغط ظاهرة اجتماعية سياسية قديمة زادت أهميتها في العقود الأخيرة، يرجع ذلك لتطورها وتدخلها في مجالات كثيرة في الدولة. تختلف جماعات الضغط عن الأحزاب السياسية، حيث أن المصلحة الخاصة هي محور عملها، تتميز بالذكاء، والتحرك السريع في كل مكان وفى الوقت المناسب، وإقامة شبكة علاقات واسعة، واستخدام أساليب مختلفة لتحقيق مصالحها، ولا تشارك في المناصب العامة، ولا الانتخابات، بمعنى لا تسعى للوصول إلى السلطة على عكس الأحزاب السياسية.
تعريف جماعات الضغط:
v    "جماعات قد تكون منظمة أو غير منظمة تستخدم أساليب معينة من أجل الضغط على الحكومة".
v  "تنظيم قائم للدفاع عن مصالح معينة، ويمارس ضغطًا على السلطة العامة بهدف الوصول إلى قرارات ومصالح لتلك الجماعات".
شروط تكوين جماعات الضغط:
1.    شعور يوحد أفراد الجماعة من أجل الدفاع عن مصالح معينة.
2.    وجود تنظيم ينظم العلاقة بين أفراد الجماعة.
3.    قدرة الجماعة على ممارسة الضغط على السلطات العامة لتحقق مصالحها.
أنواع جماعات الضغط حسب المجال:
v   جماعات الضغط السياسي: ذات مصالح سياسية، تكوِّن علاقات مع رجال السلطة، وتمارس الضغط على الحكومة للحصول على مزيد من الامتيازات. مثل: اللوبي الصهيوني في أمريكا.
v  جماعات الضغط شبه السياسي: تستعمل النشاط السياسي كوسيلة لتحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية، مثل: النقابات العمالية.
v  جماعات الضغط الإنسانية: تنشط بقصد الحصول على إعانات مالية وقانونية لصالحها، مثل: الجمعيات الخيرية.
وسائل التأثير التي تستخدمها جماعات الضغط:
‌أ.       الإقناع: من خلاله الإقناع تسعى لكسب الأتباع، وإقناع الحكومات بأهدافها عبر اللقاءات الخاصة والعامة، ووسائل الإعلام. تستعين بأصحاب الخبرة في كل المجالات، وتؤثر على الحكومة والبرلمان بتقديم معلومات وبحوث مستندة على الأرقام بغرض الإقناع.
‌ب.  التهديد: تستخدم التهديد بهدف الضغط على الحكومة، كإرسال الرسائل والبرقيات، ومقابلة الأشخاص المطلوب التأثير عليهم. يأخذ التهديد أشكالًا متعددة منها: التهديد بسحب الثقة من أعضاء البرلمان، وعدم تأييد العضو الرافض في المستقبل، والقتل، وخلق أزمات مالية للحكومات.



[1] هي شبه جزيرة تقع في شمال القارة الأوروبية تتكون من الممالك التالية: (الدنمارك، والنرويج، والسويد)، أحيانًا تشمل دول أخرى مثل: (فنلندا، وأيسلندا، وجزر فارو). ذلك للتقارب التاريخي، والحضاري، والعلاقات الثقافية التي تربط هذه الدول مع بعضها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علم الاجتماع الحضري| الاتجاهات النظرية الكلاسيكية في علم الاجتماع الحضري

د. بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى الاتجاهات النظالكلاسيكية في علم الاجتماع الحضري: يمكن التمييز بين اتجاهين نظريين كلاسيكيين في علم الاجتماع الحضري درسا المدينة وظاهرة التحضر، هما: الاتجاه المحافظ، والاتجاه الراديكالي. أولًا| الاتجاه المحافظ: |      المبدأ الأساسي الذي يحكم المجتمع، هو: الثبات، والاستقرار، والنظام. |      من علماء الاتجاه المحافظ: ‌أ.         أوجست كونت: اهتم بقانون المراحل الثلاث (اللاهوتية، والميتافيزيقية، والوضعية)، وقارن بين الاستاتيكا والديناميكا الاجتماعية. ‌ب.    إميل دوركايم: اهتم بموضوعات، مثل: تقسيم العمل، والانتحار، والدين، والتضامن الآلي والتضامن العضوي. ‌ج.    ماكس فيبر: اهتم بأنماط السلطة الثلاث: (التقليدية، والكاريزمية، والقانونية)، ودرس موضوعات: البيروقراطية، والرأسمالية، والدين، والفعل الاجتماعي. وربط بين تطور المدينة والتغيرات التي طرأت الثقافة الغربية. ثانيًا| الاتجاه الراديكالي: |      ركز على الصراع الطبقي، وانتقا...

علم الاجتماع العائلي| مدخل نظري

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى تعريف علم الاجتماع العائلي: v     وليم كوود: "هو العلم الذي يدرس الجذور الاجتماعية للعائلة، وأثرها في المجتمع والبناء الاجتماعي" [1] . v     رونالد فليجر: "العلم الذي يدرس العلاقة المتفاعلة بين العائلة والمجتمع" [2] . v     تالكوت بارسونز: "العلم الذي يدرس العائلة دراسة اجتماعية، ودراسة أنساقها العمودية والأفقية، ونظم الاتصال الموجودة فيها مع نظامي السلطة والمنزلة" [3] . v   "أحد فروع علم الاجتماع العام، يهتم بدراسة الأسرة وما يتعلق بها من ظواهر؛ بهدف تفسيرها وتحليلها، ودراسة مشكلات الأسرة بهدف حلها أو الحد منها". أهداف علم الاجتماع العائلي [4] : 1.     تقوية علاقة الفرد بالأسرة من جهة، والمجتمع المحلي من جهة أخرى. 2.     دراسة المشكلات الأسرية؛ بهدف حلها أو الحد منها بطرق علمية واقعية. 3.     جعل الأسرة متكيفة مع التغيرات الاجتماعية الحاصلة في المجتمع. 4.     تعميق وعي الأسرة بأدوارها الأساسية و...

خدمة الجماعة| أساسيات خدمة الجماعة - ج1

  د. بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع - جامعة الأقصى أساسيات خدمة الجماعة تعريف خدمة الجماعة: خدمة الجماعة هي إحدى طرق الخدمة الاجتماعية، تعتمد في عملها على "الجماعة" كوحدة أساسية، تسعى من خلالها إلى تنمية شخصية الفرد باعتباره عضوًا في الجماعة، وتساعده على تحقيق تكيفه واندماجه مع محيطه الاجتماعي من خلال تفاعله مع أعضاء الجماعة تأثيرًا وتأثرًا، ومن خلال الجماعة يتعلم الفرد أنماط السلوك المختلفة، ويكتسب المهارات الحياتية المتنوعة، وتغرس فيه القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية، ويتعلم المبادرات الاجتماعية، والعمل التطوعي، ويكوِّن اتجاهاته تجاه قضايا ومشكلات المجتمع... إلخ، كل ذلك ليكون عضوًا إيجابيًا وفعالًا في المجتمع. لتحقيق هذه الغايات توظف خدمة الجماعة الإمكانيات المتاحة في كل من الفرد، والجماعة، والمؤسسة الاجتماعية، والمجتمع. لم تقتصر ممارسة خدمة الجماعة على مجال محدد، بل تمارس في مجالات اجتماعية كثيرة، منها: الأطفال، والمراهقين، والشباب، والمرأة، والمسنين، والمعاقين، والمرضى النفسيين، والمرضى العقليين، والسجناء، والأحداث، وأطفال الشوارع، والمدمنين... إلخ. كما ...