التخطي إلى المحتوى الرئيسي

انثروبولوجيا| النظم الاجتماعية للمجتمعات البدائية


النظم الاجتماعية للمجتمعات البدائية[1]
أهم النظم التي تعمل على استقرار النظام الاجتماعي:
1)    النظام القرابي:
يوجد النظام القرابي في كل المجتمعات الإنسانية، لذلك يعتبر نظامًا عالميًا لا يخلو منه أي مجتمع إنساني. تنقسم الجماعات القرابية إلى قسمين، هما:
v    الأسر الزواجية: تتسم بالسكن في مكان واحد مشترك، لذلك تسمى جماعة قرابية سكنية، أساس القرابة فيها الزواج.
v  الجماعات القرابية الدموية: لا تسكن في مكان مشترك، ولا تقوم القرابة فيها على أساس الزواج، بل على أساس رابطة الدم.
قواعد التسلسل القرابي:
1.    التسلسل القرابي الأبوي: تسير القرابة في خط الأب، أما الجماعة القرابية التي تنتمي لها والأم ليست من أقارب الفرد.
2.    التسلسل القرابي الأمي: تسير القرابة تسير في خط الأم، أما أسرة الأب ليسوا من الفرد.
3.  التسلسل القرابي الثنائي الاختياري: قرابة الفرد تكون من بعض أهل الأب وليسوا كلهم، ومن بعض أهل الأم وليسوا كلهم، كالعم، والخال، والجد. تطبق كل المجتمعات الأوربية هذا النظام مع بعض الاختلافات في التفاصيل.
4.  التسلسل القرابي الثنائي الإجباري: قرابة الفرد تكون من بعض أهل الأب وليسوا كلهم، ومن بعض أهل الأم وليسوا كلهم. أي تشبه النظام السابق، لكن الفرد هنا ليس حرًا في اختيار أقاربه الذين يرتبط معهم بصورة قوية.
مبادئ تصنيف الأقارب:
1.    اختلاف الجيل: الأقارب ينتمون إلى أجيال مختلفة (الجد، والأب، والابن، والحفيد).
2.  اختلاف على أساس العلاقة القرابية: قد تكون العلاقة القرابية قائمة على الدم كـ(الأب، والأخ، والأخت، والجد)، أو الزواج كـ(زوج الأخت، وزوجة الأخ).
3.  اختلاف بين علاقة القرابة الرأسية المباشرة، والقرابة الأفقية الأحادية: فالأب أقرب إلى الفرد من العم، والابن أقرب إلى الفرد من ابن الأخ.
4.    اختلاف نوع الأقارب (ذكر وأنثى): أخ.. أخت، عم.. عمة، خال.. خالة، جد.. جدة.
5.  اختلاف نوع الشخص الذي عن طريقه تكونت نوعه العلاقة: يستخدم العرب مصطلح خال لشقيق الأم، وعم لشقيق الأب، بينما في الغرب يستخدم مصطلح (Uncle) للدلالة على العم والخال معًا.
2)    النظام الزواجي:
حاول العلماء حصر نظم الزواج، فصنفوها بناءً على المعايير الآتية:
1.    عدد المشتركين في علاقة الزواج:
‌أ.       الزواج الأحادي: رجل واحد لامرأة واحدة. هذا أكثر أنماط الزواج انتشارًا في العالم.
‌ب.  الزواج المتعدد: رجل يتزوج أكثر من امرأة، أو امرأة تتزوج أكثر من رجل.
2.    نظام السكن بعد الزواج:
‌أ.       السكن مع أسرة الزوج.
‌ب.  السكن مع أسرة الزوجة.
‌ج.    حرية اختيار السكن مع أسرة الزوج أو أسرة الزوجة.
‌د.      عدم التقيد بمكان محدد.
3.    نظم اختيار شريك الحياة:
‌أ.   نظام المحارم: يحرم على الفرد الزواج من أفراد، أو فئات، أو مجتمعات محددة؛ بسبب وجود علاقة قرابة كمنع زواج الفرد من أصوله (والديه)، وفروعه (أبنائه)، وأخوته. وقد اختلفت الجماعات البدائية في عقوبة من يتزوج من محارمه، فقبائل سكان استراليا الأصليين كانوا يفرضون عقوبة الإعدام للمخالف.
