أولًا| أنواع البحث الاجتماعي:
1. البحث الأساسي: الباحث
حر في اختيار موضوع بحثه، ليس بالضرورة توجد مشكلة يسعى لحلها، يهتم بإنتاج معرفة
جديدة، يطلق عليه: "دراسة"؛ لأنه بالجانب النظري.
2. البحث التطبيقي: يهتم
بالجانب العملي والتطبيقي، فيطبق ما توصل له البحث الأساس، ويبحث عن حل للمشكلات.
3. البحث التنقيبي: يسعى
الباحث للتنقيب عن حقائق موجودة مسبقًا دون تعميم النتائج، مثلًا: باحث يريد كتابة
سيرة أحد الزعماء السياسيين، فإنه ينقب عما كُتِبَ عنه في الكتب والصحف والمجلات
والمؤتمرات والمذكرات, ويطَّلع على خطاباته ومذكراته وقراراته، وتتبع المحطات
المهمة في حياته الأسرية والفكرية والعلمية والسياسية. فإذا فسر الباحث هذه المعلومات
أو عمم نتائجها يخرج من دائرة البحث التنقيبي وينتقل لنوع آخر من البحوث. يكثر
استخدام البحث التنقيبي في الدراسات الأثرية، والأنثروبولوجية، والتاريخية.
4. البحث التصنيفي: يصنف
وحدات البحث الاجتماعي؛ من أجل توضيح الفروق وتفسير العلاقات الاجتماعية.
5. البحث الاستطلاعي (الاستكشافي):
في المجتمعات التي تندر فيها الأبحاث الاجتماعية يقف الباحث أمام ظواهر كثيرة
جديرة بالبحث، لكن لا تتوفر معلومات كافية عنها تناسب أهمية البحث، بالتالي لابد
من استطلاع أبعاد الظاهرة محل الدراسة. يجب أن يتسم الباحث بالمرونة عند صياغة
مشكلة البحث، ويزور مجتمع البحث، ويركز على الملاحظة، يصيغ فرضيات وليس تساؤلات، ولا
يجوز له اصطحاب الاستبيان في الزيارة الأولى، ويمكنه استخدام المقابلة المفتوحة
والعشوائية.
6. البحث الوصفي: يهدف
لوصف الظاهرة دون تفسير أو تحليل أو تبرير، يلجأ له الباحث عندما يكون على دراية بجوانب
الظاهرة. أحيانًا لا يقف البحث عند حد الوصف، بل يحللها ويفسرها، في هذه الحالة يسمى:
"بحث وصفي تقويمي". من الأبحاث الوصفية: الدراسات المسحية، ودراسة
الحالة، والدراسات التطورية.
7. البحث المقارن: يهدف
إلى تحديد أوجه الشبه والاختلاف بين وحدات البحث.
8. البحث التفسيري: يستند
على الاستدلال المنطقي؛ لتفسير العلاقة بين متغيرات البحث. يعتمد الباحث على
الأفكار أكثر من الحقائق، وهذا يتطلب منه أن يتمتع بالفطنة، والملاحظات الدقيقة،
والخبرة، وقوة الحجة والمنطق.
البحث
التفسيري من أكثر الأبحاث انتشارًا في العلوم الاجتماعية، لاسيما في الفلسفة،
والمنطق، والأدب.
9. البحث السببي: يهدف
إلى كشف العلاقة السببية بين متغيرات البحث.
10.
بحث
اختبار نظرية: يهدف إلى اختبار صدق نظرية ما.
11.
البحث
التجريبي: يتكون من متغيرين أو أكثر، الأول: مستقل، والآخر:
تابع، كلما تحرك الأول تحرك الثاني سواء بالإيجاب أو السلب، مثلًا: لو باحثًا درس
"العلاقة بين كبر حجم الأسرة والزواج المبكر"، يضع فرضًا: (كلما كبر حجم
الأسرة زوّج الآباء بناتهم مبكرًا). في هذه الحالة على الباحث أخذ عينتين من الأسر
حتى يتأكد من صحة الفرض: عينة من الأسر الكبيرة، وأخرى من الأسر الصغيرة؛ حتى يمكنه
التأكد من صحة الفرض من خلال الدراسة الميدانية.
