التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة| المشكلات الأسرية (العنف الأسري)

 

د. بسام أبو عليان
قسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى

العنف الأسري

يعتبر العنف ظاهرة قديمة قدم المجتمعات الإنسانية، رافق الإنسان مذ وجد على الأرض، وقد صور القرآن الكريم أكثر من مشهد من مشاهد العنف الأسري في المجتمعات القديمة.

المشهد الأول: يعود إلى بدء الخلق عندما أقدم قابيل على قتل أخيه هابيل لمَّا رفض القاتل زواج المقتول من أخته.

المشهد الثاني: حين تآمر أخوة يوسف u عليه، فأضمروا النية أولًا لقتله والتخلص منه؛ ليصفو لهم الجو، وينالوا درجة الحب من أبيهم كالتي حظي بها يوسف، ثم عدلوا عن نية القتل واستقر أمرهم على إلقائه في البئر.

المشهد الثالث: حين حطَّم إبراهيم u أصنام قومه، ـ قبل التكليف ـ، فكانت عقوبته بإقرار أبيه إلقائه في حفرة نار ضخمة أعدت له خصيصًا.

المشهد الرابع: في المجتمع الجاهلي كانوا يدفنون البنت وهي حية في التراب خشية الفقر أو العار.

المشهد الخامس: لمَّا علم فرعون بأنه سيولد مولود ذكر ينتزع منه ملكه في المستقبل فقرر قتل كل مولود ذكر، ومع كثر القتل وخشية ضعف النسل في المجتمع عدل عن قراره، فقرر قتل المواليد الذكور عامًا ووقف القتل في العام التالي، فكانت مشيئة الله تعالى أن يولد موسى u في عام القتل.

إذن للعنف قدم راسخة في كل المجتمعات الإنسانية على مر العصور، وقد أصبح علامة بارزة في المجتمعات المعاصرة، فلا تكاد تمر لحظة إلا ويمارس فيها سلوك عنفي في بقعة من بقاع الأرض. سنخصص حديثنا على شكل واحد من أشكال العنف المتعددة، وهو: العنف الأسري.

تعريف العنف في اللغة:

العنف: "ضد الرفق". قال رسول الله r: "من حرم الرفق حرم الخير". وقوله r لعائشة رضي الله عنها: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه".

تعريف العنف الأسري:

"سلوك عدواني يصدر عن أحد أفراد الأسرة ضد الآخرين، ويأخذ صورًا عديدة قد تكون جسمية، أو نفسية، أو مادية، وقد يجمع بين أكثر من صورة".

العنف الأسري في المجتمعات الغربية:

رغم محاولات بعض المهووسين بحياة الناس في الغرب، ويرسمون للمجتمعات الغربية صورة رومانسية حالمة ومشرقة في أذهانهم، ويبشرون بها باعتبارها أنموذجًا مثاليًا للحياة يجب الاقتداء به، فإن التقارير العلمية والإحصائيات الرسمية تفيد بأن المجتمع الغربي ليس كذلك تمامًا، إنما هو مجتمع غارق في بحر لا ساحل له من المشكلات الاجتماعية كالزنا، والاغتصاب، والشذوذ الجنسي، وأبناء السفاح، والتفكك الأسري، وتجارة وتعاطي المخدرات، والقتل، وتجارة الأعضاء، والسرقة، الفساد، والرشوة، والانتحار، والعنصرية، والإرهاب... إلخ.