‌ب. الدين، أو اختلاف الطبقة، أو المركز الاجتماعي: تفرض معظم المجتمعات على الفرد الزواج من فتاة من نفس الديانة، أو الطبقة الاجتماعية. ففي اليهودية لا تجيز زواج الفرد إلا من فتاة يهودية، وكذلك النصرانية.
4.    من يختار شريكة الحياة؟:
‌أ.   الوالدان والأقارب: في معظم الأحيان لا يختار الشاب شريكة حياته، إنما يقوم بهذه المهمة أحد والديه أو كليهما، وكثيرًا ما يشترك الأقارب كالعم، والخال، والعمات، والخالات، والأجداد.
‌ب. علاقة قرابة محددة: في المجتمعات التي تطبق نظام السكنى مع الخال تحتم على الشاب الزواج من بنت خاله، أما إذا لم يكن للخال بنات، أو بناته متزوجات، للفرد حرية اختيار زوجته. أما في المناطق البدوية والريفية في المجتمع العربي يحتم على الشاب الزواج من بنت عمه.
‌ج.  الخاطبة أو الخاطب: ينتشر نظام الخاطبة في المناطق الريفية، حيث تقوم الخاطبة بتعريف الشاب على الفتيات اللواتي في سن الزواج ليختار من بينهن، وأحيانًا يقوم الرجل بذلك، غالبًا يكون زعيم القبيلة أو كاهنها.
‌د.  الفرد الراغب في الزواج: في المجتمعات البدائية يبلغ الشاب أهله بالفتاة التي يرغب بزواجها، ثم تتقدم الأسرة لخطبتها، أما في المجتمعات الحديثة يتقدم الشاب إلى الفتاة، وهي تقدمه إلى أهلها.  
5.    طرق الزواج:
‌أ.   تقديم مهر للعروس: يؤدي المهر وظيفة اجتماعية مهمة، إذ يضفي طابع الجدية على العلاقة الزوجية، ويساعد على استمرار العلاقة الزوجية. في المجتمعات البدائية أهل العريس، ـ وليس العريس ـ، هم الذين يجمعون المهر بصورة جماعية تعاونية، ويقدمونه لأهل العروس. تختلف قيمة المهر باختلاف المركز الاجتماعي لأهل العروس، وأن الصفات الشخصية كالجمال والعمر لا تلعب دورًا في تحديد قيمة المهر. والمهر خاص بأهل العروس، وليس للعروس فيه شيئًا، أما في المجتمعات المتمدينة يعود المهر للعروسين لتجهيز بيت الزوجية.
‌ب. العمل عند أهل العروس: في بعض المجتمعات البدائية يقوم نظام الزواج على ضرورة قيام الشاب الراغب في الزواج بالعمل عند أسرة العروس لفترة من الزمن، ـ قد تطول أو تقصر ـ. في مجتمعات أخرى تفرض على الشاب الفقير الراغب في الزواج بالعمل عند أهل العروس لمدة تساوي قيمة المهر.
‌ج.    زواج البدل: يكون بين رجلين بحيث يتزوج كل منهما أخت الآخر.
‌د.  خطف العروس: لا تشكل نظامًا عامًا في المجتمع، لكنها تمثل حالات فردية، حيث يقوم الشاب بخطف امرأة من قبيلة أخرى، ويتزوجها بالقوة، وكثيرًا ما يترتب على ذلك اندلاع الحروب بين القبيلتين.
‌ه.       الميراث: يرث الرجل شقيقه المتوفى بما في ذلك زوجته وأولاده، باعتبار ذلك شكل من أشكال التضامن الأسري.
‌و.  التبني: تقوم الأسر التي لم تنجب ذكرًا بتبني طفل صغير، على أن يقوم هذا الطفل عندما يكبر بالزواج من إحدى فتيات هذه الأسرة.
‌ز.  الهرب: يهرب الشاب مع الفتاة التي يحبها إلى مكان آخر ويتزوجها بعيدًا عن عادات وتقاليد القبيلة، ولا يترتب على عملية الهرب عقوبات ما لم تكن الفتاة مخطوبة، أما إذا كانت مخطوبة ينتحر أحد أشقائها؛ ليخلص أسرته من العار الذي اقترفته أخته.
