التخطي إلى المحتوى الرئيسي

طرق الخدمة الاجتماعية| أهداف وفلسفة ومبادئ الخدمة الاجتماعية

أ. بسام أبو عليان
محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى
أهداف الخدمة الاجتماعية:
أولاً: أهداف وقائية:
تركز الخدمة الاجتماعية بشكل كبير على الجانب الوقائي، فهي تعمل جهدها لتوفير كافة السبل الكفيلة لوقاية الأفراد من الوقوع في المشكلات، وتعينهم على أداء أدوارهم الاجتماعية، والتكيف مع بيئاتهم الاجتماعية. ولتحقيق ذلك فهي تعمل على:
1.    المساهمة في تحسين المستوى المعيشي للأفراد.
2.    نشر الوعي بين الناس من خلال المحاضرات، والندوات، ووسائل الإعلام، والدورات التدريبية.
3.    إجراء الدراسات والمسوح الاجتماعية للتعرف على المشكلات الاجتماعية، وأسبابها، وسبل علاجها.
4.    إحداث التغيرات المرغوب فيها على صعيد الأفراد، والجماعات، والمجتمعات.
5.    مساعدة الأفراد، والجماعات، والمجتمعات على استثمار الطاقات والإمكانيات المتوفرة لديهم لصالحهم.
6.    إحداث تغيرات في النظم الاجتماعية القائمة لإيجاد حل لمشكلات المجتمع.
7.    التعاون مع مؤسسات المجتمع الأخرى بهدف الوقاية من الوقوع كفريسة لمشكلات المجتمع.
ثانياً: أهداف علاجية:
تركز الخدمة الاجتماعية على إعادة تأهيل الفرد، والجماعة، والمجتمع لاستعادة قدراتهم للقياد بالأدوار والوظائف المأمولة منهم. وفي سبيل ذلك تعمل على:
1.    دراسة مشكلات الأفراد، والجماعات، والمجتمعات وتشخيصها، ووضع الخطط العلاجية المناسبة.
2.    تقديم المساعدات المادية والعينية إلى المحتاجين لمواجهة ظروفهم الطارئة.
3.  التركيز على برامج التأهيل النفسي، والاجتماعي، والجسدي، والمهني، والمجتمعي بهدف استثمار طاقات الأفراد في تنمية المجتمع وتحسين أحوالهم.
4.    إنشاء مراكز علاجية إيوائية أو نهارية.
ثالثاً: أهداف تنموية:
لا تقف الخدمة الاجتماعية عند حدي الوقاية والعلاج، بل تسعى إلى تحقيق تنمية الفرد، والجماعة، والمجتمع. وذلك من خلال إتباع الأساليب الآتية:
1.    المساهمة في رسم السياسات الاجتماعية في المجتمع.
2.    إيجاد صيغ تنموية تعترف بالتنمية الاجتماعية كركيزة أساسية إلى جانب التنمية الاقتصادية.
3.    تنمية الشعور بالمسؤولية المجتمعية بين الناس، وتشجيعهم على العمل بروح الفريق، والعمل التطوعي.
4.    الاهتمام بالتنمية الريفية والحضرية، وتحقيق التوازن بين احتياجات السكان وموارد المجتمع.
5.    رفع المستوى الثقافي والوعي بين الناس بمشكلات المجتمع، وضرورة السعي لحلها.
فلسفة الخدمة الاجتماعية:
(1) الإيمان بقيمة وكرامة الإنسان.
(2) الإيمان بالفروق الفردية بين الأفراد، والجماعات، والمجتمعات.
(3) حق الفرد في ممارسة حريته في حدود تعاليم الدين وثقافة المجتمع.
(4) حق الفرد في تقرير مصيره، مع عدم إلحاق الأذى والضرر بغيره.
(5) الإيمان بأن لكل فرد طاقة وإمكانيات لها تأثير في تنمية المجتمع.
(6) الإيمان بالعدالة الاجتماعية.
(7) الإيمان بالحب والتسامح، ونبذ العنف والإساءة.
(8) الإيمان بأن الآلام التي يعاني منها الفرد تؤثر على دوره الاجتماعي.
(9) الإيمان بأن الإنسان أداة فعالة في تحقيق التغير الاجتماعي.
(10)       الإيمان بأن مساعدة الإنسان وقت الحاجة هي من تعاليم الدين.
مبادئ الخدمة الاجتماعية:
1.       مبدأ التقبل:
التقبل: "هو اتجاه عاطفي يصدر عن الأخصائي الاجتماعي نحو العميل. وتقبله على ما هو عليه، وليس كما يجب أن يكون".
من صور التقبل: الاحترام، والتسامح، وتقدير المشاعر، وتجنب النقد، والرغبة في المساعدة. فهذا من شأنه المساهمة في تعزيز الثقة بين الأخصائي الاجتماعي والعميل. وتأسيس علاقة مهنية ناجحة ومميزة.
 2.       مبدأ السرية:
السرية: "هي صيانة وحماية مقصودة لأسرار العملاء، وتجنب نشرها بين الناس".
تطبيق مبدأ السرية يساهم في توفير أجواء الثقة والطمأنينة في نفس العميل. لذلك يجب على الأخصائي الاجتماعي التأكيد على هذا المبدأ وإبراز أهميته منذ اللقاء الأول مع العميل. ولضمان سرية المعلومات يجب أن يحفظ الأخصائي الاجتماعي ملفات العملاء في خزانات خاصة تكون بعيدة عن متناول الآخرين والعبث بها.
3.      مبدأ حق تقرير المصير:
حق تقرير المصير يعني: "ترك الحرية إلى الفرد، أو الجماعة، أو المجتمع لتوجيه ذاته نحو الأهداف العامة والخاصة التي يراها في صالحه، ويمنح هذا الحق في حدود دين المجتمع وثقافته". إلا أنه توجد حالات تحرم من هذا الحق، مثل: الأطفال الصغار، وحالات الإدمان الشديد، والمرض المعدي.
لتطبيق هذا المبدأ يجب على الأخصائي الاجتماعي الآتي:
v    توضيح كافة جوانب المشكلة إلى العميل.
v    توضيح الإمكانيات والفرص المتاحة لمواجهة المشكلة.
v    مناقشة كافة الاقتراحات والآراء المقدمة لحل المشكلة، والمخاطر الناجمة من تطبيق هذه الحلول.
v    تلخيص أهم الآراء التي تمت مناقشتها.