فيما يتعلق بمشكلة العنف الأسري، نذكر بعض المؤشرات الإحصائية الغربية التي تعكس حجم المشكلة هناك، فقد نشرت وزارة العدل الأمريكية عام 1983م تقريرًا خلصت فيه إلى أن امرأة تضرب كل خمس عشرة ثانية، وفي تقرير آخر صدر عن هيئة الأمم المتحدة في مارس 2001م أكد ما ورد في التقرير الأمريكي، أي تعنيف أربع نساء في الدقيقة. عند مقارنة التقريرين نجد أن تعنيف المرأة بقي مستمرًا على نفس الوتيرة رغم مضي قرابة عقدين من الزمن بينهما. ليس غريبًا أن يسجل العنف الأسري أعلى درجاته في المجتمع الغربي؛ لأنه يغلب عليه التصدع الأسري، والتحلل الأخلاقي، والانهيار القيمي، وسيادة النزعة المادية، وغلبة قيم الأنانية، وضعف الروابط الاجتماعية، وغياب صور التكافل والتضامن الاجتماعي.

بينت الإحصائيات الأمريكية أن أكثر شريحتين عرضة للعنف، هما: النساء، والأطفال. وفي فرنسا امرأة تموت كل أربعة أيام بسبب العنف الأسري، وفي كندا (80%) من المعنفات لا يبلغن عن اغتصابهن داخل المنازل، و(75%) لا يبلغن عن الاعتداء الجسدي عليهن.

العجيب في الأمر أن نسب العنف الأسري المرتفعة تلك تأتي من مجتمعات تدعي أنها حامية الديمقراطية، ومبشرة بالحريات، والحارس الأمين لها، وتدعي حفاظها على حرية المرأة، والدفاع عن حقوقها في كل المحافل الدولية!

العنف الأسري في المجتمعات العربية:

العنف متجذر في العقل والوجدان والسلوك العربي منذ عهد بعيد، بحكم البيئة الصحراوية التي تتسم بالخشونة، والغلظة، والقسوة. فانعكس ذلك على سلوك الأفراد وعلاقاتهم الاجتماعية، حيث كانت المرأة في الجاهلية أكثر الفئات الاجتماعية عرضة للعنف، فكانت تهان وتحتقر لا لشيء إلا لكونها أنثى فقط! وقد بلغت إهانتها أسوء الدرجات في صورة الوأد، وقد سجل القرآن الكريم استنكاره لتلك الحادثة في أكثر من موضع.

من الفئات المعنفة الأيتام الذين كانت تنتهك حقوقهم في ميراث والديهم، أو يستبدل ميراثهم فيعطوا الرديء بدلًا من الحسن، وكذلك مصادرة مهر المرأة فكان يعتبر حقًا للأب وليس للفتاة.

لازال العنف الأسري يمارس في المجتمع العربي بمعدلات مرتفعة، على الرغم من التغيرات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والتعليمية، والحضارية، والصحوة الدينية التي يعيشها. فقد أشارت الدراسات بأن (99%) من الآباء هم مصدر العنف الأسري. هذا ليس غريبًا؛ كون المجتمع العربي ينعت أنه مجتمع ذكوري.

مراحل العنف الأسري:

1.  التطور التدريجي للتوتر: يبدأ بتبادل نظرات عدم الرضا بين الزوجين، وتكون لغة الجسد بينهما غير منسجمة، فضلًا عن العناد، مع الحفاظ على المظاهر العامة للحياة الزوجية لأسباب تتعلق بالمكانة الاجتماعية.

2.    التصدع: تنكمش مساحة المرونة، مقابل زيادة مساحة التوتر والخلافات، يرافقها عدم رغبة الزوجين في تقديم التنازلات.

3.    المواجهة: تبدأ بحوار ساخن، وتنتهي بشجار دون اهتمام للاعتبارات الأسرية.

4.  الخضوع للعنف: مع اشتداد العنف بين الزوجين، تخضع أغلب الزوجات للعنف غير راغبات في التمادي أكثر خشية وقوع الطلاق. إلا أن ذلك لا يعني انتهاء العنف، بل هو مجرد تسكين له، وهناك فرصة لتجديده في أي وقت.

أشكال العنف الأسري:

أولًا| العنف الجسدي:

"هو تعمُّد استخدام القوة الجسدية والعضلية لإلحاق الأذى بأجساد الآخرين".