6.    الطلاق:
  لم تنظر المجتمعات البدائية إلى الزواج أنه علاقة أبدية، لذلك غالبية المجتمعات عرفت الطلاق، لكن اتخاذ قرار الطلاق ليس دائمًا بيد الزوج، ففي بعض المجتمعات قرار الطلاق بيد الزوجة لاسيما في المجتمعات الأمومية. إجراءات الطلاق في هذه المجتمعات: تضع الزوجة متاع زوجها خارج الخيمة، فإن عاد الزوج ووجد متاعه في الخارج يعرف أنه طلق، فينتقل للسكن عند أمه.
3)    النظام الاقتصادي:
يقصد بالنظام الاقتصادي: "الأساليب المستخدمة في إشباع حاجات الإنسان المادية، ويتمثل ذلك في ثلاثة عناصر، هي: الموارد، والأدوات، والعمل".
لا يخلو أي مجتمع إنساني من النظام الاقتصادي بغض النظر عن درجة تأخره أو تحضره.
أنواع النظم الاقتصادية:
‌أ.   نظام جمع الطعام: بعض القبائل الهندية سموا بالحفارين؛ لأنهم يحفرون الأرض بحثًا عن الجذور والبذور التي يقتاتون عليها.
‌ب. نظام الصيد: هو أكثر النظم الاقتصادية انتشارًا في المجتمعات البدائية. اتسمت المجتمعات التي اعتمدت على الصيد بصغر حجمها؛ لعدم قدرتها على توفير كميات كبيرة من الطعام، وصعوبة الصيد.
‌ج.  نظام البستنة: بعد سنوات طويلة من العيش على الجمع والصيد عرف الإنسان البدائي نظام الاستئناس بالزراعة والحيوانات. استئناس الزراعة أوجد نظامين، هما:
¬  البستنة: لا يستخدم الفرد المحراث في الزراعة، ويستخدم أدوات يدوية مثل: العصا، والفأس. القبائل التي اعتمدت على نظام البستنة تبقى مستقرة في الأرض إلى أن تفقد الأرض خصوبتها، ثم ينتقلون إلى مكان آخر يستقرون فيه؛ لعدم معرفتهم للسماد وأدوات خصوبة الأرض.
¬  الزراعة: يستخدم الفرد المحراث في الزراعة. تشير الدراسات أن منطقة الشرق الأوسط عرفت الزراعة منذ (15-20) ألف سنة.
‌د.  نظام الرعي: المجتمعات التي تعتمد على الرعي فقط أقل كثيرًا من المجتمعات التي تجمع بين الرعي والبستنة. وللرعي فوائد كثيرة، منها: أكل لحم الحيوانات، والاستفادة  من جلودها، وألبانها، واستخدامها وسائل مواصلات. يوجد نوعان من الرعاة:
¬    رحلات دائرية طويلة الأمد: ينتقل الرعاة من مكان لآخر بشكل دائري.
¬  رحلات موسمية: يعيشون في أمكانهم الأصلية في الشتاء، وينتقلون في الصيف إلى مكان آخر حيث توفر منابع المياه والكلأ.
4)    النظام الديني:
الدين موجود في كل المجتمعات الإنسانية، حيث يقوم بوظيفة التماسك بين أفراد المجتمع، ويقوم بوظيفة نفسية حيث الشعور بالراحة بعد أداء الطقوس الدينية، والاعتقاد بوجود قوى غيبية تساعده في حياته وبعد مماته. من الطقوس التي عرفتها المجتمعات البدائية (عبادة الأجداد، وعبادة التوتم).
1.    عبادة الأجداد:
ينتشر نظام عبادة الأجداد في المجتمعات البدائية في أفريقيا، فالنسب الأبوي لا يتكون من الآباء الأحياء فقد، بل يدخل فيها الآباء والأجداد الأموات، تعبيرًا على تماسك الجماعة القرابية. حيث يتمتع الموتى بقوى غيبية تقدم المساعدة للمحتاج، ويمكنها إلحاق الأذى بالمسيء.
2.    عبادة التوتم:
استخدمت كلمة "توتم" بمعنى علاقة قرابة أو صداقة بين شخصين، يعود استخدامها في علم الانثروبولوجيا إلى (ماك لينان).
يعرف التوتم: "كائنات تقدسها وتؤمن بها بعض القبائل البدائية، حيث يعتقد أفراد القبيلة أنه توجد علاقة نسب بينهم وبين التوتم الذي قد يكون من فصيلة الحيوانات، أو الطيور، أو النباتات، فهو يوفر لأتباعه الأمن والحماية، مقابل عبادته وتقديسه".