12.
البحث
التقويمي: يستخدم لتقويم ملائمة برامج معينة، وبيان مدى
أهميتها.
13. البحث الكامل: يسعى
لحل المشكلة واستخلاص تعميمات، يشمل البحثان التنقيبي والتفسيري، حيث يوظف الأول
في جمع المعلومات، والآخر في الاستدلال المنطقي.
14.
أبحاث من حيث الهدف:
أ-
أبحاث
تسعى لبناء نظريات علمية وقوانين تفسر الظواهر الاجتماعية.
ب-
أبحاث
تسعى لتحقيق أهداف اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وتعليمية، وصحية... إلخ.
ج-
أبحاث
تسعى لإشباع حاجات شخصية للباحث كالحصول على درجة علمية، أو الحصول على ترقية
وظيفية.
د-
أبحاث
لتلبية دوافع غريزة المعرفة.
15.
أبحاث الجامعة:
أ. بحث التخرج: تفرضه
بعض الكليات على طلبة السنة الأخيرة في درجة البكالوريوس أو الليسانس[1]،
يتراوح عدد صفحاته بين خمسين ومائة صفحة، يهدف إلى: تدريب الطالب على التفكير، والنقد
الحر، وتعلم مهارات البحث، وكيفية التعامل مع مصادر المعلومات، وأسلوب الاقتباس
والتوثيق، وترتيب الأفكار وتسلسلها... إلخ. لا يرجى من الطالب أن يأتي بجديد. عادة
يدرج بحث التخرج تحت البحث التنقيبي.
ب. الرسالة: مرحلة
ثانية في البحوث الجامعية، تقدم من أجل الحصول على درجة "الماجستير"،
يتراوح عدد صفحاتها بين مائة ومائتي صفحة، تهدف لابتكار شيء جديد، أو ترتيب جديد
لموضوع سبق بحثه. تُناقش أمام لجنة علمية من أهل الاختصاص بحضور الطالب صاحب
الرسالة وجمهور المهتمين.
ج. الأطروحة: تقدم
من أجل الحصول على درجة "الدكتوراه"، تهدف لابتكار شيء جديد، أو ترتيب
جديد لموضوع سبق بحثه معتمدًا على أفكار جديدة، يتجاوز عدد صفحاتها مائتي صفحة.
تتميز أنها امتداد لرسالة الماجستير، أو هي التخصص الأدق، أو التعمق في الرأي. ما
تطرحه الأطروحة يكون أوضح وأقوى مما قُدم في الرسالة، وتعتمد على عدد أكبر من
المصادر والمراجع العلمية، وتحتاج إلى براعة في التحليل، والتركيب، وتنظيم المادة
العلمية. تناقش الأطروحة أمام لجنة علمية من أهل الاختصاص، بحضور الطالب صاحب
الأطروحة، وجمهور المهتمين.
ثانيًًا| مجالات البحث:
أولًا|
المجال الزمني:
ينقسم
المجال الزمني إلى قسمين، هما:
أ.
المجال
الزمني الخاص بالظاهرة:
يهتم
الباحث بتتبع تاريخ الظاهرة من خلال الإجابة على التساؤلات الآتية: متى تشكلت
الظاهرة؟، ما هي الظروف التي تشكلت فيها؟، ما هي العوامل التي ساهمت في انتشارها؟.