صور العنف الجسدي:

يأخذ العنف الجسدي صورًا كثيرة، منها:

¬    الضرب باليد أو أداة حادة، أو أي شيء متوفر لدى المعنِّف.

¬    الخنق باليد أو بالحبل أو بأي شيء آخر متوفر لدى المعنِّف.

¬    الإمساك بقوة وزم الملابس بشدة.

¬    التقييد، والتوثيق بالحبال أو الأسلاك.

¬    التعليق في سقف البيت، أو في شجرة لساعات.

¬    الدفع بقوة.

¬    اللطم المتكرر على الوجه.

¬    تعمد إلحاق الأذى بالوجه وتشويهه.

¬    شد الشعر.

¬    العض في مواضع مختلفة من الجسد.

¬    القرص في مواضع مختلفة من الجسد.

¬    الحرق بأعقاب السجائر، أو بالمواد الحارقة، أو بسكب السوائل الحارة.

¬    الركل المتكرر بالأرجل.

¬    تعمد الضرب في أماكن حساسة من الجسد.

¬    تعمد الضرب في الأماكن القاتلة.

¬    القتل.

يعتقد الكثيرون من الآباء والأمهات وحتى المدرسين أن العنف الجسدي هو أسلوب ناجع في التأديب، والطريق الأقصر لتقويم السلوك وتهذيب الأخلاق إلا أن الواقع الاجتماعي والبحث العلمي يقولان غير ذلك، فقد أجمعت الدراسات على أن آثار العنف الجسدي السلبية تفوق آثاره الإيجابية المرجوة، فهو يعمل على طمس السلوك، وليس تعديله. مثلًا: يعاقب الأب ابنه المدخن؛ ليمنعه عن التدخين، طالما العقاب موجود لا يدخن الابن، ومتى غاب العقاب عاد الابن لما كان يعاقب عليه (التدخين)! إذن هو امتناع خوف ورهبة من العقاب الجسدي، وليس امتناع عن رغبة وقناعة.

ثانيًا| العنف الجنسي:

"هو الاستغلال الجنسي للطفل من أجل إشباع الغريزة للكبار عن طريق الاعتداء المباشر أو التخويف عن طريق اللعب".

صور العنف الجنسي:

¬    مشاهدة الطفل للفعل الجنسي أو الاستعراض أمامه.

¬    مداعبة الأعضاء التناسلية للطفل عن طريق البالغ أو العكس.

¬    فعل جنسي مع الطفل عن طريق الفم أو المهبل أو الإست سواء تم بإدخال أو بدون إدخال.

¬    الاغتصاب: وهو عبارة عن فعل جنسي مفاجئ باستخدام القوة.

¬    محاولة الاغتصاب.

¬    إكراه الزوجة على الجماع.

¬    الممارسات الجنسية الشاذة.

¬    بتر أو تشويه الأعضاء التناسلية.

¬    إقامة علاقات جنسية غير مشروعة خارج الأسرة.

¬    إجبار الزوجة أو الابنة أو الأخت على ممارسة الفاحشة مع الغير، ممارسة الفاحشة مع المحارم.

¬    التحرش السلوكي أو اللفظي.

ثالثًا| العنف النفسي واللفظي:

"هو كل تصرف خاطئ يمكن أن يترك أثرًا سلبيًا على نفسية الفرد، ويسعى للسيطرة والإذلال، ويطبع الخوف في نفس الفرد، مما يؤثر سلبًا على وظائف الفرد السلوكية والوجدانية والذهنية والجسدية".

صور العنف النفسي واللفظي:

¬    الرفض.

¬    الإهمال.

¬    التحقير.

¬    الإهانة.

¬    الخوف.

¬    العزل.

¬    الاستغلال.

¬    الحرمان.

¬    النقد السلبي.

¬    الاتهام بالفشل.

¬    النعت بالغباء.

¬    فرض الرأي بالقوة.