إذا كان التوتم من فصيلة الحيوانات أو الطيور لا يجوز صيده أو قتله أو أكله، وإذا كان من النباتات لا يجوز اقتلاعه أو أكله، وإذا فعل الفرد ذلك عرَّض نفسه لسخط، وعذاب التوتم.
تسمت العديد من القبائل الهندية بأسماء بعض الحيوانات؛ لاعتقادهم أن كل قبيلة انحدرت من الحيوان الذي تسمت باسمه، مثل: قبيلة الدببة، وقبيلة الثعالب، وقبيلة الأفاعي.
طبقات التواتم:
1.    توتم الجنس: تقتصر عبادته على أحد الجنسين، حيث يوجد توتم خاص بالذكور، وآخر خاص بالإناث.
2.    التوتم الشخصي: تقتصر عبادته على فرد واحد، ولا يورثه لأبنائه من بعده.
3.  توتم القبيلة: يشترك فيه كل أفراد القبيلة، ويتوارثونه عبر الأجيال؛ لاعتقادهم أنه الجد الأعلى، وينحدرون من سلالة واحدة ودم واحد. لكل قبيلة توتم يختلف عن القبيلة الأخرى، ولكل قبيلة أسطورة تتعلق بتوتمها، مثلًا: قبائل الإيركوا تعرف بقبيلة السلحفاة. يعتقدون أنهم ينحدرون من سلالة سلحفاة سمينة استثقلت صدفتها فألقتها عن ظهرها، ثم تحولت لإنسان وأنجبت أولادًا.
لم يقف الأمر عند حد تقديس التوتم، وعدم قتله، وتحريم أكله، بل بعض القبائل حرمت لمسه، فقبيلة الإبل لا تأكل لحم الإبل، ولا تلمس ذكوره.
إذا مات الحيوان التوتم يدفنه أهل القبيلة في طقوس جنائزية معينة. في قبيلة البومة إذا وجد رجل بومة ميتة، يجلس بجانبها يبكيها ويضرب جبينه بالحجارة حتى يدميها، ثم يكفن البومة وينقلها إلى مقابر القبيلة؛ لتدفن كأي ميت من أموات القبيلة؛ لاعتقادهم أن البومة تقي الفرد من الجنون.
إذا كان التوتم من الحيوانات الضارة لا يعتقد أفراد القبيلة أنه سيلحق بهم الضرر طالما لم يغضبوه ويسعون لإرضائه. فالقبائل التي تتخذ الثعبان توتمًا لها لا تخاف لدغاته، ويتقربون إليه بلبس جلده، وأحيانًا يعلقون شيئًا من جلده في رقابهم كنوع من التعويذات تدفع عنهم الضرر والأشرار.
الطقوس التوتمية:
الطقوس التوتمية متعددة ومتنوعة، هناك طقوس تؤدى عند الميلاد، وثانية عند الموت، وثالثة عند الزواج، ورابعة عند نزول المطر، وخامسة عند التعميد... إلخ. تؤدى في أماكن وأوقات محددة، يصاحبها كلمات وحركات ورقصات وترانيم محددة.
5)    النظام السياسي:
‌أ.       العشيرة:
تتكون العشيرة من عدة أسر تقيم في مكان واحد، وتتعاون في المعيشة، تخضع لسيطرة رئيس العشيرة، وهو من ذوي الخبرة في الطقوس الدينية والشؤون الحياتية، يتمتع الرئيس بشخصية قوية، ويتحدث باسم العشيرة، ويحفظ أمن أفراد العشيرة، سلطته مستمدة من العرف الاجتماعي وليست رسمية، ولا يعاونه أحد في أعماله، ولا يتميز عن بقية أفراد العشيرة، لكنه موضع احترامهم، لا يتخذ أي قرار إلا بعد موافقة مجلس العشيرة المكون من رؤساء الأسر.
‌ب.   القبيلة:
  تتكون القبيلة من عدة عشائر، لها رئيس (شيخ)، ومجلس مكون من رؤساء العشائر، يتمتع شيخ القبيلة بسلطات أكبر من سلطات شيخ العشيرة، ويختلف قادة القبيلة بحسب ظروف القبيلة وقت السلم والحرب. ففي وقت الحرب يحكمها شيوخ لهم خبرة في فنون القتال، ويتمتعون بالشجاعة، وتسود الديكتاتورية، أما في وقت السلم يحكم القبيلة شيوخ مدنيين، ويغلب على القبيلة الظروف الديمقراطية.