بمعنى آخر، يهتم الباحث بالبُعد التاريخي للظاهرة، وهذا الأمر يختلف باختلاف
مشكلة البحث. مثلًا: باحث يريد دراسة ظاهرة "تعاطي المخدرات في قطاع
غزة"، وآخر يريد دراسة "عمالة الأنفاق في قطاع غزة". اهتمام الأول بتاريخ
التعاطي سيكون أعمق من الآخر كون عمالة الأنفاق ظاهرة حديثة، ولخروج الأول من مأزق
كبر المدة فقد يقيدها بفترة محدد، كأن تكون في الفترة (2000-2017م).
ب. المجال الزمني الخاص بالباحث:
يهتم
الباحث بالفترة الزمنية التي يستغرقها البحث. هذا المجال يختلف من باحث لآخر حسب
موضوع وأهداف وأدوات البحث، والفترة الزمنية الخاصة بالظاهرة. لذلك على الباحث تحديد
الفترة الزمنية المناسبة، ويضع في الاعتبار الصعوبات التي يمكن أن تواجهه أثناء
البحث، مثل: قلة المصادر، عدم تمكنه من الحصول على البيانات المطلوبة، وصعوبات
السفر، وضعف الجانب المادي... إلخ.
ثانيًا| المجال الجغرافي:
المجال
الجغرافي: "هو بقعة جغرافية تجري الدراسة على سكانها أو جزء منهم".
الذي
يحدد طبيعة المجال الجغرافي نوع وموضوع البحث، كما أن مساحة المجال الجغرافي تتحكم
في مدى تعميم نتائج البحث، فإذا أجري البحث على منطقة صغيرة ليس بالضرورة أن تنسحب
نتائجه على كل الامتداد الجغرافي. مثلًا: نتائج بحث أجري في إحدى مدن الضفة
الغربية ليس بالضرورة أن تطبق نتائجه على كل مدن فلسطين رغم انتمائها لنفس البقعة
الجغرافية (فلسطين).
ثالثًا| المجال البشري:
هو
مجموع الأفراد أو الجماعات التي سيقوم الباحث بدراستها، وهو ما يعرف بـ:
"عينة البحث".
العيـنـة
تعريف العينة:
"اختيار
فئة تمثل مجتمع البحث يراعى فيها التمثيل الصحيح، يجري عليها البحث، ثم تعمم
النتائج على جميع وحدات المجتمع أو الحالات المشابهة".
مجتمع
البحث: "هو مجموع الأفراد الذين يكوّنون موضوع البحث".
هدف البحث
هو: التعرف على قضايا المجتمع ومشكلاته، وإيجاد حلول مناسبة لها، أو وضع نظريات
تكشف ما كان مجهولًا من حقائق، إلا أن الباحث عندما يتناول مشكلة اجتماعية لا يستطيع
التواصل مع كل من لهم صلة بموضوع البحث؛ لأن ذلك يستنفذ الكثير من جهده ووقته وماله،
لذلك يلجأ لاختيار عينة تمثل مجتمع الدراسة تمثيلًا صحيحًا؛ تطبق عليهم الدراسة.
مثلًا:
باحث يريد دراسة موضوع "مدى استخدام الزوجات لوسائل تنظيم النسل في محافظة رفح".
يتكون
مجتمع البحث من الزوجات المقيمات في محافظة رفح.
السؤال:
هل يستطيع الباحث التواصل مع كل مفردات مجتمع البحث؟ بالطبع، لا. فيلجأ لاختيار
عينة تمثل مجتمع البحث.
أسباب اختيار العينة:
1.
العينة
أقل تكلفة مادية وجهد بدني من المسح الشامل.
2.
العينة
تيسر الوصول إلى معلومات أكثر دقة وتفصيلًا.
3.
العينة
تناسب الباحث إن لم يتوفر لديه الوقت الكافي.
4.
العينة
إذا اختيرت بطريقة صحيحة ستمثل مجتمع البحث.
