لقد اقتضت حكمة الله تعالى أن تكون أرض فلسطين أرضا مباركة، كيف لا؟! وهي مبعث الأنبياء.. ومهبط الملائكة.. وملتقى الرسالات، فبذلك اكتسبت فلسطين صفة البركة والطهارة والقداسة. ففلسطين آية في كتاب الله تعالى.. وجزء من عقيدة المسلمين. من يفرط أو يتهاون فيها، فهو يفرط ويتهاون في دينه وعقيدته. وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد بركة فلسطين:
v قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الإسراء1].
v قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء71]. أي أن الله تعالى نجّى (إبراهيم ولوطا) عليهما السلام إلى بلاد الشام، ومنها "فلسطين".
v قال تعالى {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} [الأنبياء81]، أي أن الله تعالى سخر الريح لسليمان عليه السلام تجري بسرعة شديدة إلى الأرض المباركة (بلاد الشام)، ومنها فلسطين.
v قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ} [سبأ18]. قال ابن عباس: القرى الظاهرة هي: بيت المقدس.
v قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ} [المائدة21]، الأرض المقدسة: هي بيت المقدس.
v قال تعالى {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة58]، القرية: هي بيت المقدس.
الملاحظ لمواضع الآيات الست أنها كلها أجمعت على بركة بلاد الشام، ومنها فلسطين. وقد ميز العلماء بين نوعين من البركة، (البركة الحسية، والبركة المعنوية). وتعني البركة في اللغة/ الزيادة في الخير والنمو. أما في الشرع تعني/ ثبوت الخير الإلهي.
أولا/ البركة الحسية لفلسطين:
قال المفسرون في قوله تعالى: {باركنا حوله}، أي أن الله بارك حول المسجد الأقصى بالزروع والثمار وجريان الأنهار، وقد اعتبر الرحالة مثل: (ابن بطوطة، الدمشقي، ياقوت الحموي)، أن فلسطين من أخصب بلاد الشام، حيث يكثر فيها: الكروم وأشجار التين والعنب والفاكهة والزيتون.
ثانيا/ البركة المعنوية لفلسطين:
1. فلسطين مبعث ومرقد الأنبياء: حيث يرقد فيها (إبراهيم، إسحاق، يعقوب، يوسف) عليهم السلام.
2. مهبط الملائكة: حيث هبطت الملائكة في فلسطين على (داوود، سليمان، عيسى، موسى، لوط) عليهم السلام.
3. أرض المحشر والمنشر.
4. في بيت المقدس تنصب الموازين للحساب والفصل بين الناس.
5. ينفخ إسرافيل في الصور من على صخرة بيت المقدس المشرفة.
6. يتفرق الناس إما إلى جنة وإما إلى نار من بيت المقدس.
7. لا تقوم الساعة حتى يبعث الله خيار الناس إلى بيت المقدس.
8. قال تعالى مخاطبا بيت المقدس: "أنت جنتي وقدسي وصفوتي من بلادي، من سكنك فبرحمة مني، ومن خرج منك فبسخط مني عليه".
9. الملائكة تبسط أجنحتها على بلاد الشام: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا طوبى للشام.. يا طوبى للشام، قالوا يا رسول الله: بم ذلك؟، قال: تلك ملائكة الله باسطة أجنحتها على الشام".
10. في بيت المقدس الصخرة المشرفة، وهي لا تقل قداسة عن الحجر الأسود في البيت الحرام، لأن:
أ- الملائكة يصعدون من على الصخرة المشرفة إلى السماء.
ب- من على الصخرة عرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى في ليلة الإسراء والمعراج.
ت- من على الصخرة ينفخ إسرافيل في الصور.
ث- هي من صخور الجنة، قال أنس بن مالك: "إن الجنة لتحن شوقا إلى بيت المقدس، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس".
فلسطين في الحديث النبوي:
فلسطين جزء من عقيدة المسلمين:
- قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}.
- قال تعالى: {إن الأرض يرثها عبادي الصالحون}، قال ابن عباس: هي الأرض المقدسة.
- قال ابن عباس في تفسير سورة التين: (التين/ الشام)، (الزيتون/ فلسطين)، (البلد الأمين/ مكة).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزلت علي النبوة في ثلاثة أمكنة: (مكة، والمدينة، والشام)، ومما نزل من القرآن في فلسطين: {وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا}.
- الدجال لا يدخل بيت المقدس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر الدجال: أنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس، وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس، قال: فيهزمه الله وجنوده وينادي الحجر والشجر: يا مؤمن هذا كافر يستتر بي تعال فاقتله.

تعليقات
إرسال تعليق