![]() |
بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى |
تعريف الملاحظة:
"هي المشاهدة الدقيقة لظاهرة ما، مع
الاستعانة بأساليب جمع البيانات اللازمة".
خطوات
إجراء الملاحظة:
v الحصول على قدر كاف من المعلومات عن الموقف أو
السلوك المراد ملاحظته.
v تحديد هدف الملاحظة، ومجالها، ومكانها، وزمانها.
مثلاً: إذا كان الأخصائي الاجتماعي يريد
ملاحظة سلوك حدث في الإصلاحية، عليه التوجه للإصلاحية في الأوقات التي يتواجد فيها
الحدث.
v تحديد آلية التسجيل: صور فوتوغرافية، فيديو، تسجيل،
تدوين يدوي، الاعتماد على الذاكرة في الحفظ،
استخدام أكثر من طريقة مما سبق.
v أن يتأكد الأخصائي الاجتماعي من صدق ودقة
ملاحظاته، بتكرار الزيارة لميدان الملاحظة في أوقات مختلفة وفترات متباعدة.
v القيام بالملاحظة بأسلوب ناقد، وعدم التسرع في
إصدار النتائج.
شروط
الملاحظة:
1. الانضباط والتنظيم: تعتمد
الملاحظة على سؤال يشغل بال الأخصائي تسمى الملاحظة المقصودة أو الموجهة. لذلك يجب
أن يرتب خطوات ملاحظاته ويضبط مجرياتها.
2. الموضوعية: يجب
على الأخصائي ألا ينساق وراء أفكاره المسبقة حول السلوك المراد ملاحظته أو يركز على
ما يوافق هواه ويتجاهل ما يخالفه.
3. الدقة في الملاحظة كما وكيفا: على الأخصائي الاجتماعي أن يكون دقيقاً في ملاحظاته، ويختار ما يفيد التشخيص وله علاقة بالمشكلة. يمكنه اللجوء للقياس كلما أمكن ذلك، ويحافظ على منطقية ملاحظاته وانسجامها مع الملاحظات الأخرى.
4. أن يكون الملاحِظ مؤهلا للملاحظة ومستعدا لها: أن
يكون يؤهل الأخصائي الاجتماعي للملاحظة بالتدريب، إضافة إلى التأكد من سلامة
الحواس.
5. تسجيل ما تتم ملاحظته سريعا: يتوقف
هذا الأمر على طبيعة الموقف الملاحَظ والعملاء الخاضعين للملاحظة. هناك عميل يكون
على علم مسبق أنه سيخضع للملاحظة. في هذه الحالة يسجل الأخصائي ملاحظاته أمامه بأية
وسيلة دون حرج. إلا أن هذه الطريقة تجعل العميل يتصرف على غير طبيعته، أي بشكل مصطنع،
بالتالي تكون الملاحظات غير دقيقة. في حالات أخرى يقوم الأخصائي الاجتماعي بملاحظة
العميل دون علمه. يلاحظه من مكان بعيد ويدون ملاحظاته على هيئة نقاط رئيسية،
وعندما يعود لمكان عمله يفصل ملاحظاته أو يعتمد على ذاكرته في الحفظ، وإن كانت غير
مضمونة النتائج؛ لأنه يمكن أن يغفل الأخصائي الاجتماعي أشياءً مهمة.
مميزات
الملاحظة:
1) يستطيع الأخصائي الاجتماعي الاطلاع على ما يريد من أنماط سلوك في
حالتها الطبيعية دون تصنع، بالتالي يحصل على معلومات دقيقة من الحالة.
2) يتم تسجيل الملاحظة أولا بأول. هذا التسجيل يحتاج إلى دقة ومهارة
عالية من جانب الأخصائي الاجتماعي.
3) تسمح الملاحظة للأخصائي الاجتماعي بالتعرف على معلومات وجوانب لم يكن
قد ألقى لها بالا من قبل.
4) إمكانية استخدام الملاحظة في مواقف مختلفة، ومع كافة المراحل العمرية.
انتقادات للملاحظة:
§
صعوبة الالتزام
بالموضوعية عند ملاحظة بعض الحالات والمواقف.