أ-
تحديد
مجتمع البحث الأصلي: افترض باحثًا يريد دراسة
"المشكلات التعليمية لدى طلبة المرحلة الثانوية شرق خانيونس". مجتمع
البحث يتكون من جميع طلبة المرحلة الثانوية (العاشر، والحادي عشر، والثاني عشر) شرق
خانيونس.
ب- تحديد أفراد المجتمع الأصلي للبحث: يكون
عن طريق إعداد قائمة بأسماء جميع أفراد مجتمع البحث. بالرجوع إلى المثال السابق، الباحث
اختار الصف الثاني عشر بفرعيه الأدبي والعلمي، عليه إعداد قائمة بأسماء طلبة الصف
الثاني عشر في المدارس الثانوية شرق خانيونس مستعينًا بسجلات الأسماء من مديرية
التربية والتعليم في المنطقة.
ج-
اختيار
عينة تمثل المجتمع الأصلي: بعد أن يحدد الباحث أفراد مجتمع
البحث، يختار منهم عينة ممثلة.
د-
اختيار
عدد كاف في العينة: يتحكم في هذه المسألة عدة
عوامل، هي:
v درجة التجانس أو التباين بين أفراد مجتمع البحث،
فإذا كان مجتمع البحث متجانسًا فأي عدد يمثل مجتمع البحث تمثيلًا صحيحًا، أما إذا
كان متباينًا يختار العينة وفق شروط محددة؛ لتمثل مجتمع البحث تمثيلًا صحيحًا.
v أسلوب البحث المتبع: هل هو مسح اجتماعي أو تجريبي؟.
في الأول تكون العينة كبيرة، في الثاني يتطلب وجود مجموعات تجريبية وضابطة.
v درجة الدقة المطلوبة: إذا أراد الباحث الحصول
على نتائج دقيقة لابد أن تكون العينة كبيرة.
حجم العينة:
يتوقف
حجم العينة على عدة اعتبارات، منها:
1. درجة تجانس المجتمع الأصلي: كلما
كان المجتمع متجانسًا أمكن تصغير حجم العينة، أما إن كان المجتمع غير متجانس من
ناحية: (العرق، أو الدين، أو الاتجاهات)، فيحتم على الباحث توسعة حجم العينة؛
لتمثل كافة شرائح المجتمع.
2. الاعتبارات المادية: كلما
كانت القدرة المادية للباحث ضعيفة لجأ لاختيار عينة صغيرة؛ حتى يتمكن من الاتصال
بكافة عناصرها دون عناء أو تعب.
3. عامل الزمن: كبر
حجم العينة احتاج الباحث لوقت أكبر؛ حتى يتواصل مع أفرادها. في الغالب يكون الباحث
مقيدًا بفترة زمنية محددة لإنجاز بحثه، لذلك يجب عليه مراعاة الفترة الزمنية التي
سينجز فيها البحث.
4. منهج وأدوات البحث: يتأثر
حجم العينة بطبيعة منهج البحث، وأدوات جمع البيانات. مثلًا: الذي سيجمع معلوماته
عن طريق المقابلة تكون عينته أقل ممن يجمع معلوماته عن طريق الاستبيان.
أنواع العينة:
1) العينة الاحتمالية، تضم:
¨ العينة العشوائية البسيطة.
¨ العينة العشوائية المنتظمة.
¨ العينة العشوائية الطبقية.
¨ العينة العنقودية.
2) العينة غير الاحتمالية، تضم:
¨ العينة العمدية.
¨ العينة التراكمية.
¨ العينة الفئوية النسبية.
فيما
يلي الحديث عن كل نوع من هذه الأنواع.
أولًا| العينة الاحتمالية:
أ-
العينة
العشوائية البسيطة:
يختار
الباحث العينة العشوائية وفق قواعد معروفة كالقرعة، أو الجدول العشوائي.
¨ القرعة: توضع
أوراق بأسماء مفردات مجتمع البحث في صندوق، ثم يسحب منها العدد المطلوب دون تمييز،
لكن يصعب تطبيقها على المجتمعات الكبيرة.