4.       مبدأ العلاقة المهنية:
العلاقة المهنية: "هي حالة من الارتباط العاطفي والعقلي الهادف بين الأخصائي الاجتماعي والعميل، لها وقت بداية ونهاية، أي مؤقتة. وتستند على الحقائق العلمية، ومهارات الأخصائي الاجتماعي، ولا تتأثر بمظاهر السلوك أو المعتقد".
5.      مبدأ النقد الذاتي:
يهدف النقد الذاتي إلى التعرف على مدى تحقيق البرنامج العلاجي لأهدافه، ويساعد الأخصائي الاجتماعي والعميل في التعرف على ما تم التوصل إليه وإنجازه خلال عملية المساعدة.
6.      مبدأ المشاركة:
أي ضرورة مشاركة أفراد آخرين في دراسة المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها.
علاقة الخدمة الاجتماعية بعلم الاجتماع:
علاقة الخدمة الاجتماعية بعلم الاجتماع علاقة وثيقة، حيث يهتم علم الاجتماع بدراسة الظواهر والنظم الاجتماعية، والجماعات والعلاقات الاجتماعية بهدف التوصل إلى نظريات وقوانين علمية تفسر طبيعة العلاقات الاجتماعية. في المقابل تستفيد الخدمة الاجتماعية من القواعد والقوانين الاجتماعية التي توصلت لها دراسات علم الاجتماع لتساعد الأخصائي الاجتماعي في فهم الظواهر والمشكلات الاجتماعية، ومساعدته في وضع خطط الإصلاح الاجتماعي، لتحقيق تكيف الأفراد مع بيئاتهم الاجتماعية. وتعود البدايات الأولى لعلاقة الخدمة الاجتماعية بعلم الاجتماع إلى الثورة الصناعية وما خلفته من مشكلات اجتماعية جديدة، مثل: (الفقر، والبطالة، وعمالة الأطفال، وعمل المرأة، والتفكك الأسري... إلخ).