تختلف انتقال زعامة القبيلة من مجتمع لآخر، إما بالوراثة، أو اختيار أحد أعضاء مجلس القبيلة.
المراكز والأدوار الاجتماعية
أنواع المراكز الاجتماعية:
1.    مراكز مفروضة: يرثها الفرد من والديه، أو تولد معه، أي لا دخل للفرد فيها، مثل مراكز العمل (طفولة، شباب، شيخوخة)، ومراكز النوع (ذكر، أنثى).
2.    مراكز مكتسبة: يكتسبها الفرد بما يملكه من مهارات اجتماعية، وبجهده.
تصنيفات المراكز الاجتماعية:
1.    مركز اجتماعي على أساس النوع: أي تختلف الأدوار الاجتماعية المناطة بالذكر والأنثى، حيث يعمل الرجل خارج البيت، ويؤمن احتياجاتها، بينما تعمل المرأة داخل البيت كل الأعمال المنزلية. لكن هذا التقسيم لا يعتبر تقسيمًا مطلقًا، بل قد يقوم كل منهما بأعمال الآخر من باب المساعدة، أو في ظروف معينة.
2.    مركز اجتماعي على أساس العمر: الشيوخ يعاملون باحترام وتقدير أكثر مما يتعامل به بقية أفراد الأسرة، الأطفال بحاجة إلى الرعاية والاهتمام النفسي الاجتماعي والجسدي أكثر من غيرهم.
3.    مركز اجتماعي على أساس الثروة: هذا المركز ضعيف في المجتمعات البدائية التي تعتمد على الجمع والصيد. هذا المركز يتحدد على أساس توزيع الثروة، وليس على أساس جمعها وادخارها.
4.    مركز اجتماعي على أساس المهارات الأساسية: في المجتمعات ذات النزعة الحربية يحتل المحاربين المهرة مراكز متقدمة، والمحارب الذي يقتل عدوًا يحتل مركزًا أكثر تقدمًا، والمحارب الذي يقتل عدوًا بالسكين يحتل موقعًا أكثر من المحارب الذي يقتل عدوًا بالبندقية؛ لأنها تحتاج إلى شجاعة أكبر.
الانثروبولوجيا التربوية
مجال دراسة الانثروبولوجيا التربوية:
1.    ترتبط الانثروبولوجيا التربوية بعملية تنميط سلوك الفرد من خلال الدوار التي يؤديها، والتي بدورها مستوحاة من ثقافة المجتمع.
2.    النسق التربوي مستمد من طبيعة البناء الاجتماعي والثقافي للمجتمع الذي يوجد فيه.
3.    التربية عملية اجتماعية، لذلك لها ارتباط وثيق بعلمي الاجتماع والأنثروبولوجيا.
4.    التربية ظاهرة اجتماعية لها صفة الإلزام.
تصنيف التربية:
¬    تربية بسيطة غير رسمية تنتشر في المجتمعات البسيطة.
¬    تربية حضرية تسود في المجتمعات المركبة المعقدة، ولها صورتان:
‌أ.       تربية غير رسمية تتم في مؤسسات الاجتماعية كالأسرة، والإعلام، والرفاق.
‌ب.  تربية رسمية: تتم في مؤسسات التعليم المختلفة.
الانثروبولوجيا الاقتصادية
تعريف الانثروبولوجيا الاقتصادية:
"دراسة أفكار وآراء الشعوب البدائية بالنسبة للمسائل والأمور الاقتصادية"
بدأت الانثروبولوجيا الاقتصادية بداية متواضعة منذ حوالي خمسين سنة، ثم تطورت تطورًا ملحوظًا حتى غدت تخصصًا مهمًا كأحد فروع الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.
نماذج من دراسات الانثروبولوجيا الاقتصادية:
أولًا| الدراسات التي تناولت المراحل الاقتصادية:
قسمت المدرسة التطورية مراحل التطور الاقتصادي والحضاري للمجتمعات في ثلاث مراحل، هي:
‌أ.       الوحشية: مرتبطة باقتصاد الجمع والصيد.
‌ب.  البربرية: مرتبطة باقتصاد الزراعة والرعي.
‌ج.    الحضارة أو المدنية: مرتبة بالاقتصاد الحديث.