§
إن لم تنتظم الملاحظة
قد يؤدي لغياب الانسجام بين المواقف الملاحَظة، وعدم ملاحظة بعض الأمور المهمة.
§
لا يمكن للأخصائي
الاجتماعي التنبؤ بفعل ما حتى يكون موجوداً لملاحظته.
§ قد تتحول الملاحظة لعلاقة صداقة أو تعاطف أو صدام، بين الأخصائي
الاجتماعي والعميل، فتؤثر على الملاحظة وتنحرف عن التفسير المهني.
§
لا تصلح
الملاحظة لكل الحالات. هناك حالات لا يمكن ملاحظتها مثل: الإهمال.
§
تفقد
الملاحظة أهميتها إذا كانت ثقافة الأخصائي الاجتماعي تختلف عن ثقافة العميل.
§ إن لم يسجل الأخصائي الاجتماعي ملاحظاته في نفس اللحظة قد يلجأ إلى الذاكرة
التي يلازمها احتمالات النسيان أو الشطط في التفسير.
§
هناك فرق بين
السلوك الداخلي والخارجي، أي العميل يمكن أن يتحدث ويتصرف بخلاف ما يضمر.
§
قد تستغرق
الملاحظة وقتاً وجهداً كبيراً في بعض الأحيان، لاسيما إن كانت تتم في ظروف صعبة.
§
تحيز الأخصائي
الاجتماعي في ملاحظاته تجرده من الموضوعية.
صفات الملاحِظ
الجيد:
أ-
تقبل العميل
على ما هو عليه، وليس كما يفترض أن يكون.
ب- التمتع بحس مرهف وعال.
ج- فهم لغة الجسد بشكل جيد.
د-
القدرة على
صياغة الملاحظة بكلمات بسيطة وواضحة تؤدي المعنى المقصود.
معوقات
الملاحظة:
1.
التحيز الثقافي:
يميل الأخصائي الاجتماعي عند ملاحظة العملاء لملاحظة
الخصائص التي تعتبر مهمة في ثقافته، وإن كانت لا تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للعميل.
ثم يقوم بتفسير ملاحظاته من خلال نسقه القيمي. مثلا: الأخصائي الذي تعوّد على الهدوء
في منزله، سينزعج عندما يزور بيت عميل ويسمع صوت المذياع عالياً. في هذه الحالة يعتبر
علو الصوت خروجاً عن حدود اللباقة، في حين أسرة العميل لا تجد في ذلك أي مخالفة
كونهم تعودوا على ذلك!
الأخصائي الاجتماعي كغيره من البشر معرض لبعض
صور التحيز الثقافي. لكن هذا التحيز يفسد الملاحظة ويبعدها عن الموضوعية، ويؤدي لجمع
معلومات خاطئة، بالتالي تشخيص خاطئ، وتصميم خطة علاجية فاشلة. لذلك يجب ألا يتسرع
في إصدار الأحكام، كما يجب أن يفسر ملاحظاته وفق بيئة العميل وليس حسب بيئته.
2.
الاستنتاجات
الخاطئة:
يعلم الأخصائي الاجتماعي أن المعضلة التي تواجهه
ليست في الملاحظة ولا جمع المعلومات، لكنها تكمن في كيفية الحصول على استنتاجات
صحيحة. أفضل طريقة للخروج من هذه المعضلة ألا يعتمد في استنتاجاته على ملاحظة
واحدة، إنما يكررها حتى يطمئن لصحة ما يخمن فيه.
3.
تأثير حضور الأخصائي
الاجتماعي:
يعمد العملاء لتغيير سلوكهم ولا يتصرفون على طبيعتهم
عندما يعلمون أنهم تحت ملاحظة الأخصائي الاجتماعي. فلا يتصرفون على سجيتهم، ويتصنعون
في أفعالهم. فالملاحظة التي يمكن الوثوق فيها هي التي تكون بدون علم العميل؛ لأنه يتصرف
على طبيعته. لكن هذا الأسلوب غير وارد في خدمة الفرد؛ لأنه يجب التركيز على العميل
في كل مراحل الممارسة المهنية.
4.
اللغة المستخدمة في
وصف الملاحظة:
تعليقات
إرسال تعليق