رابعًا| العنف الصحي:

"هو كل تصرف يترك أثرًا سيئًا على صحة وسلامة الفرد، قد يكون بإلحاق الأذى المتعمد للآخر، أو عدم توفير العلاج المناسب، أو إهماله عدم نقله إلى العيادة أو المستشفى إذا تطلب الأمر ذلك".

صور العنف الصحي:

¬    إرهاق المرأة بالحمل والولادات المتقاربة.

¬    الإجهاض بالإكراه.

¬    التجويع، وعدم توفير الطعام والشراب لسد الاحتياجات الضرورية.

¬    عدم مراجعة الطبيب في حالة المرض.

¬    عدم توفر الأدوية.

خامسًا| العنف الاجتماعي:

صور العنف الاجتماعي:

|    الحرمان من ممارسة الحقوق الاجتماعية.

|    الحبس، والعزلة الاجتماعية.

|    الانقياد وراء متطلبات الزوج أو العكس.

|    حرمان الزوجة من الزيارات الاجتماعية.

|    حرمان الطفل من التفاعل مع أقرانه.

سابعًا| العنف الاقتصادي:

يسهم تدني الوضع الاقتصادي في تفكك الأسرة، ويغذي العنف الأسري.

صور العنف الاقتصادي:

|    عدم توفير حاجات الأسرة الضرورية.

|    الحرمان من الميراث.

|    منع الزوجة من العمل.

|    التعدي على راتب الزوجة العاملة.

أسباب العنف الأسري:

أولًا| أسباب شخصية:

أسباب تعود إلى شخصية الفرد ذاته، مثل: شعوره بالإحباط، ضعف الثقة في نفسه، عدم قدرته على حل مشكلاته، عدم قدرته على مواجهة الواقع والتكيف الاجتماعي، يعاني من اضطرابات نفسية، تعاطي المخدرات، شرب المسكرات. كل هذه الأمور وغيرها تدفع الفرد إلى ممارسة العنف بحق الآخرين بدافع تعويض النقص وإثبات ذاته.

ثانيًا| أسباب أسرية:

المناخ الأسري له تأثيرات إيجابية وسلبية على العلاقات الأسرية، فالفرد الذي يعيش في جو أسري يغلب عليه البرود العاطفي، والتفكك، والانفعال الشديد فإنه ينعكس عليه سلبًا، ويجعله أكثر ميلًا إلى ممارسة العنف، كما أن لأساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة تأثيرات سلبية على الأبناء، فهي تنمِّي فيهم مشاعر الخوف، والعدوانية، وكره الوالدين، وغير ذلك. كما يوجد صنف من الآباء ينمون سلوك العنف في أبنائهم، فعندما يتعرض الابن لاعتداء يحرضه الأب للاعتداء على من اعتدى عليه، ويثأر لنفسه، فإن لم يفعل يعتبره ضعيف الشخصية، وغير مرحب به، وقد يقوم الابن بتقليد السلوك العدواني كما يراه في بيته، ويمكن الربط بين العنف حجم الأسرة، حيث أن العنف ينتشر بدرجات كبيرة في الأسر الممتدة، كونها لا تستطيع الإيفاء بكافة الالتزامات، فيلجئان إلى العنف، وتغليبه على الحوار والنقاش.

ثالثًا| أسباب مجتمعية:

ضعف مؤسسات الضبط الاجتماعي الرسمية وغير الرسمية، وعدم حزم أجهزة الدولة (المحاكم، والشرطة، والنيابة) في تطبيق القوانين، وعدم احترام العادات والتقاليد الاجتماعية، وانتشار السلوك غير السوي، ومتابعة أفلام ومسلسلات العنف، وممارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة، كلها تعتبر من مسببات انتشار العنف في المجتمع.

رابعًا| أسباب اقتصادية:

يعد العامل الاقتصادي سبب رئيسي وفعَّال فهو يقف وراء أغلب المشكلات الاجتماعية، فله دور لا يمكن إنكاره أو تجاهله في ممارسة العنف الأسري، فعندما لم يستطع رب الأسرة توفير حاجات الأسرة، أو يكون عاطلًا عن العمل، وتتزايد طلبات الأفراد فهذه الظروف تدفع الأب لممارسة لتعنيف أفراد أسرته، أو حتى المحيط الاجتماعي نتيجة حالة السخط والإحباط واليأس والعجز التي يمر فيها.