¨ الجدول العشوائي:
عبارة عن جدول معد مسبقًا بطريقة عشوائية، أي دون ترتيب تسلسلي للأرقام، في نفس
الوقت يعد جدولًا آخر بوحدات المجتمع الأصلي مرقم ترقيمًا تسلسليًا، ثم يبدأ الباحث
من نقطة في الجدول العشوائي، ليكن مثلًا الرقم (1)، فيأخذ الاسم (1) من جدول وحدات
المجتمع، ويكرر هذه العملية بوضع أصبعه بصورة عشوائية على الجدول العشوائي،
ويستخرج الاسم المقابل له في جدول الأسماء، ويبقى هكذا حتى يستخرج العدد المطلوب.
على
الرغم من سهولة اختيار العينة العشوائية البسيطة، إلا أنها قد لا تمثل مجتمع البحث
تمثيلًا صحيحًا، وتعتبر تكلفتها عالية إذا كانت العينة كبيرة، أو كانت مفردات
البحث موزعة على أماكن نائية ومتفرقة.
ب-
العينة
العشوائية المنتظمة:
تمتاز
بسهولة اختيار مفرداتها، حيث يقوم الباحث باختيار العنصر الأول من العينة بطريقة
عشوائية، ـ كما سبق بيانه ـ، ثم يختار بقية عناصر العينة بصورة منتظمة، بحيث يكون
الفارق بين كل وحدة والأخرى متساويًا. مثلًا: يريد الباحث عينة تمثل (10%) من
المجتمع الأصلي، ستكون النسبة (1:10)، بعدها يحدد نقطة البداية بصورة عشوائية. افترض
أنه اختار الرقم (7)، بذلك تكون العينة مكونة من الأسماء التي تحمل أرقام: (7، 17،
27، 37، 47، 57...). يمكن اللجوء للمعادلة الآتية لاحتساب مسافة الاختيار:
م أ= ن ع
ـــــــــ
ن م
م
أ = مسافة الاختيار.
ن
ع = حجم العينة المختارة.
ن
م = حجم مجتمع البحث.
مثال: حجم العينة (300) شخصًا، ومجتمع البحث (15.000)
شخصًا، تحسب مسافة الاختيار كالآتي:
م أ= 300 1
ـــــــــ = ـــــــــ
1500 50
أي كل
شخص في العينة يمثل (50) شخصًا في مجتمع البحث. افترض اختير رقم (5) كرقم عشوائي
أولي، اعتمادًا على مسافة اختيار واحد ستكون وحدات العينة (5، 55، 105، 155.....)
إلى أن يصل إلى العدد المطلوب (300) شخصًا.
ج-
العينة
العشوائية الطبقية:
يلجأ لها
عندما يكون مجتمع البحث غير متجانس من حيث: (العمر، النوع، الدين، المهنة، السكن).
تستخرج العينة الطبقية العشوائية بإتباع الخطوات الآتية:
¨ المعرفة الدقيقة للمجتمع الأصلي.
¨ تحديد عدد الوحدات المكونة للمجتمع، وهذا يتطلب
توفر قوائم بأسماء الوحدات المكونة للمجتمع الأصلي، ومعرفة عدد الوحدات لكل طبقة.
¨ تحديد حجم العينة المراد بحثها، وعدد الوحدات
المطلوبة من كل طبقة.
¨ اختيار الوحدات من القوائم بطريقة عشوائية أو
منتظمة.