من أبرز رواد الانثروبولوجيا التطوريين الذي اهتم بالجانب الاقتصادي (لويس مورجان)، ففي كتابه (المجتمع القديم)، قسم مراحل تطور المجتمعات الإنسانية في سبع مراحل، هي:
1.    جماعات العهد الأدنى للتوحش: تمثل المرحلة البدائية للجنس البشري، وقد اعتمد فيها الإنسان على الجمع.
2.    جماعات العهد الوسيط للتوحش: تمثل مرحلة الصيد في البحر، وعرف الإنسان النار التي استخدمها لإشباع حاجاته.
3.    جماعات العهد الأعلى للتوحش: عرف فيها الإنسان صنع القوس والسهم، واستخدمهما لإشباع حاجاته الضرورية.
4.    جماعات العهد الأدنى للهمجية: عرف الإنسان الفخار، وطرق صناعته.
5.    جماعات العهد الأوسط للهمجية: عرف الإنسان الزراعة واستئناس الحيوان.
6.    جماعات العهد الأعلى للهمجية: عرف الإنسان الحديد، واستخدمه في أغراضه المعيشية.
7.    جماعات بداية التحضر: عرفت المجتمعات القراءة والكتابة.
يرى مورجان أن الانتقال من مرحلة حضارية لأخرى مرتبط باكتشافات تكنولوجية هامة.
يرجع الفضل إلى مورجان في إعلان الترابط بين النظام الاقتصادي، والتكنولوجي، والاجتماعي، لكنه أخطأ في فهم الحضارة حين ربطها بالقراءة والكتابة، بهذا الرأي فهو يجرد المجتمعات البدائية والمتخلفة من كل مظاهر الحضارة، وق بالغ كثيرًا حين وصف المجتمعات البدائية بالوحشية والهمجية.
ثانيًا| الدراسات التي تناولت الحياة الاقتصادية للمجتمعات البدائية:
 سنتحدث عن دراسة مارسيل موس لنظام الهدايا الإلزامية في قبائل الكيوكيوتل (البوتلاش).
البوتلاش: عبارة عن حفل كبير يقوم به أحد أثرياء القبيلة، وعلى المدعوين دعوة الداعي لحفلات مشابهة؛ لإظهار التفوق، وإبراز المكانة الاجتماعية، ومن يفشل في ذلك تهبط مكانته الاجتماعي إلى أدنى درجات السلم الاجتماعي.
أسس نظام البوتلاش:
¬    التزام الفرد بتقديم الهدايا لصاحب الحفل.
¬    الالتزام بقبول الهدايا التي تقدم للفرد.
¬    الالتزام برد الهدايا التي يقبلها الفرد في أقرب وقت.
الانثروبولوجيا الطبية
تتناول الانثروبولوجيا الطبية موضوعات الصحة، والطب، والمرض، وطرق العلاج، والسحر، والشعوذة، والطب الشعبي، وتدرس المستشفى كنسق اجتماعي، ويتم كل ذلك في إطار السياق الاجتماعي والثقافي لمجتمع الدراسة.
تسعى الانثروبولوجيا الطبية إلى كشف العلاقة بين النموذج الثقافي ومستوى الصحة العامة في المجتمع.

لا جدال في أن الأنماط الثقافية تتعدد داخل المجتمع الواحد، وهذه الأنماط تؤثر في بعض القيم، الاتجاهات، والمعتقدات التي تترك أثرًا على الصحة العامة في المجتمع. هناك أمثلة توضح العلاقة بين النموذجين الاجتماعي والثقافي وتأثرهما على الصحة، مثلًا: تؤمن بعض الجماعات البدائية بالأرواح الخفية التي قد تنفع الإنسان أو تضره، ومن صور الضرر الذي تسببه الشروح الشريرة للإنسان: (الجنون، الصرع، الضعف العقلي، المزاج الحزين)، ويتم اللجوء لأساليب عنيفة لإخراج الروح الشريرة من المريض بالضرب المبرح والكي؛ حتى يعرق الجسد ويطرد الأرواح الشريرة، ثم يشعر بعدها بالراحة.