خامسًا| أسباب تعليمية:

عدم حصول الزوجين أو أحدهما على مستوى كافٍ من التعليم، أو اتساع الفجوة في التعليم بينهما قد يكون من أسباب العنف الأسري، فالزوج قد يشعر بالنقص تجاه زوجته إن كان تعليمها أعلى منه، فيعوض هذا النقص بتعنيفها، قد يكون بالازدراء والاحتقار، أو العنف الجسدي أو اللفظي.

سادسًا| أسباب إعلامية:

متابعة الأفلام والمسلسلات التي تحتوي على مشاهد عنف تسهم في ارتفاع ممارسة العنف في المجتمع، يؤكد ذلك ما جاء في تقرير لمجلة "ليفنما دي جودي"، بأن وسائل الإعلام الأمريكية قضت على الثقافة؛ لما تقدمه من برامج، ومسلسلات، وأفلام عنف ساهمت في زيادة معدلات الجريمة في المجتمع الأمريكي، حيث يشاهد الأطفال والشباب أكثر من ثمانية آلاف جريمة قتل على شاشة التلفاز قبل أن ينهي الطفل المرحلة الابتدائية. أما المجتمع الفلسطيني فكونه يعيش في بيئة عنف؛ بسبب الإجراءات الصهيونية اليومية من جهة؛ وسلوك العنف الذي تمارسه أطراف فلسطينية بسبب الصراع على السلطة من جهة أخرى ولّد العنف في نفوس أفراد المجتمع، وانعكس على سلوكياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية.

من صور  العنف الأسري في المجتمع:

v  إكراه الفتاة على الزواج، لاسيما إذا كان عدد الفتيات كبيرًا في الأسرة.

v   الزواج المبكر، والتحايل على القانون بتزوير تاريخ الميلاد.

v التهديد بالطلاق، غالبًا تفرض بعض الأسر على ابنها طلاق زوجته؛ لأنها لا تروق لأمه، أو لتأخر الحمل، أو لعقر المرأة. وقد تجاهلن تلك الحموات قوله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}، وقوله تعالى: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ}.

v حرمان الفتيات من التعليم، انطلاقًا من اعتقاد خاطئ بأن الفتاة نهايتها الزواج وإن حصلت على تعليم عالي. كأن هناك تعارض بين التعليم والزواج!

v   تدني المستوى الاقتصادي، حيث ترى بعض الأسر في تزويج الفتيات مبكرًا تخفيفًا من الأعباء الاقتصادية.

v الضرب المبرح الذي يقع على الفئات الضعيفة في الأسرة (الأطفال، والنساء، والمعاقين، والمسنين)، فهم لا يستطيعون التبليغ عن تعنيفهم، أو المطالبة بحقوقهم.

v  الاعتداء الجنسي على القاصرين والقاصرات، وفي العادة يرفض الأهل تبليغ الشرطة عن هذه الجرائم خوفًا من الفضيحة.

v قتل الأطفال اللقطاء، أو رميهم بجانب مجمعات القمامة، أو عند قارعة الطرقات، أو عند بوابات المساجد، أو على مداخل الأسواق.

v  الإجهاض في حالات الحمل غير الشرعي، حماية لسمعة الأسرة.

النتائج المترتبة على العنف الأسري:

1)  التعامل مع المواقف الاجتماعية بعنف نتيجة التأثر بالتنشئة الاجتماعية، وغلبة أجواء العنف على الجو الأسري، مما يعني عدم قدرة الفرد على التعامل الإيجابي مع المواقف الاجتماعية.

2)    غياب الأمن الاجتماعي، بالتالي سيطرة الفتور على العلاقات الأسرية.