د-
العينة
العنقودية (عينة التجمعات):
يلجأ لها
إذا كان المجتمع الأصلي كبيرًا، ويصعب إتباع أي من العينات السابقة. لو كان مجتمع
البحث منتشرًا على مساحة جغرافية شاسعة، أو لم تتوفر قوائم تفصيلية لجميع وحدات
المجتمع يتبع أسلوب المراحل المتعددة في اختيار العينة. هذه تحتاج إلى خرائط دقيقة
لمنطقة مجتمع البحث، حيث تقسم المنطقة إلى وحدات أولية يختار منها عينة عشوائية،
ثم تقسم الوحدات الأولية إلى وحدات صغيرة يختار منها عينة عشوائية، وهكذا. مثلًا:
يقسم الباحث المجتمع إلى أقاليم، والإقليم إلى مدن، والمدينة إلى أحياء، والحي إلى
شوارع، والشارع إلى مساكن.
ثانيًا| العينة غير الاحتمالية:
أ- العينة العمدية: يتعمد
الباحث أن تتكون العينة من وحدات محددة؛ لتوفر خصائص معينة فيها تفيد البحث، ولتمثل
مجتمع البحث تمثيلًا صحيحًا.
ب- العينة التراكمية: يختار
الباحث عينة صغيرًا من مجتمع البحث، ثم يحدد هؤلاء المبحوثين غيرهم للانضمام
إليهم، وهكذا.
ج- العينة الفئوية النسبية: تشبه
العينة الطبقية، إلا أن الباحث يختار عينة تمثل مختلف طبقات المجتمع، مراعيًا نسب تمثيلهم
في المجتمع.
انحراف العينة:
أسباب انحرافات العينة:
o
انحرافات
تعود إلى طريقة استخراج العينة.
o
انحرافات
خارجة عن طريقة استخراج العينة.
o
تعمد
إعطاء معلومات خاطئة.
فيما
يلي الحديث عن كل سبب من هذه الأسباب:
أولًا| انحرافات تعود إلى
طريقة استخراج العينة:
الباحث
حر في اختيار عينته، إلا أن هذه الطريقة قد تؤدي إلى نتائج خطيرة؛ لأن الباحث يخضع
فيها لتأثير عدة عوامل، منها:
1. الجوار: يختار عينة قريبة من سكنه أو مكان عمله.
2. التعاطف: يختار عينة تنتمي لثقافته أو ديانته،
أو طبقته الاجتماعية... إلخ.
3. الوجاهة: يختار عينة من وحدات تقع في أعلى السلم
الاجتماعي.
4. التحيز: يُقصِر العينة على عدد قليل من الوحدات المكونة
للمجتمع الأصلي، ويغض الطرف عن بقية المفردات.
ثانيًا| انحرافات خارجة عن طريقة
استخراج العينة:
يقع
الباحث في أخطاء لا ترجع إلى صفات العينة ولا طريقة اختيارها، لكنها تنسب إلى مصادر
متنوعة، منها:
أ-
أخطاء
مرتبطة بالباحث:
·
أخطاء
تقع أثناء تفريغ البيانات، أو تبويبها، أو إدخالها إلى الحاسب الآلي.
· غموض فقرة في سؤال، أو غموض سؤال بأكمله يجعل
إجابات المبحوثين متباينة كلٌ يجيب حسب فهمه، ويبتعدون عن مقصود الباحث من السؤال.
مثلًا:
تضمنت إحدى الأبحاث سؤالًا: (كم عدد الكتب الموجودة في منزلك؟)، لم يوضح ماذا يقصد
بالكتب. أكثر المبحوثين اعتبروا السؤال يشمل كافة الكتب بما فيها الكتب المدرسية. فريق
آخر قليل لم يرق له احتساب الكتب المدرسية، فجاءت النتيجة أن نسبة عالية من العينة
يحتفظون بالكتب في منازلهم، وقليل الذين لا يحتفظون بكتب في منازلهم.