المرجع:
بسام محمد أبو عليان، طرق الخدمة الاجتماعية، ط1، خانيونس، مكتبة الطالب الجامعي، 2015.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية (1)| مهارة المقابلة

بسام أبو عليان محاضر بقسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى مهـارة المقابلة تعريف المقابلة المهنية: "لقاء وجاهي مقصود يعقد بين الأخصائي الاجتماعي والعميل أو المشاركين الآخرين في عملية المساعدة بهدف جمع معلومات متعلقة بالمشكلة أو إعطاء معلومات بهدف التأثير على سلوك العميل وتغيير بيئته الاجتماعية، بهدف المساعدة في حل مشكلته أو التخفيف منها". تعد المقابلة أداة مهمة لجمع المعلومات، إذا أحسن الأخصائي الاجتماعي التصرف مع العملاء؛ لأن العملاء يميلون لتقديم معلومات شفهية أفضل من الكتابة. تأتي أهمية المقابلة مع الأميين والأطفال والمسنين أكثر من غيرهم. فإذا كان الأخصائي يتمتع بروح مرحة وقبول اجتماعي، ولباقة في الحديث، وذكاء في طرح الأسئلة فإنه يهيئ جواً ودياً مع العميل. بالتالي يحصل على معلومات مهمة عن المشكلة، وبإمكانه تشجيع العميل على الحديث من خلال الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد عموماً. عناصر المقابلة: 1)       العلاقة الاجتماعية: لا يمكن عقد المقابلة بدون وجود طرفيها معاً (الأخصائي الاجتماعي، والعميل). هذه العلاقة تحكمها العديد من المعايير المهنية. أدناها...

رسالة من الله

د. بسام أبو عليان أستاذ مساعد في قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية جامعة الأقصى  صار معي قبل يومين موقفًا أسعدني، وخفف من حالة الإحباط، واليأس، و الاكتئاب، والضغط النفسي التي تسيطر علي؛ بسبب الحرب، وما ترتب عليها من انتشار ثقافة العنف، والبلطجة، والفوضى، والسرقة، والفلتان الأمني، وغياب شبه تام لكل القيم الدينية والإنسانية النبيلة، والأخلاق الحسنة. حتى صرت أشعر كأنني غريب عن هذا المجتمع!. 💥 الموقف: كنت أمشي في منطقة "العطار" بمواصي خانيونس، مر بجانبي رجل خمسيني، برفقة ابنه، - عمره (17) سنة تقريبًا -. هذا الرجل لا أعرفه، ولا التقيت به من قبل. رد السلام. رديت عليه. بدون مقدمات عبر الرجل عن تذمره وسخطه من صعوبة المواصلات، وارتفاع إيجارها، وأخلاق السائقين السيئة في تعاملهم مع الركاب. قلت: - كنت مجبرًا على المشاركة في الحديث، فأنا منذ بدء الحرب فقدت شهية الحديث، ومقل في الكلام -. المهم، قلت: في الحرب مجتمعنا تغيرت قيمه، وأخلاقه، وسلوكه، أصبح الناس بحاجة إلى إعادة تأهيل وضبط أخلاقي، وقيمي، وديني. علق الرجل: مجتمعنا قبل الحرب كان تدينه سطحي، نهتم بمظاهر التدين، مثل: (طول اللحية، و...

انثروبولوجيا| علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى

علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى على الرغم من الاعتراف بالأنثروبولوجيا كعلم مستقلّ بذاته، يدرس الإنسان من حيث نشأته وتطوّره وثقافته، فما زال علماء الإنسان يختلفون حول تصنيف هذا العلم بين العلوم المختلفة، فيرى بعضهم أنّه من العلوم الاجتماعية، كعلم النفس والاجتماع، ويرى بعضهم أنّه من العلوم التطبيقية كالطب، ويرى بعضهم أنّه من العلوم الإنسانية كالفلسفة. أولاً| علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الأحياء (البيولوجيا):   يتناول علم الأحياء دراسة الكائنات الحيّة. فهو يعرّف: "العلم الذي يدرس الإنسان كفرد قائم بذاته، من حيث بنية أعضائه وتطوّرها". يرتبط علم الأحياء بالعلوم الطبيعية، لا سيّما علم وظائف الأعضاء والتشريح. وتدخل في ذلك، نظرية التطوّر التي   تقول بأن أجسام الكائنات الحيّة ووظائف أعضائها، تتغيّر باستمرار ما دامت هذه الكائنات تتكاثر، قد تكون أرقى من الأجيال السابقة، كما عند الإنسان. كما تستند هذه النظرية إلى أنّ الإنسان بدأ كائناً حيّاً بخلية واحدة، تكاثرت   إلى أن انتهى إلى ما هو عليه الآن من التطوّر العقلي والنفسي والاجتماعي. وهذا ما دلّت عليه بقايا عظام الكائن...