3)    عدم قدرة الفرد على تكوين اتجاهات إيجابية نحو ذاته، فيعيش حالة إحباط.

4)    التحاق الفرد برفاق السوء الذين يساعدونه على ارتكاب الجرائم.

5)    تنشئة الأبناء في أجواء عنيفة يدفعهم لممارسة العنف مع أبنائهم في الكبر.

6)    عدم القدرة على مواجهة التوتر وضغوط الحياة بطريقة إيجابية، وعدم القدرة حل المشكلات التي تواجهه.

7)    لا يستطيع الفرد التعامل باستقلالية في تسيير أموره الحياتية.

8)    التمرد على سلطة الأسرة، وقد يصل إلى التمرد على سلطة المجتمع والقانون.

9)    سيطرة أجواء العنف على المناخ الأسرة قد تدفع الأبناء إلى القيام بالعديد من السلوكيات دون علم الوالدين.

10)            ممارسة العنف مع الأبناء منذ الصغر يؤدي إلى فقدان الأبناء للثقة في أنفسهم، وعدم القدرة على تحقيق الذات.

مقترحات لمواجهة ظاهرة العنف الأسري:

1.  أولًا الإقرار بوجود العنف الأسري وانتشاره في المجتمع، حيث وصل إلى حد بات يشكل أرقًا يجب التخلص منه؛ لما يترتب عليه من مشكلات اجتماعية ونفسية. فالاعتراف بوجود المشكلة هو أول خطوة على طريق التخلص منها أو الحد منها.

2.    تقوية العلاقات الأسرية، وتصحيح معايير الزواج.

3.    تعزيز أساليب التنشئة الاجتماعية الإيجابية.

4.    حل المشكلات الأسرية أولًا بأول، وبعيدًا عن الأبناء.

5.    إشباع حاجات الأبناء النفسية، والاجتماعية، والجسدية من خلال إشراكهم في الأنشطة الأسرية والاجتماعية.

6.  تقوية الوازع الديني من خلال التوجيهات الدينية السليمة، والاسترشاد بسيرة النبي r والصحابة والتابعين، ففيها الكثير من النماذج الناجحة لحل المشكلات الأسرية.

7.  تفعيل دور المنظمات الأهلية للقيام بحملات توعية لبيان صور العنف الأسري، وأسبابه، ومخاطره. من خلال عقد دورات في التوعية والإرشاد الأسري، والحملات الإعلامية، والنشرات القصيرة، والملصقات المعبرة، وورش العمل، واللقاءات العامة، والزيارات الميدانية، والأبحاث العلمية.

8.  تفعيل دور المؤسسات الحكومية ذات الصلة ليكون دورها متناغمًا مع دور المنظمات الأهلية، مثل: وزارة الأوقاف، والشؤون الاجتماعية، وشؤون المرأة، ووزارة الإعلام. فكل وزارة تقوم بدورها بحسب اختصاصها.

9.  الإعلان عن كل سلوك عنفي يتعرض له أفراد الأسرة، عن طريق الاتصال بمراكز الشرطة، أو مكاتب حقوق الإنسان الموجودة في كل المحافظات. للتعرف على حجم الظاهرة، ووضع الخطط المناسبة لتقليص حجم الظاهرة.

10.    مساعدة الباحثين الذين يقومون بدراسة ظاهرة العنف الأسري، بحسن استقبالهم، وإعطائهم المعلومات الصحيحة حتى يتم تشخيص الظاهرة بشكل صحيح، والتوصل لنتائج صحيحة، ووضع خطط علمية فاعلة.