[1] بتصرف عن: فاروق محمد العادلي، الانثروبولوجيا العامة (مدخل متعدد المحاور)، د.ن، القاهرة، 2004. بسام محمد أبو عليان، علم الاجتماع الديني، ط2، مكتبة الطالب الجامعي، خانيونس، 2019.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية (1)| مهارة المقابلة

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى مهـارة المقابلة تعريف المقابلة المهنية: "لقاء وجاهي مقصود يعقد بين الأخصائي الاجتماعي والعميل أو المشاركين الآخرين في عملية المساعدة بهدف جمع معلومات متعلقة بالمشكلة أو إعطاء معلومات بهدف التأثير على سلوك العميل وتغيير بيئته الاجتماعية، بهدف المساعدة في حل مشكلته أو التخفيف منها". تعد المقابلة أداة مهمة لجمع المعلومات، إذا أحسن الأخصائي الاجتماعي التصرف مع العملاء؛ لأن العملاء يميلون لتقديم معلومات شفهية أفضل من الكتابة. تأتي أهمية المقابلة مع الأميين والأطفال والمسنين أكثر من غيرهم. فإذا كان الأخصائي يتمتع بروح مرحة وقبول اجتماعي، ولباقة في الحديث، وذكاء في طرح الأسئلة فإنه يهيئ جواً ودياً مع العميل. بالتالي يحصل على معلومات مهمة عن المشكلة، وبإمكانه تشجيع العميل على الحديث من خلال الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد عموماً. عناصر المقابلة: 1)       العلاقة الاجتماعية: لا يمكن عقد المقابلة بدون وجود طرفيها معاً (الأخصائي الاجتماعي، والعميل). هذه العلاقة تحكمها العديد من المعايير المهنية. أدناها...

الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة| الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة

د. بسام أبو عليان قسم علم الاجتماع - جامعة الأقصى الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة تعريف الخدمة الاجتماعية في مجال الطفولة: "الممارسة المهنية التي تهتم بتزويد الأطفال بالخدمات الاجتماعية، والمساعدات التي تعمل على حمياتهم، وعلاج المشكلات الاجتماعية، والنفسية، من خلال عمل الأخصائيين الاجتماعيين في عدد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية". المؤسسات العاملة في مجال رعاية الطفولة: 1.     مكاتب التوجيه والإرشاد الأسري: تعمل على علاج مشكلات الأسرة، وتهيئة الجو الأسري الذي يعين على تنشئة الأبناء تنشئة سليمة، وتوجيه الأسرة نحو مصادر الخدمات الاجتماعية، ومعاونة قضاة محاكم الأحوال الشخصية في البحث عن أسباب المشكلة الأسرية، والقيام بدراسات تتعلق بمشكلات الأسرة. 2.     مكاتب فحص الراغبين في الزواج: تعمل على فحص الأمراض الشائعة في المجتمع، والأمراض العقلية والنفسية، والأمراض التناسلية. 3.     مشروع الأسر المنتجة: يوفر العمل للأسر القادرة عليه، مما يسهم في القضاء على بطالة الأسرة، ويزيد من دخلها، وتحويل أفراد الأسرة من مستهلكين إلى منتجين، والاستفادة ...

خدمة الجماعة| مهارة التسجيل لدى أخصائي الجماعة

  د. بسام أبو عليان قسم علم الاجتماع - جامعة الأقصى مهارة التسجيل: تعريف التسجيل: "هو تدوين الحقائق والأحداث كما وقعت؛ للرجوع إليها في المستقبل وقت الحاجة، وللإلمام بالموضوعات المختلفة". أهداف التسجيل: 1-      حفظ المعلومات من النسيان والضياع، ويمكن الرجوع لها وقت الحاجة إليها. 2-   دراسة الفرد في الجماعة كوحدة قائمة بذاتها من حيث نمط الشخصية، ومشكلاته الخاصة، وقدراته، وميوله، ومدى تفاعله مع برامج وأنشطة الجماعة. 3-      تفسير المواقف الاجتماعية المختلفة داخل الجماعة. 4-      إدراك الأخصائي الاجتماعي لذاته، فالتسجيل يساعده على نقد ذاته؛ لتطوير أدائه المهني. 5-      تقييم الخدمات المؤسسية. 6-      المساعدة في تصميم وتقييم برامج المؤسسة. 7-      قياس نمو وتطور الجماعة. 8-      المساعدة في الدراسة والبحث. 9-      تساعد أخصائي الجماعة لتقديم خدمة أفضل إلى الفرد والجماعة. 10-     ...