ب-
أخطاء
مرتبطة بعينة البحث:
1) الغياب: عند
مرور الباحث على العينة قد يجد شخصًا غائبًا عن منزله لسبب ما، قد يكون غيابًا
مؤقتًا أو دائمًا. في هذه الحالة ينتقل إلى الشخص الذي يليه في القائمة باعتباره
مسحوبًا من القرعة. لكن إذا كثرت حالات الغياب فهذا يصيب العينة بالعشوائية. لتجنب
مسألة الغياب على الباحث اتخاذ خطوات احترازية، مثل: عدم تطبيق الاستبيان أو إجراء
المقابلة في الإجازات، وإذا كان غياب الشخص مؤقتًا يمكن الرجوع له في وقت آخر. لا
يجوز للباحث التخلي عن العنوان إلا بعد ثلاث زيارات غير مثمرة. تكمن المشكلة في
حالات الغياب الدائم بسبب: (الوفاة، الاعتقال، السفر، تغيير العنوان).
على
أية حال، سواء كان الغياب مؤقتًا أو دائمًا، يمكن للباحث استبدال المبحوث المتغيب
بشخص آخر مسحوبًا من القرعة من نفس الفئة (العمر، النوع، المهنة).
2) الرفض: من
حيث المبدأ لا يستطيع الباحث أن يجبر المبحوث على إجراء المقابلة أو تعبئة
الاستبيان، إلا في حالات محدودة كالتعداد السكاني. لذلك نجد عددًا من المبحوثين
يرفضون الإجابة على كل أو بعض الأسئلة، ومنهم من يرفض استقبال الباحث، ومنهم من يجيب
على أسئلة ويرفض بعضها.
من أشكال الرفض:
1. العمال المستقلون: مثل: (التجار، والمهنيون، والحرفيون)
هم أكثر الفئات رفضًا للمقابلات وتعبئة الاستبيانات؛ لأنهم مشغولون أغلب وقتهم،
ولا يكونوا جاهزين للإجابة على الاستبيانات.
2. المسنون: يخشون من دخول الغرباء إلى منازلهم.
3. بعض الزوجات: يرفضن استقبال الباحث في غياب
أزواجهن، وإذا حضر الزوج لا يجبن إلا بعد موافقته، أو يقوم الزوج بالإجابة نيابة
عن زوجته.
4. بعض المثقفين يرفضون استطلاعات الرأي؛ لأنها غير
دقيقة، وتكون موجهة وغير موضوعية.
5. بعض الأوساط المسيسة ترفض الأبحاث لأسباب
سياسية.
6. خوف الأشخاص من عدم القدرة على الإجابة.
7. الخوف من أن يكون الباحث قد اتخذ مسألة البحث كذريعة
لدخول المنزل.
في
حالات الرفض يمكن استبدال الرافض بشخص آخر له نفس الخصائص، وفي حالات أخرى يمكن إرسال
باحث آخر بمظهر مختلف بعد مضي أيام.
ثالثًا| تعمد إعطاء معلومات
خاطئة:
يتعمد
بعض المبحوثين الإدلاء بمعلومات خاطئة، وذلك بنسب متفاوتة حسب أداة جمع البيانات، ففي
المقابلة يتمكن الباحث من مقارنة البيانات وتقدير مدى دقتها وصحتها، في حين لم
يستطع الباحث القيام بذلك مع الاستبيان.
يتعمد المبحوث الإدلاء بمعلومات خاطئة في
الموضوعات التي تثير حساسية سياسية، أو دينية، أو أخلاقية، أو اقتصادية تتعلق
بالدخل. بالتالي فإن هذه البيانات لا تعكس حقيقة الواقع الاجتماعي.
[1]
ليسانس: كلمة فرنسية (Licence)، تعني: الإجازة الجامعية، هي
شهادة جامعية تمنح لدارس العلوم النظرية كالأدب، واللغة، والقانون... إلخ. أما
بكالوريوس: كلمة لاتينية (Baccalaureus)، أيضًا هي
شهادة جامعية تمنح لمن أمضى ما لا يقل عن أربع سنوات في دراسة أي تخصص جامعي.
المرجع| بسام أبو عليان، تصميم البحوث الاجتماعية، 2019.
تعليقات
إرسال تعليق