المرجع| بسام أبو عليان، الخدمة الاجتماعية للأسرة والطفولة، 2021.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية (1)| مهارة المقابلة

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى مهـارة المقابلة تعريف المقابلة المهنية: "لقاء وجاهي مقصود يعقد بين الأخصائي الاجتماعي والعميل أو المشاركين الآخرين في عملية المساعدة بهدف جمع معلومات متعلقة بالمشكلة أو إعطاء معلومات بهدف التأثير على سلوك العميل وتغيير بيئته الاجتماعية، بهدف المساعدة في حل مشكلته أو التخفيف منها". تعد المقابلة أداة مهمة لجمع المعلومات، إذا أحسن الأخصائي الاجتماعي التصرف مع العملاء؛ لأن العملاء يميلون لتقديم معلومات شفهية أفضل من الكتابة. تأتي أهمية المقابلة مع الأميين والأطفال والمسنين أكثر من غيرهم. فإذا كان الأخصائي يتمتع بروح مرحة وقبول اجتماعي، ولباقة في الحديث، وذكاء في طرح الأسئلة فإنه يهيئ جواً ودياً مع العميل. بالتالي يحصل على معلومات مهمة عن المشكلة، وبإمكانه تشجيع العميل على الحديث من خلال الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد عموماً. عناصر المقابلة: 1)       العلاقة الاجتماعية: لا يمكن عقد المقابلة بدون وجود طرفيها معاً (الأخصائي الاجتماعي، والعميل). هذه العلاقة تحكمها العديد من المعايير المهنية. أدناها...

الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة| الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة

د. بسام أبو عليان قسم علم الاجتماع - جامعة الأقصى الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة تعريف الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة: "الممارسة المهنية التي تهتم بتزويد الأطفال بالخدمات الاجتماعية، والمساعدات التي تعمل على حمياتهم، وعلاج المشكلات الاجتماعية، والنفسية، من خلال عمل الأخصائيين الاجتماعيين في عدد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية". المؤسسات العاملة في مجال رعاية الطفولة: 1.     مكاتب التوجيه والإرشاد الأسري: تعمل على علاج مشكلات الأسرة، وتهيئة الجو الأسري الذي يعين على تنشئة الأبناء تنشئة سليمة، وتوجيه الأسرة نحو مصادر الخدمات الاجتماعية، ومعاونة قضاة محاكم الأحوال الشخصية في البحث عن أسباب المشكلة الأسرية، والقيام بدراسات تتعلق بمشكلات الأسرة. 2.     مكاتب فحص الراغبين في الزواج: تعمل على فحص الأمراض الشائعة في المجتمع، والأمراض العقلية والنفسية، والأمراض التناسلية. 3.     مشروع الأسر المنتجة: يوفر العمل للأسر القادرة عليه، مما يسهم في القضاء على بطالة الأسرة، ويزيد من دخلها، وتحويل أفراد الأسرة من مستهلكين إلى منتجين، والاستفادة ...

خدمة الجماعة| مهارة التسجيل لدى أخصائي الجماعة

  د. بسام أبو عليان قسم علم الاجتماع - جامعة الأقصى مهارة التسجيل: تعريف التسجيل: "هو تدوين الحقائق والأحداث كما وقعت؛ للرجوع إليها في المستقبل وقت الحاجة، وللإلمام بالموضوعات المختلفة". أهداف التسجيل: 1-      حفظ المعلومات من النسيان والضياع، ويمكن الرجوع لها وقت الحاجة إليها. 2-   دراسة الفرد في الجماعة كوحدة قائمة بذاتها من حيث نمط الشخصية، ومشكلاته الخاصة، وقدراته، وميوله، ومدى تفاعله مع برامج وأنشطة الجماعة. 3-      تفسير المواقف الاجتماعية المختلفة داخل الجماعة. 4-      إدراك الأخصائي الاجتماعي لذاته، فالتسجيل يساعده على نقد ذاته؛ لتطوير أدائه المهني. 5-      تقييم الخدمات المؤسسية. 6-      المساعدة في تصميم وتقييم برامج المؤسسة. 7-      قياس نمو وتطور الجماعة. 8-      المساعدة في الدراسة والبحث. 9-      تساعد أخصائي الجماعة لتقديم خدمة أفضل إلى الفرد والجماعة. 10-     ...